ألغى الرئيس الامريكي باراك اوباما الاربعاء قمة كان من المقرر ان يجريها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب ما قال البيت الابيض انه عدم احراز تقدم في العلاقات و"خيبة امله" من منح موسكو اللجوء المؤقت لادوارد سنودن. وجاء القرار النادر بإلغاء المحادثات التي كانت مقررة الشهر المقبل بعد ان اتهم اوباما روسيا في مقابلة اجريت ليل الثلاثاء الاربعاء بالعودة الى "عقلية الحرب الباردة". إلا ان واشنطن لم تغلق الباب تماما على التعاون مع روسيا، حيث اشارت إلى أن الاجتماع المقرر في وقت لاحق من هذا الاسبوع بين وزراء الخارجية والدفاع سيجري حسب ما هو مقرر في العاصمة الاميركية. وفي موسكو أعرب الكرملين عن خيبة أمله لاعلان واشنطن الغاء القمة بين الرئيسين، قائلا ان واشنطن ليست مستعدة لبناء العلاقات مع روسيا "على أسس متساوية"، ومشيرا في الوقت نفسه الى ان الدعوة الموجهة الى الرئيس الاميركي ما زالت قائمة. وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان واشنطن تثمن ما تم التوصل اليه مع روسيا اثناء الولاية الاولى لاوباما (2009-2013) "بما فيه اتفاقية ستارت الجديدة والتعاون في ملفات افغانستان وايران وكوريا الشمالية". وتابع "لكن نظرا الى غياب التقدم في مسائل كمنظومة الدفاع الصاروخي والانتشار النووي والتجارة ومسائل الامن وحقوق الانسان في الاشهر ال12 الفائتة اعلمنا الحكومة الروسية باننا نعتبر ان ارجاء القمة حتى الحصول على مزيد من النتائج سيكون بناء بشكل افضل". من جهة اخرى فان "القرار الروسي المخيب للامال بمنح اللجوء المؤقت لادوارد سنودن شكل عنصرا اخذناه في الاعتبار عند تقييم وضع علاقاتنا" بحسب المتحدث. وألمح البيت الابيض منذ اسابيع الى شكوكه بشأن عقد القمة التي كانت مقررة على هامش قمة مجموعة العشرين في سانت بطرسبرغ. وكانت موسكو منحت سنودن الاسبوع الماضي اللجوء المؤقت. وكان العميل السابق في الاستخبارات الاميركية اغضب واشنطن بسبب كشفه عن معلومات سرية تظهر ان الولاياتالمتحدة تدير برنامجا واسعا لمراقبة الاتصالات الهاتفية والالكترونية في أوروبا وأميركا الجنوبية. وسمحت موسكو لسنودن، الذي يواجه تهم التجسس في الولاياتالمتحدة التي ألغت جواز سفره، بالانتقال من المطار الذي كان يحتجز فيه لخمسة اسابيع في موسكو الى مكان آمن. ومن بين قضايا الخلاف بين موسكووواشنطن الدعم الروسي لنظام بشار الاسد في سوريا والتعامل مع البرنامج النووي الايراني. وقال البيت الابيض ان اوباما لا يزال يعتزم المشاركة في قمة مجموعة العشرين التي ستجري في 5-6 ايلول/سبتمبر، واعلن انه سيزور ستوكهولم قبل ان يتوجه الى روسيا. وقال البيت الابيض ان "السويد هي صديق مقرب وشريك للولايات المتحدة". وسيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل مع نظيرهما الروسيين في واشنطن الجمعة "لمناقشة افضل الطرق لاحداث تقدم في مجموعة كاملة من القضايا التي تهم العلاقات الثنائية". وفي مقابلة الثلاثاء مع برنامج المذيع الاميركي "جاي لينو" قال اوباما ان موسكو لا تزال تساعد في قضية افغانستان ومكافحة الارهاب، الا انه تحدث عن "تحديات كامنة" في العلاقات بين البلدين. وقال عن الروس انهم "احيانا يعودون الى طريقة تفكير الحرب الباردة والى عقلية الحرب الباردة". واضاف "ما اقوله لهم باستمرار وما اقوله الى الرئيس بوتين هو ان ذلك هو الماضي، وعلينا ان نفكر في المستقبل، ولا يوجد سبب يمنعنا من ان نتعاون معا بشكل أكثر فعالية من الحالي".