لعب الأطفال في الحارات من عادات زمان ( اليوم) يعيش بعض افراد المجتمع حالة عزلة اجتماعية بين الساكن وجاره خصوصاً في شهر رمضان والمتأمل في أحوال الجيران في هذه الأيام يجد الفرق الشاسع بين حالهم وحال الجيران في السابق من تكاتف وتكافل ومحبة ووئام، والان من عدم ألفة تصل لدرجة أن بعضهم يسكن داره الجديدة ويخرج منها ولا يعرف جاره الملاصق له. ويحكي المواطن ناصر علي السمحان وهو أحد سكان الأحياء بمحافظة الجبيل أنه يعيش حالة ذهول مع جارة الغريب فيقول : نحن 4 مواطنين ووافد عربي نسكن بعمارة مكونة من دورين ولاتربطنا أي علاقة بل يجمعنا باب دخول وخروج العمارة وفي رمضان لا نرى بعضنا إلا في الصلاة فقط ، ويضيف لأن الجيران يعتقدون أن الجار فضيحة لهم والعكس تماماً هو الصحيح ويحكي أنه قدم دعوة الإفطار لجيرانه عدة مرات لتناول القهوة والسمر معه في منزله إلا أن الأعذار هي سيدة الموقف. تحكي لنا المواطنة منى الدليبح أن الأسباب الرئيسية في توتر العلاقة بين الجيران هي العادات والتقاليد التي لازالت باقية وعالقة في أذهان الجميع وخصوصاً في انتقاد المأكل والمشرب والأثاث والتصرفات فمعظم النساء حالياً يهمهن الشكليات بعيداً عن الحالات لا شك أننا نعيش اليوم ضعفا واضحا في العلاقات بين الجيران وقد تكون هناك عدة أسباب ولكن ينبغي علينا ألا نستسلم لها وأن نبدأ بالحلول العملية ومن أهمها اتفاق الجيران على لقاء أسبوعي في يوم محدد.النفسية وتضيف أن وراء هذا الابتعاد بين الجيران هو ضعف الايمان والاعتقادات الخاطئة فالمطلوب من الجيران حسن الظن والابتعاد عن التكلف لتعم الألفة بين الجيران وفي رمضان لابد أن تكون النساء هن الرابط القوي في الجيران لأن النساء همزة الوصل والرابط الحقيقي لتقوية العلاقة بين الجيران. ويؤكد المواطن عيد جبران الزهراني ارتباطه بجيرانه بعلاقة ترابط أخوي وأسري وأن وراء ذلك هو وعي الرجال وتقبل المعرفة المسبقة بينهم ، وطالب المجتمع بأن يحسن الجيرة في اللفظ والفعل وحسن الظن لتعم الألفة والمحبة التي أوصى بها رسولنا الكريم. ويرى المواطن حسين مترك العتيبي حالة الازعاج والتعدي التي تحدث بينه وبين الجيران ما بين فترة وأخرى ويقول : للأسف الشيطان وقف بيننا وأخذ نصيب الأسد في تعقيد الجيرة ، فمنذ 3 سنوات ونحن في اختلاف كلي والنفوس تحمل كراهية بين الأبناء حتى وصل الآباء والأمهات وبسبب عناد جارنا، زاد الأمر سوءا وصدق الجار ما يدور بين الأطفال ووقف منتقماً قائلاً ابناؤك افسدوا ابنائي وحاولت إفهامه أن الأمر مجرد اطفال إلا انه لم يتقبل الأمر وظل منذ عامين وهو على حاله وحاولت أن أصلح ما أفسده الشيطان إلا أنه لا يزال يريد الابتعاد الكلي. ويقول إمام وخطيب جامع حمزة بن عبدالمطلب بالجبيل الصناعية الشيخ سعد المجدوعي : لا شك أننا نعيش اليوم ضعفا واضحا في العلاقات بين الجيران وقد تكون هناك عدة أسباب ولكن ينبغي علينا ألا نستسلم لها وأن نبدأ بالحلول العملية ومن أهمها اتفاق الجيران على لقاء أسبوعي في يوم محدد ، فإن ذلك سيكون له عظيم الأثر في الترابط والتعاون والود وكسر لجميع الحواجز وهذا مجرب وأعتقد أن الغالب إن لم يكن الجميع سيفرح بذلك والأهم أن يوجد من يبادر إلى المشروع وقد سكنت ذات مرة في أحد الأحياء وجلست ما يقارب السنة ولا أحد من الجيران له علاقة بالآخر ، فقررت ذات مرة أن أطرق الباب عليهم وأعزمهم على جلسة قهوة وفعلا حضروا جميعا وكان كل واحد يتمنى اللقاء وبعدها أصبحت العلاقات قوية جدا حتى بين العوائل وأصبح الحب والود متبادلين بين الجيران.