قرأت خبرا عن إلقاء الجهات الامنية بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد القبض على أحد موظفي مكتب العمل بمحافظة حفر الباطن متلبسا أثناء تسلمه 120 ألف ريال رشوة مالية من احد المواطنين مقابل إصدار تأشيرات استقدام وتسريع الخدمات وإنهائها، وقبل الحديث عن وجهة نظري في موضوع الرشوة أتقدم بالشكر للمواطن على أمانته في التبليغ عن الموظف الخائن لدينه ولأنظمة الدولة، والشكر للجهات الأمنية وهيئة مكافحة الفساد في الدور الفعال تجاه الحادثة. من المؤسف ان يقوم موظف بهدم الجهود التي تقوم عليها الجهات الحكومية في تطوير الأنظمة ويتجاهل جهود مسؤوليه وأوامرهم.الرشوة حرمها ديننا الاسلامي وغلظ في تحريمها، ومن المؤسف ان يقوم موظف بخيانة الأنظمة وبيع ذمته مقابل الحصول على مادة، ومن المؤسف ان يقوم موظف في هدم الجهود التي تقوم عليها الجهات الحكومية في تطوير الأنظمة ويتجاهل جهود مسؤوليه وأوامرهم. سوق العمل في الوقت الحالي يمر بمرحلة تغيير ليست بسهلة بسبب تراكم أخطاء ترسبت لسنوات عديدة بسبب كثرة التجاوزات وعشوائية الصلاحيات التي منحت لمن لا يستحقها، وتعتبر وزارة العمل المنبع الرئيسي لتلك الأخطاء المترسبة بسبب سوء المراقبة الداخلية وضعفها مما أتاح للكثير من عديمي الضمير لبيع ذمتهم بغض النظر عن من يتضرر، وما نمر به حاليا من فترة تصحيح لأوضاع العمالة الوافدة وتمديد مدتها دليل على تلك الترسبات التي تضرر منها عدد كبير من أطراف سوق العمل، وامتد الضرر للغير وخصوصا الباحثين والباحثات عن عمل من أبناء الوطن، وتلك الفترة لن يكتمل نجاحها إذا لم يتعاون ويتكاتف الجميع فيها، فوزارة العمل تسعى إلى إعادة هيكلة سياساتها الداخلية وإعادة النظر في الصلاحيات الممنوحة لكل قسم، والمواطن بدوره ان يبلغ الجهات الأمنية في حال وجود أي شبهات أو ابتزاز من أي موظف حكومي مقابل الحصول على حق غير مشروع، فما قام به الموظف بالتلاعب في الأنظمة أمر لا ينبغي السكوت عنه لما له من تأثير وتعطيل للنقلة التي ينتظرها العديد من أطراف سوق العمل حتى وان طالت مدتها وتضرر منها بالوقت الحالي العديد، وهنا يكمن دور وواجب المواطن في الوقوف أمام الفساد الذي انتشر لسنين عديدة سابقة حتى نقضي عليه. أمر مهم اتمنى ان لا تغفل عنه وزارة العمل في الفترة الحالية وهو مختص باشتراطات الحصول على التأشيرات، فالمنهجية والمعادلات الحالية حال عليها الحول ولن تخدم أصحاب الأعمال، ولكل مكتب من مكاتب العمل في المناطق سياسة تختلف عن غيرها في استحقاق التأشيرات، وهذا هو سبب من اسباب التشوهات العديدة الحاصلة في سوق العمل. ذكرت سابقا أن مكاتب العمل تعتبر الواجهة لوزارة العمل، ووزارة العمل تحتاج إلى علاج التشوهات الداخلية في واجهاتها قبل التوجه لعلاج أي تشوهات أخرى، وتفعيل الرقابة الداخلية حتى يتم القضاء على التناقضات الحاصلة بين القوانين الفعلية وما يتم تطبيقه. Twitter: @Khaled_Bn_Moh