إن أردتم سمّيناها استراحة محارب ،وإن شئتم فلنقلْ إنها مراجعة للذات ،وان قبلتم وجهة نظرنا فإننا نقول: إنها رحلة من الألف إلى الياء، فيها محطات ومطبات فيها الحلو والمر.. فيها مواقف ندم وفيها لحظات فرح وأمل.. رحلة يكتب فيها الضيف رسالةً إلى أعز مخلوقٍ له في هذه الدنيا يكتب لأمِّه التي خصها رسولنا الكريم بأحلى وأغلى كلام ، لقد أردنا أن نقدِّم لضيفنا الكريم فرصةً ليقولَ ما يريد ،ويُفضفض عمّا بداخله ويعطي آراءه بعد مشوار طويل في هذا العالم الكبير، ضيفنا لهذا اليوم فهد السنيد رئيس نادي النهضة الأسبق و حالياً عضو الشرف بالنادي . في البداية شكرا لتفضلك وقبولك هذه الاستضافة أهلاً بكم ومرحبا سنخرج بك عن روتين الحِوارات المعتادة ولكنني مجبرٌ على تقديمك للقارئ ،قدم نفسك حيث ماترى؟ فهد السنيد فقط لكل إنسان بداية ونهاية ،فما هي بدايتك ؟و كيف تتمنى أن تكون نهايتك العملية؟ البداية صعبة جدا ،حيث تحمّلت مسؤولية الأسرة وأنا في ريعان شبابي , أمّا النهاية فآمل أن تكون مرضية لرب العالمين وهو هدف كل إنسان في هذه الحياة . سنوات العمر قصيرة لكنها تحمل في طياتها ذكريات. حدثنا عن أحلى ذكرياتك؟ رياضياً، عشت أياماً حلوة بالنهضة في الثمانيات عندما حلّق المارد مع الكبار ، كما ان صعود الفريق لدوري الأضواء الموسم المنصرم أعاد لنا أيام الزمن الجميل لمارد الدمام وضعة الطبيعي كأحد الأرقام الصعبة في خارطة الرياضية السعودية والمنطقة الشرقية . أصبح العالم صغيرا جدا بفضل التقنية الحديثة، لكن لازالت هناك بعض العقليات منغلقة على نفسها. ألا ترى أن لذلك تأثيرا سلبياً على تطوّر المجتمع تجاه الرأي الآخر ،كما هو الحال مع العادات والأعراف الأخرى؟ البعض للأسف الشديد يفهم الانفتاح بطريقة خاطئة فيترك العادات والتقاليد ويغوص في التقليد الأعمى، وهذه للأسف ظاهرةٌ تنتشر بين الشباب وأتمنى زوالها , وأعتقد أن الإنسان بحاجة للانفتاح دون أن يتنازل عن مبادئه وتقاليده في المجتمع . هناك ثلاثة أحداث رئيسية في حياة الإنسان: الميلاد، المعيشة، والموت... وعادة فإننا لا نكون في وعينا وقت الميلاد، ونتألم عند الموت، وننسى أن نعيش، بين كل هذه المتغيرات التي يراها جون دي كيف تعيش حياتك؟ نحن في مجتمع إسلامي نحاول بقدر الإمكان أن نعيش بما يُرضي الله سبحانه وتعالى , نخطئ لكننا نحاول مرةً أُخرى العودة من جديد للطريق المستقيم , والأهم أن نعيش هَمّ الآخرين حتى نشعرَ بوجودنا . الداعية الدكتور سلمان العودة يقول: الْحُب بَيْن الْنَّاس غَرِيْزَةٌ فُطْرِيَّة، لَابُدّ مِن إِشْبَاعِها فَاجْعَل حبّك وَقَلْبَك لِمَن يَسْتَحِقُّوْنَه ،مامدى مساحة الحب في قلبك ولِمن النصيب الأكبر؟ الحب و الإخلاصُ زمان كانا العنوان الرئيس لتعاملات وتصرّفات الناس , ولكن في هذا الزمن للأسف الشديد تغيّرت المحبة والمودّة حتى وصلت لأدنى درجاتها إلّا ما ندر ، ولكن يبقى الحبُ شىئاً عظيماً . الأمير الشاعر خالد الفيصل فاضت قريحته شعراً فقال ذات يوم: الله اكبر كيف يجرحن العيون كيف مايبرى صويب العين ابد أحسب أن الرمش لاسلهم حنون اثر رمش العين ما ياوي لاحد هل تؤمن بلغة العيون وهل أصابتك يوماً سهامُ الرموش؟ لغة العيون موجودة في كلّ الأزمان ،وأتمنى أن تكون عيون مبصرة للتقوى والإيمان ..!! يقول فيثاغورس: إذا اختبرت إنسانا فوجدته لا يصلح أن يكون صديقا، فاحذر من أن تجعله عدواً، كم صديقا خسرته خلال حياتك ،ولماذا متغيرات الحياة تفرض علينا أحيانا أن نفقد صداقةَ من كنّا نحبّهم ولا نقوى البعد عنهم؟ أتمنى ألّا أخسر أحداً في هذه الدنيا الفانية ،وأن أتواصل مع الأصدقاء والأهل بالقدر المناسب . يعتقد افلاطون بأن المنطق سوف يأخذك من ألفٍ إلى باءٍ، والخيال سوف يأخذك إلى أي مكان ، مابين المنطق والخيال ألا تعتقد بأن هويتنا العربية أصبحت مطموسةً بسبب هذين المتناقضين؟ التناقض ليس فقط المنطق والخيال ثمّة أشياء كثيرة تتناقض حولها الشعوب العربية. التطبيع نصفه "بيع" فهل بقي لدينا شيء للبيع حتى نساوم على التطبيع؟ وهل لدينا القدرة على المساومة ..!! سقراط يعتقد بأننا شعوب ثرثارة وفق نظرية خلق الله لنا أذنين ولسانا واحدا .. لنسمع أكثر مما نقول،فهل حاد سقراط عن الواقع أم أنه لامس جراح الشعوب الثرثارة؟ اذا الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . يرى فيكتور هوجو أن الرجل يكره هؤلاء الذين يضطر إلى الكذب أمامهم ،متى اضطررت للكذب وما نصيب الكذب الأبيض في تعاملاتك اليومية؟ أحيانا يكون الكذب الأبيض أكثر سوءًا من الكذب الأسود ..!! الرئيس المصري الراحل أنور السادات يعتقد بأن الدبلوماسي .. رجل يستطيع أن يصمت بعدة لغات ،هل تجيد الدبلوماسية ومتى ترى الحاجة بأن تكون دبلوماسيا؟ يجب ان تبع الدبلوماسية في كثير من مناحي الحياة المختلفة ..!! بحسب صمويل بيتر فإن على المرء أن يكون مثقفاً لدرجة تجعله يتشكك في الثقافة ذاتها ، وسؤالي تحديدا من هم المثقفون وإلى أيّ الثقافات أنت تميل؟ اضحت الثقافة في الوطن العربي هي أزمة بحد ذاتها ؟! يقول الشاعر فما اطال النوم عمراً ..ولا قصر في الأعمار طول السهر.. اذا سلمنا بكلام عمر الخيام، فهل أنت من مؤيدي السهر ومزاولة العمل في الليل؟ الطبيعي أن يكون النهار للعمل وهذه سنة الحياة. ذات يوم أبدع الناظم قائلا :يا ندمي.. خذ من دمي.. من دفء عظمي.. لا تسترح.. خذ من نسيج الماء.. من غيمة، متى ندمت في حياتك وما المواقف التي ندمت فيها؟ ندمت لمواقف شخصية .. وندمت لمواقف عامة .. واتمنى ان يبتعد شبح الندم عن حياتنا . علمتني في الحب كيف يكون الاخلاص.. وعلمتني في الوفاء كيف يكون الولاء.. وعلمتني في الصبر كيف تكون التضحية ،وعلمتني في الصدق كيف اواجه الحقيقة.. ماذا تعني لك هذه الكلمات ولمن توجهها ؟كلام جميل ولكن من يطبقه على أرض الواقع .. كلام مثالي يصعب تطبيقه من وجهة نظري . يشدو الموسيقار فريد الاطرش ويردد اغنيته الشهيرة (بساط الريح جميل ومريح) ترى لوجاءك بساط الريح فإلى اين تريده ان يأخذك؟ إلى المسجد الاقصي الشريف . . عن الأم قال شكسبير بأنه ليس في العالم وِسَادَةٌ أنعم من حضن الأم ، ماذا تعني لك الأُم وماذا تريد أن توجّه لها عبر الميدان؟ الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق نعيش هذه الأيام أوقاتا روحانية تتمثل في شهر رمضان وعنه يقول الأديب الرافعي: ألا ما أعظمك يا شهر رمضان ، لو عرفك العالم حق معرفتك لسماك .. مدرسة الثلاثين يوما، رمضان بين الأمس واليوم كيف تراه وما الذي تغير فيه؟ بالفعل هو مدرسة تغيّر في سلوكنا وتصرفاتنا ومعاملتنا .. وهو مدرسة تعيدنا لطريق الجادة والصواب وهو مدرسة نتزوّد منها بالوقود لمواجهة صعوبات الحياة . كثيرون هم القريبون إلى النفس ، وقبل أن نسدل الستار اختر اسماء من تحب ووجه لهم دعوة إفطار خاصة عبر هذه الصفحة؟ الى كل اصدقاء الوسط الرياضي ادعوهم لتناول وجبة الافطار معي جميل إذاً أن اختم هذه الفضفضة على طريقتك الخاصة ،وقل ما تشاء ،فنحن أزِفنا على أن نقول لك وداعا وشكرا لك من الأعماق؟ رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير .