لقد تفنن الكثيرون من المواطنين في إبداع الشكوى والتذمر بعدم وجود الدعم والقروض الميسرة وما يحول دونها من إجراءات بيروقراطية تتعب المحتاج وتزيد حاجته ، أما مبعث الراحة في نفوس أولئك المتذمرين فهو كثرة الإعلانات التي تركز في كل مكان وعند كل مدخل في شكل لوحات كبيرة ذوات ألوان زاهية وخطوط جميلة تدعو للاغتراف من ذلك المعين المبذول دون تعقيد ودون فوائد تراكمية كما هو الحال لدى البنوك ، بقليل من التفكير نجد أن سداد الديون تترتب عليه ديون جديدة بفوائد جديدة وهذا معناه أن المستدين يظل مربوطاً بذلك الدين طول حياته لا يستطيع الفكاك منه ، أما رهن الذهب فله منحى آخر هو انتهاء مدة السداد فيتصرف الدائن بالرهن الذي هو الذهب ويبيعه في الوقت الذي تتزايد فيه أسعار الذهب إلى الضعف حين ذلك تعلم ويعلم الآخرون من هو المغبون في هذه الصفقة التي جلبته لها الحاجة حتى وقع دون أن يسمي عليه أحد .فهناك إعلانات تسديد القروض وتعويض المستفيد بقروض جديدة بدون فوائد وإعلانات رهن الذهب للذين لا يريدون بيعه في الوقت الحاضر ويريدون الاستفادة منه بالرهن لدى أولئك الذين يحفظونه لاغتنام الفرصة وهناك إعلانات أخرى تمويل بدون فوائد وهذه إن تحققت وبطريقة شرعية فهي نعمة من النعم لا يستفيد منها إلا من يعرفون دروبها ومسارب الوصول إليها وطبعاً الإعلانات على اللوحات في بعض الأماكن لا تكفي لأنها لا تصل لكل الناس ولا تدخل كل بيت بل إن بعض أصحابها يعلنون في الصحف ويدعون المحتاج والذي تضطره الظروف إلى هذه الوسائل السهلة للاقتراض والتمويل وطبعاً هناك من يسأل سؤالاً ملحاً في الصميم هو : ماذا يستفيد أولئك المعلنون هل هناك شبهة ما يخافون من كشفها ؟ وأقول كل شيء جائز ، فما من تصرف أو فعل إلا له مسبب ولأن السبب الأول هدف لا تكشفه العيون والآذان إلا بالتجربة .. والتجربة قد تكون عواقبها وخيمة على من يقع فيها وعلى الاقتصاد الوطني الذي تعمل كل الحكومات لتقويته ورفع قيمته في الأسواق العالمية ، وتزويد معطياته التنافسية ، أما هؤلاء الذين يظهرون بمظهر البراءة ويتبرعون بخدمة المواطن الذي تقهره الظروف لذلك فإن لهم مقاصد لا أستطيع أن أحددها إلا بعد أن أسبر غورها وأعرف تداعياتها ومسبباتها لأنني لست من ذوي الاختصاص . فشكراً لمن يتحمل هذا اللغو الذي لا فائدة من ورائه ، ولعل مبعث خوفي من الوقوع في الحكم المبتسر الذي لا يسنده يقين أن أكون كحاطب الليل الذي لا يستطيع التمييز بين الحية والعود الجاف فيكون ضحية للغفلة ولعدم وضوح الرؤية لكن الغريب أن جميع إعلانات تلك الدعوات تنشر على أطوال الطرق وفي مداخلها وعلى صفحات الصحف رغم أنها تكلف عشرات بل مئات الألوف من الريالات التي تدخل خزائن الأمانات والبلديات دون مساءلة عن الهدف أو اهتمام مع أن الأمانات والبلديات حريصة على جباية رسوم تلك اللوحات كما أن الصحف تحرص على جباية رسوم الإعلانات فهل تصدق أن أولئك المعلنون يضحون بتلك الأموال ابتغاء مرضاة الله ، أو خدمة إنسانية ؟ وبقليل من التفكير نجد أن سداد الديون تترتب عليه ديون جديدة بفوائد جديدة وهذا معناه أن المستدين بظل مربوطاً بذلك الدين طول حياته لا يستطيع الفكاك منه ، أما رهن الذهب فله منحى آخر هو انتهاء مدة السداد فيتصرف الدائن بالرهن الذي هو الذهب ويبيعه في الوقت الذي تتزايد فيه أسعار الذهب إلى الضعف حين ذلك تعلم ويعلم الآخرون من هو المغبون في هذه الصفقة التي جلبته لها الحاجة حتى وقع دون أن يسمى عليه أحد . فعسى الله أن ينجينا وإياكم من الوقوع في مهالك آخر الزمان إنه سميع مجيب . من عواصف الأفكار : الإنجازات الكبيرة تبدأ صغيرة وتتجمع كقطرات المطر لتشكّل بحيرة أو وادياً ولو استشعر كل منا دورة في توفير الاستهلاك أو تطبيق النظام أو تطوير السلوك أو تبني مشاريع تنموية أو المشاركة في أعمال تطوعيه للمجتمع لحققنا نجاحات لم نكن نحلم بها . ( القفز خارج الصندوق) ص 60