أمهل الاتحاد العام التونسي للشغل -الذي يُعد أكبر منظمة نقابية في تونس- الحكومة التي يقودها علي العريض أسبوعًا واحدًا للوصول إلى اتفاق بتشكيل حكومة كفاءات جديدة، معلنًا أنه سيكون «مضطرًا لدراسة» خيارات أخرى إذا ما فشل هذا الخيار، وسط تمسك حركة النهضة بالعريّض رئيسًا وإصرار أطياف المعارضة على حل المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، فيما اعلن متحدث باسم القوات المسلحة التونسية ان الجيش يقوم الجمعة بعملية جوية وبرية «واسعة النطاق» ضد «ارهابيين» في جبل الشعانبي بالقرب من الحدود الجزائرية. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه البلاد أزمة سياسية منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي الأسبوع الماضي، أججها مقتل ثمانية عسكريين على الحدود مع الجزائر على يد مسلحين مجهولين. وقال بوعلي مباركي نائب زعيم الاتحاد لقناة نسمة التلفزيونية إن الاتحاد سيواصل إجراء محادثات، وإذا لم تتم الاستجابة لمطالبه بتغيير الحكومة وتنفيذ إطار زمني للمجلس التأسيسي، فإنه عندئذ سيدرس خيارات أخرى، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز للأنباء. وقد قدّم الاتحاد العام للشغل -الذي يُنظر إليه على أنه أكثر قربًا من المعارضة- حلًا وسطًا يتضمن تشكيل حكومة كفاءات جديدة، لكنه يبقي على المجلس التأسيسي، مع تسريع الإطار الزمني للانتهاء من صياغة الدستور وقوانين الانتخابات الجديدة في البلاد. ويحاول الاتحاد -الذي يضم في عضويته 600 ألف عامل- التوسط بين الأطراف الحاكمة بقيادة حركة النهضة الإسلامية والمعارضة العلمانية التي تطالب بتغيير الحكومة وحل المجلس التأسيسي الانتقالي الذي أمامه أسابيع فقط للانتهاء من وضع مشروع دستور جديد للبلاد. قصفت قوات الجو التونسي فجر امس مواقع في جبل الشعانبي، تعرف باسم «بئر ولاد نصرالله»، و«رأس الثور»، وأمكن تحديد 53 مخبأً سريًا «كازمات» في جبل الشعانبي، كان يختبئ فيها إرهابيون. وحسب الإذاعة التونسية فقد قدمت مصالح الاستخبارات الجزائرية معلومات مفيدة للطرف التونسي. مشاورات وكانت الحكومة قد أجرت مشاورات مع المنظمة النقابية لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تهز تونس، وقال وزير الشؤون الاجتماعية خليل الزاوية إن رئيس الحكومة علي العريض أجرى «لقاءً مطولًا» مع وفد من المركزية النقابية يقوده الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي «لبحث الحلول للخروج من الوضع المتأزم ومواجهة الإرهاب». عملية عسكرية ميدانيًا أعلن متحدث باسم القوات المسلحة التونسية أن الجيش قام امس الجمعة بعملية جوية وبرية «واسعة النطاق» ضد «إرهابيين» في جبل الشعانبي، بالقرب من الحدود الجزائرية. وقال الناطق باسم الجيش، توفيق رحموني، لإذاعة «موزاييك إف أم» إن «اشتباكات بدأت (الخميس) بين العسكريين ومجموعة إرهابية». وأضاف أن «عملية واسعة النطاق بمشاركة وحدات جوية وبرية بدأت فجرًا» أمس الجمعة. وقصفت قوات الجو التونسي فجر امس مواقع في جبل الشعانبي، تعرف باسم «بئر ولاد نصرالله»، و»رأس الثور»، وأمكن تحديد 53 مخبأً سريًا «كازمات» في جبل الشعانبي، كان يختبئ فيها إرهابيون. وحسب الإذاعة التونسية فقد قدمت مصالح الاستخبارات الجزائرية معلومات مفيدة للطرف التونسي. وفي سياق متصل، أوقفت وحدات من الحرس الوطني، شخصًا يرتدي بزة عسكرية، اتضح بعد توقيفه أنه لا ينتمي إلى قوات الجيش، بحسب ما أوردت إذاعة موزاييك «أف أم». وقالت الاذاعة نفسها نقلًا عن عن مراسلها في الشريط الحدودي مع الجزائر، «إن حركة العبور بين تونسوالجزائر على مستوى المعبر الحدودي السياحي ملولة التابع لمعتمدية طبرقة والمعبر التجاري ببوش التابع لمعتمدية عين دراهم، قد توقفت ليلة أمس الخميس في إطار إجراءات أمنية من الجانب الجزائري على أن تعود الحركة لسالف نشاطها خلال فترات النهار، كما تم تركيز دورية مراقبة فوق سطح مبنى بمعبر العيون من الجانب الجزائري».