أكد جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني، أن المانيا صديقٌ عزيز لمصرَ وهي على قناعة بأن شعبها هو الذي يقرر مصيره ويأخذ مصيره في يده، موضِّحاً أن مصر الآن في مرحلة حاسمة من تاريخها وتريد أن تتوجه إلى المستقبل جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي عقب المباحثات التى جرت بينهما أمس بالقاهرة . وأضاف فيله: نحن هنا فقط لكي نقدم نصائح ،أمّا القرار فإنه يرجع للشعب المصري مؤكدا أن وجهة نظر بلاده تتمثّل في أن الحل السِّلمي هو أنسب الحلول للمشاكل المطروحة, وقال: « إن برلين تنادي بضرورة التخلّي عن العنف وأن تكون هناك بدايةُ ديموقراطيةٍ جديدة يتبعها إنتخابات يشارك فيها كافة القوى السياسية . وشدّد جيدو فيستر فيله على ضرورة أن تتحلّى كافة القوى السياسية المصرية بمسؤولياتها ،وأن تشارك مشاركة بنّاءةً وأن تتخلّى عن العنف . وقال: إن المانيا منخرطة جدا في الشأن المصري, فلدينا إستثمارات ضخمة في مصر, ولا نهتم بمصر ليس فقط من المنظور السياحي ونرغب في الاستثمار بقوة في مصر ،ونحن جميعا نعلم أن التطور الاقتصادي يتوقف دائما على حالة الاستقرار . وأضاف:» إننا ننتظر من مصر أن تبعث رسالةً للعالم مؤدَّاها أننا نتجه لطريق الديموقراطية وتحقيق تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار والرفاهية . ورداً على سؤال حول الموقف الالماني المتشدد تجاه الاوضاع في مصر، ومدى اختلافه عن الموقف الاوربي لفت الى أن موقف بلاده تجاه الاوضاع في مصر لا يختلف عن الموقف الأوربي بل متوائم معه ومع موقف أهم شركائنا، وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية، موضحاً أن برلين لم تصدر من جانبها أي تصنيف حتى هذه اللحظات لِما حدث في مصر, وقال: « لم نُصنِّف ذلك وِفقاً للقانون الدولي ولكننا نتابع الموقف عن كثب وما يحدث في مصر, مضيفا: « سوف نقيّم الوضع فيها في ضوء التطور في العملية الدستورية وما يتبع ذلك من إنتخابات لممثلي الشعب . وقال فيله: أوَدُّ فقط في هذا السياق أن أشير إلى شيء أثّرَ فينا كثيرا نحن الألمان بِحُكم تاريخنا, أجريت بالأمس محادثاتٍ مع ممثلي حركة «تمرد» وذكر فيها أسوأ فصل في تاريخ الشعب الالماني وهو تاريخ أدولف هتلر الذي إرتكب جرائم بشعة وخاض حرباً جرَّت الويلات على أُممٍ كثيرة في العالم وجرى في إطارها قتل 6 ملايين يهودي بسبب الدين . وأكد جيدو فيستر فيله أنهم على قناعة بأن تشبيه هتلر بما حدث في مصر هو تهوين شديد لهذه الجرائم التي ارتكبها هتلر وتخفيف لها , بينما تشبه بتطورات أخرى في العالم أقل بكثير جداً ممّا حدث لدينا نحن، مؤكداً أنه ليس هناك سبيلٌ في مصر سوى الحل السلمي في ظل سيادة القانون ومراعاة حقوق الإنسان . وحول مطالبة بلاده بالإفراج عن الرئيس المصري السابق محمد مرسى، أوضح فيله أن بلاده طالبت مع الاتحاد الاوربي والولاياتالمتحدة طالبت بأن تقوم جهة محايدة بزيارة الرئيس السابق مرسي في محبسة , موضحاً أن هذا الأمر تمّ من خلال زيارة الليدي كاثرين أشتون لمرسي وأنا أُرحِّب بذلك . وقال جيدو فيستر فيله: « إن هناك ضرورةً السعي إلى بناء جسور, وأنا هنا من أجل تشجيع كافة القوى السياسية المصرية في الانخراط في عملية البحث عن حل سلمي, ونحن نراهن على السلمية والحوار ونراهن على بداية جديدة يشارك فيها الجميع من أجل مستقبل مصر داعياً الى ضرورة إشراك كافة قوى المجتمع المصري وإدماجها في العملية السياسية وتجنب أي شبهه لأي نوع من العدالة الانتقائية . ورداً على سؤال حول ما اذا كان هناك خلافات في القضايا الاقيلمية التي تم بحثها قال نبيل فهمي: إنه يجب -مع تقديري للإعلام- عدم وضع كل شيء في اطار المواجهة او الخلافات ،والغالبية العظمى من الموضوعات التي يتم بحثها تدور حول القضايا التي يكون فيها تعاونٌ مشترك ،وفيها كثير من التوافق، وطرحنا كثير من الموضوعات فيما بيننا ،ودار حوار بشأن القضايا الإقليمية، وكان حواراً ايجابياً .