أرسلت لي احدى السيدات مقطعاً مسجلاً لشاب يزعم أنه ينوي اضحاك الناس ولا أشك في أنه أضحك كثيراً منهم ولكنه في الوقت نفسه أثار سخط غيرهم . الفيديو يصور شاباً عاد للتو من شهر العسل وأراد أن يدعو أصحابه على فطور رمضاني فاتصل بعروسه يخبرها بذلك واكتشف أنها لا تستطيع أن تقدم شيئاً لضيوفه لأنها لا تجيد الطهي فقال لها : ( أنت تعرفين تحطين ثيابك في الشنطه ؟ ) ويفترض بنا هنا أن نختنق من الضحك وهو يشير إلى نية الطلاق التي عششت في رأسه التافه حين عقد العزم وهو يتمتم ( أربعين ألف ... أربعين ألف ) إشارة أيضاً إلى المهر الذي دفعه !! هم يضحكون الآن ولكنهم في الوقت نفسه يُبرمجون وفقاً لهذه السموم التي يتبارى التافهون في تسجيلها وعرضها على الملأ بحجة أنها مضحكة !! وهي في الحقيقة ليست مما ينطبق عليه : شر البلية ما يضحك . لأن شرورها غير المباشرة كثيرة وهي تتسبب بالعبوس والضيق والنكد على تفكير من هذا النوع الذي جعل المهر سعراً لزوجة يجب أن تكون ( فًًُل أوتوماتيك ) أي سيناريو قبيح يزفونه بفرح إلى عقول الناس وبخاصة الصغار والمراهقون الذين يتلقون هذه الفيديوهات بسعادة وضحكات عالية !! هم يضحكون الآن ولكنهم في الوقت نفسه يُبرمجون وفقاً لهذه السموم التي يتبارى التافهون في تسجيلها وعرضها على الملأ بحجة أنها مضحكة !! وهي في الحقيقة ليست مما ينطبق عليه : شر البلية ما يضحك . لأن شرورها غير المباشرة كثيرة وهي تتسبب بالعبوس والضيق والنكد على تفكير من هذا النوع الذي جعل المهر سعراً لزوجة يجب أن تكون ( فًًُل أوتوماتيك ) وإذا لم تكن كذلك فهو سيعيدها من حيث اشتراها وله أن يأخذ منها نقوده !! نشتكي من كثرة الطلاق ونربي الناس على سهولته ونحن نعرف أن أحد أسباب شيوعه عند صغار الأزواج يكون لأسباب بسيطة يفترض أن تعالج بحكمة حتى تستقيم الأمور . بعد أن شاهدت التسجيل تذكرت ما نشر قبل أيام قليلة عن السيدة التي اقتلع زوجها عينها لأنها لم تجهز له شوربة الحريرة على مائدة الإفطار !! ترى هل لمثل تلك الأفكار البائسة دور في مثل هذه الأحداث المأساوية ؟ نعم إن لها أثرا بينا واضحا وليس بالضرورة أن تنتشر تلك النظرة لدور المرأة في بيتها من تسجيل ما . لأنها منتشرة قبله في الثقافة العامة منذ زمن عند كثير من الذين يصدون عن الحق مع أنفسهم ومع من يوجهون ليوافق الحال هواهم وان كان في ذلك مخالفة صريحة للذكر الحكيم . فأولئك الذين وقفوا وتحدثوا عن حقوق الزوج ووجوب طاعة الزوج وجزاء من تطيع الزوج وعقاب من لا تطيعه وصدوا عن التذكير بحقوق الزوجة وأهمية التعامل الحسن ودور الزوج في ذلك حتى وصلنا إلى مرحلة صار فيها بعضهم يعتقد أن المرأة مهنتها أن تكون زوجته يأمر فتطيع فقط ولا حق لها أن تعتذر أو تتذمر أو تطلب قسطاً من الراحة زوجة دفع مقابلها بعض المال الذي يريد منها أن تقدم له مقابله طوال حياتها في كل شيء وقتما يريد حتى دفعت احداهن عينها ثمناً لعصيانها أوامر الغضنفر الذي اشتراها !! هذا ما تربى عليه عدد لا يستهان به من أبناء المجتمع ذكورهم واناثهم ثقافة اجتماعية مجحفة وتفاصيل أخرى كثيرة هُمشت وباصرار غير عادل من بني البشر .