بدت شوارع العاصمة التونسية مقفرة امس في ساعة بدء العمل في الادارات وألغيت رحلات عديدة بسبب إضراب عام تقرر بعد اغتيال النائب اليساري المعارض محمد البراهمي الخميس. وأغلقت عدة مقاهٍ بمناسبة شهر رمضان. لكن تلك التي تفتح ابوابها عادة خلال رمضان كانت مغلقة أيضًا الجمعة، بينما أغلق الكثير من المحلات التجارية الستائر المعدنية، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. في المقابل، بدت حركة سيارات الاجرة والترامواي في حدها الادنى او خالية بسبب عدم وجود مستخدمين لها. إلغاء الرحلات الجوية وقال مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس ان كل رحلات شركة الخطوط الجوية التونسية وفرعها الخطوط الجوية التونسية السريعة ألغيت الجمعة ولم تقلع أي طائرة، تلبية لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية). وأضاف أن شركات الطيران «اير فرانس» و»اليتاليا» و»بريتش ايرويز» ألغت رحلاتها من تونس وإليها بسبب إضراب الفنيين على الأرض. وينفذ الاضراب بشكل واسع في سيدي بوزيد مسقط رأس البراهمي والتي انطلقت منها شرارة الثورة التي اطاحت الرئيس زين العابدين بن علي في يناير 2011. وقال مراسل لفرانس برس ان هذه المدينة الواقعة وسط غرب البلاد مشلولة باستثناء بعض نقاط بيع مواد غذائية، بينما ينفذ الاضراب في الادارات والمصانع. احتجاجات واندلعت احتجاجات في عدد من المدن التونسية الليلة قبل الماضية تنديدًا باغتيال القيادي المعارض محمد البراهمي بالرصاص. واغتيل محمد البراهمي (58 عامًا) النائب بالمجلس التأسيسي ومنسق التيار الشعبي اليساري الخميس أمام مقر سكنه بحي الغزالة بمحافظة أريانة قرب العاصمة بعد تلقيه 14 طلقة رصاص من قبل مجهولين اثنين سرعان ما لاذا بالفرار على متن دراجة نارية، بحسب ما أفاد شهود قرب مسكن الفقيد لوسائل إعلام محلية. وأحدث الاغتيال صدمة في صفوف التونسيين بينما كانت البلاد تحتفل بالذكرى 56 لاعلان الجمهورية. ويتوقع أن يزيد الاغتيال من حالة الاحتقان في تونس التي تشهد انتقالًا ديمقراطيًا متعثرًا بعد أكثر من سنتين على الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 كانون ثان/يناير 2011. ومن أمام مقر سكن البراهمي في حي الغزالة ردد أقاربه «القصاص.. القصاص يا عصابة الرصاص» متهمين الحزب الحاكم حركة النهضة الاسلامية بالتغاضي عن العنف والارهاب وبالتورط في الاغتيالات. وتنفي الحركة تلك الاتهامات بشدة. وقال عدنان البراهمي نجل القيادي الراحل لإذاعة موزاييك: «كنت داخل المنزل وسمعت طلقات نارية. أدركت أن والدي قد أصيب. سعيت لانقاذه، كان يتألم بشدة.. رأيت ثقبًا برأسه.. طلبت منه أن يذكر الشهادة وبعدها لفظ أنفاسه». وأضاف عدنان «أبي مازال حيًا ولم يمت. بل اليوم أصبح أكثر رسوخًا في أذهان الناس». أحدث الاغتيال صدمة في صفوف التونسيين بينما كانت البلاد تحتفل بالذكرى 56 لإعلان الجمهورية. ويتوقع أن يزيد الاغتيال من حالة الاحتقان في تونس التي تشهد انتقالًا ديمقراطيًا متعثرًا بعد أكثر من سنتين على الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 كانون ثان/يناير 2011.واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة الذين استجابوا لنداء الجبهة الشعبية بالدخول في اعتصام مدني سلمي. وامتدت الاحتجاجات أيضًا إلى مسقط رأس البراهمي بمدينة سيدي بوزيد حيث أحرق متظاهرون نهار الخميس جزءًا من مقر الولاية. وخرج محتجون أيضًا في مدن الكاف والقصرين وسليانة وباجة ورددوا شعار الثورة «الشعب يريد إسقاط النظام» بينما تعرض مقر لحزب النهضة في صفاقس إلى الحرق. وفي مدينة المنستير طالب محتجون بإسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي وهي نفس المطالب التي دعت اليها حركة «تمرد» التونسية ونادت الشباب التونسي بالدخول في عصيان مدني إلى حين تحقيقها. وفي المجلس الوطني التأسيسي أعلن النائب إياد الدهماني عن الحزب الجمهوري استقالته لينضم بذلك الى النائب مراد العمدوني عن التيار الشعبي والنائب أحمد الخصخوصي عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين. كما أعلنت الجبهة الشعبية بدورها عن استقالة نوابها الستة بالمجلس بحسب ما أعلن تلفزيون نسمة الخاص. حداد من جهتها أعلنت الرئاسة التونسية الحداد الوطني امس اثر اغتيال القيادي المعارض محمد البراهمي بالرصاص. 14 رصاصة وأعلن مكتب مدعي الجمهورية امس الجمعة في تونس ان تشريح جثة المعارض محمد البراهمي كشف ان النائب اليساري أصيب ب14 رصاصة من عيار 9 ملم. وصرح مكتب المدعي في بيان ان «الطبيب الشرعي سحب 14 رصاصة من جثمان الراحل بينها ست في النصف العلوي من الجسم وثماني رصاصات في الساقين».