قبل أيام اضطر الجيش المصري إلى الطلب من المصريين النزول إلى الميادين لإظهار مدى تأييدهم لاجراءات يعتزم الجيش اتخاذها لمحاربة خلايا الإرهاب والجريمة المنظمة ومراكزها، بعد الاشاعات التي يجري ترويجها أن اجراءات الجيش بعزل الرئيس السابق محمد مرسي لاستعادة النظام في البلاد لا تحظى بغطاء شعبي، وأن الجيش وقوات الأمن المصري تعجز عن مواجهة المنظمات الإرهابية المؤيدة للإخوان. وهذه كانت الرسالة الأهم التي بعث بها متحدثون باسم الإخوان عبر قناة فضائية إلى الجيش المصري والحكومة الانتقالية الحالية. وواضح أن القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبدالفتاح السيسي قرر اجراء استفتاء ميداني لمعرفة مدى شعبية الجيش وخطواته لتأمين البلاد ومدى شعبية المعارضة الإخوانية واتباعها في أوساط المصريين، خاصة أن حزب الإخوان يدعي أنه يملك أغلبية أصوات المصريين حالياً. ومنذ صباح يوم أمس بل منذ مساء يوم أمس الأول بدأت حشود المواطنين المصريين تتوافد على ميادين مصر استجابة لنداء الفريق السيسي، وبدا الحضور كاسحاً، مما يعني أن الجيش وقائده سوف يفوزان بهذا الاستفتاء للبدء في تحرير مصر العزيزة من خلايا الإرهاب ومنظمات الإجرام التي توطنت على مدى سنتين في سيناء وفي مناطق صحراوية في مصر. وبدء الحرب المصرية على الإرهاب ومموليه مبكراً كان ضرورياً، فالإعلام المصري أورد في الايام الماضية محاولات لمنظمات إرهابية إرسال أسلحة إلى مصر وشن حرب على الجيش للضغط على الحكومة الانتقالية المصرية والجيش للتجاوب مع مطالب الإخوان المسلمين، بإعادة الرئيس السابق محمد مرسي إلى الحكم وابطال اتهامات خطيرة وجهت إلى زعامات الإخوان المسلمين، بما في ذلك التماهي مع منظمات إرهابية والاتصال بإرهابيين والتعاون معهم لشن حرب على مصر وأيضاً التعامل مع منظمات إرهابية معادية لمصر مثل الحرس الثوري الإيراني الذي يستهدف مصر منذ عقود وسبق أن جند خلايا نائمة وأسس في مصر مراكز ثقافية تروج لأدبيات الحرس الثوري الإيراني وتجنيد مصريين ومصادرة ولائهم الوطني ليكونوا عملاء لإيران تحت غطاء النشاطات الثقافية والدينية. واعتقلت سلطات الأمن في مصر أشخاصا من جنسيات عربية عديدة، وبحوزتهم أسلحة ومتفجرات ويرتكبون أعمالًا مخلة بالأمن في مصر، خاصة بعد عزل الرئيس محمد مرسي، مما تحتم معه البدء بحملة التطهير الأمني في مصر قبل أن تتفاقم وقبل أن تترسخ اتصالات الخلايا ويقوى عودها. وواضح أن الجيش المصري طلب تفويضاً من المواطنين المصريين لبدء الحرب على الإرهاب بعد أن وصلت الأمور إلى مرحلة حرجة، كما يبدو، وبعد هجمات إرهابية تعرضت ضد قوات الجيش وبعد نشاطات منظمات إرهابية تقدم لشن هجمات دموية خطيرة والتهديدات التي يطلقها الإخوان ضد الجيش.