تتجه الأنظار في مصر والعالم، اليوم الجمعة، إلى تطورات الأوضاع المتصاعدة والمشحونة، بانتظار نتائج المليونيات المتعددة، التي دعا إليها الجيش المصري والرئاسة من جهة، لتفويض القوات المسلحة بمواجهة عمليات الإرهاب والعنف، وكذلك تظاهرات جماعة الإخوان وأنصارها من بعض تيارات الإسلام السياسي من جهة أخرى. وبينما زعمت حملة «تمرد» ان الرئيس المعزول محمد مرسي انهار تمامًا أمام التحقيقات التي أجراها قاضي التحقيقات معه في محبسه العسكري، وبعد تكرار كلمة «معرفش»، ذكر المعزول أنه قال للشاطر في أحد الأيام: «إن مصر أكبر من مرسي ومن الجماعة»، فقام الشاطر بنهره.. ووفق موقع الحملة على الإنترنت، فإن النيابة ستعرض اليوم، الجمعة، لائحة الاتهامات للرئيس المعزول التي بموجبها سيحول للمحاكمة بتهم منها الخيانة العظمى بالإضافة إلى تُهم أخرى. أحمد المسلماني، شدد على أهمية التظاهر السلمي، ودعا المتظاهرين إلى الحفاظ على السلمية مشددا على أن «الدولة هي المسؤولة وحدها عن الأمن». حشود ومخاوف ميدانياً، يخشى كثيرون من تحول الحشود إلى مصادمات تخرج عن السلمية المنشودة، إلا أن الاحتقان الموجود في الشارع المصري، خاصة عقب حوادث عنف وتفجير (اتهمت الجماعة بالوقوف وراءها) ضاعفت من حالة الغضب الشعبي والنقمة على الإخوان، والتي يمكن أن تتحول إلى شرارة غير مضمونة العواقب في أي لحظة. فيما تتوالى محاولات إثناء الجماعة عن المضي في طريق التصعيد والتجييش بهذا الشكل الذي سيؤدي الى نهايتها حسب مراقبون في العاصمة المصرية. إلا أن المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت، أحمد المسلماني، شدد على أهمية التظاهر السلمي، ودعا في تصريحات صحفية له الخميس، المتظاهرين إلى الحفاظ على السلمية مشددا على أن «الدولة هي المسؤولة وحدها عن الأمن». ساعة الصفر بذات السياق، علمت (اليوم) أن القوات المسلحة وجهاز الشرطة، أعلنا أعلى حالات الاستنفار (الحالة ج) تحسباً لما يمكن أن تقدم عليه الجماعة، التي حسب تسريبات من داخل مقر اعتصامهم في إشارة رابعة العدوية تدرس حالياً أصعب خياراتها، بعد أن وجدت نفسها محاصرة بين سندان القوة (الجيش) ومطرقة الشعب الناقم والحانق عليها.. مع بدء تسرب انباء عن تحديد ساعة الصفر لبدء مواجهة العمليات الإرهابية وبؤر العنف، مع الساعات الأولى من صباح يوم غد السبت، بعد إحكام السيطرة والتحكم في منافذ تسلل وهروب العناصر المطلوبة للتحقيق. وأكد ذلك، ما توقعه القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، الدكتور كمال الهلباوي، من أن يتم في الساعات الأولى من صباح السبت القبض على جميع القيادات الإخوانية الصادر ضدها قرارات الضبط والإحضار من مكتب النائب العام لتكون ليلة الجمعة هي ليلة القبض على الإخوان، لافتاً إلى أنه لا يعلم بأي طريقة ستقوم الأجهزة الأمنية بتنفيذ قرارات الضبط والإحضار. واستبعد الهلباوي، انصراف المعتصمين في رابعة، نظراً لما يمارس عليهم من ضغط ودفع إلى الاحتشاد فيما يسمونه «غزوة بدر» ونصح المعتصمين وقياداتهم بالانصراف من المكان أو التخلص على الأقل من كل مظاهر العنف وأدواته التي يمتلكونها، والاندماج في الحياة السياسية. زمن قياسي من جهته، كشف مساعد وزير الداخلية السابق اللواء محمد نور الدين، أن العملية الأمنية لمواجهة إرهاب «رابعة العدوية» سيكون في ساعة متأخرة من ليل الجمعة/ السبت، وشدد على أن القبض على قيادات الإخوان وإنهاء ما يمارسونه من دعوة إلى الإرهاب سيتم خلال ساعات وفي زمن قياسي لن يتوقعه أحد. وأوضح في اتصال هاتفي مع (اليوم) أن تظاهرات اليوم الجمعة، هي بمثابة «إذن نيابة» من الشعب للجيش لضبط رؤوس الفتنة، وتفويض بإنهاء بؤر التحريض والقتل والإرهاب. وقال إنه يطمئن الشعب المصري، بأن ليلة القدر هذا العام ستأتي وقد انتهى كابوس الإخوان، على حد تعبيره. استعدادات حاشدة وفي ميدان التحرير، بدأ المعتصمون منذ صباح الخميس التجهيز لمليونية اليوم تحت مسمى «ضد الإرهاب والتفويض لوزير الدفاع» بمشاركة 69 حزبا وحركة ثورية، وقام المعتصمون برفع المخلفات من أرجاء الميدان وإحضار مزيد من مكبرات الصوت. فيما فتح أفراد اللجان الشعبية بعض مداخل الميدان بشكل جزئي أمام حركة مرور السيارات، حيث فتحت مداخل شوارع عمر مكرم وباب اللوق وطلعت حرب، ما أدى لسيولة مرورية بشكل بسيط. من جهتهم، واصل مؤيدو الرئيس المعزول اعتصامهم في رابعة، وصعدوا من حشدهم لما يسمونها مليونية الفرقان. وأكد القيادي الإخواني صفوت حجازي، أن مليونيتهم «ستكون بمثابة يوما يفرق الله فيه بين الحق والباطل وأنها ستكون الأكثر حشدا في جميع الميادين على مستوى المحافظات» وكشف عن أنه عقب مليونيتهم سيتواجد «الرئيس مرسى بينهم يوم الأحد». فتح المطار على صعيد آخر، عادت حركة المرور إلى طبيعتها على كوبري مطار القاهرة، بعد توقف ساعات بسبب قيام مجموعة من أنصار الرئيس المعزول بسكب زيت عادم السيارات على الكوبري لشل الحركة عليه. وصرحت مصادر بالمطار أن قوات أمن المطار ضبطت عددا من الذين سكبوا الزيت بعد مطاردتهم واعترفوا بأنهم ارادوا تعطيل حركة السير على الكوبري اعتراضا على عزل مرسى وقامت قوات أمن المطار بتنظيف الطريق قبل السماح للسيارات باستخدامه.