قبل رمضان، وبناء على الإعلانات المتواترة، توقع الناس فتحا كوميديا عظيما باجتماع الكويتي حسين عبدالرضا والسعودي ناصر القصبي في «أبو الملايين». وبعد مضي 15 حلقة إلى الآن يبدو أن هذا المسلسل فشل فشلا ذريعا في إقناع الناس بأن مجرد وجود اسميهما يكفي لنجاح العمل. وثبت، لمن يريد التثبت، أن العمل الفني ليس مجرد أسماء كبيرة مفرغة من النص الكوميدي الجيد والسيناريو والإخراج المحترفين. وهذا بالضبط ما صرف الناس عن مسلسل (متعوب عليه) ماليا إلى (هقايص) الواي فاي التي تُقدم الكوميديا غير الهادفة بأسماء عادية إذا ما قورنت باسمي بطلي مسلسل أبو الملايين. وأظن أن عبدالرضا، الفنان القدير الذي ترك بصمات خليجية كوميدية لا تنسى، وقع في فخ القصبي من حيث الفرق بين التجربتين الفنيتين لكل منهما. عبدالرضا لعب بطولات هائلة ومتقنة في مسلسلات ومسرحيات عديدة محفورة في ذاكرتنا، والثاني تاريخه محصور في مسلسل طاش ما طاش، الذي كان يُجيد اللعب على المفارقات الاجتماعية السعودية لِيُضحك الناس عليها، بدون حاجة لتوفر شروط الحرفة الفنية، أي أنه كان يمارس (التنكيت) لا الفن على أصوله، وهو ما شاع لسهولته في مسلسلات سعودية عديدة. ولهذا السبب، أي المسافة الهائلة بين مسيرتي الفنانين، سقطت تجربة اجتماع اسميهما سقوطا مريعا، فبقدر ما حاول كل منهما أن يقترب من الثاني أو يكمله كان الفارق في الخبرة والنضج الفني يفرض نفسه، ليس على مجمل حوارات المسلسل فقط، بل على حوارهما مع بعضهما، بالرغم من محاولاتهما المستميتة لتخفيف دم النص والحوار. وأظن أن هذه التجربة هي الأولى والأخيرة لهما معا، وقد خسر فيها حسين عبدالرضا الكثير من رصيده الفني وسمعته الكوميدية كأستاذ مؤسس للضحكة الخليجية اللاذعة. تويتر: @ma_alosaimi