أمهل الجيش المصري القوى السياسية 48 ساعة للاتفاق على مخرج من الأزمة التي تعصف بمصر حاليا، وقال إن القوات المسلحة ستعلن خارطة طريق للمستقبل إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة. وقوبل البيان الذي أذيع تلفزيونيا بتهليل معتصمين في ميدان التحرير وترحيب محتجين قرب قصر الرئاسة يطالبون بتنحي الرئيس محمد مرسي كما هلل للبيان مصريون في مطار القاهرة الدولي. وقال البيان «تهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاما عليها.. أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجرا لثورته المجيدة.» يشير البيان إلى الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. وصدر البيان غداة مظاهرات شارك فيها ملايين المصريين للمطالبة بتنحي مرسي بعد عام من تنصيبه. وقتل 16 شخصا وأصيب 781 آخرون في أعمال عنف تخللت المظاهرات التي خرجت في القاهرة وعشرات المدن عبر البلاد بينهم ثمانية أشخاص أمام المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. واقتحم المعارضون المركز بعد اشتباكات استمرت ساعات. وكان أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتحصنون بداخله قد انسحبوا قبل الاقتحام، ووصف البيان مظاهرات المعارضين بأنها تعبر عن رأي الشعب وإرادته. وأضاف «من المحتم أن يتلقى الشعب ردا على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرا من المسؤولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن.» وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة إنها أصدرت البيان باعتبار القوات المسلحة طرفا رئيسيا «في معادلة المستقبل وانطلاقا من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية فى حماية أمن وسلامة هذا الوطن.» وشدد البيان على أن «القوات المسلحة لن تكون طرفا فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي.» وكان القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي حذر قبل أكثر من أسبوع من أن الجيش سيتدخل لفرض النظام إذا اتسع نطاق العنف وهدد أمن البلاد. لكن السيسي شدد على أن قيادة الجيش لا تريد العودة لإدارة شؤون البلاد كما حدث بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وقال البيان «الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو يلقي علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر.» وأضاف «ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدا من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه.» وما أن وردت عبارة «48 ساعة» في البيان حتى هلل معتصمون في التحرير ابتهاجا وهتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام» و»ارحل.. ارحل» و»مصر.. مصر». واطلقت الحركات المعارضة لحكم الاخوان تصاريح مؤيدة لبيان الجيش المصري حيث أكدت حركة تمرد المعارضة في مؤتمر صحفي مساء الاثنين ان الجيش المصري «انحاز لارادة الشعب» في بيانه بشان الوضع الذي تشهده البلاد والذي حذر فيه من انه سيتدخل اذا لم تتحقق «مطالب الشعب». واعتبر المتحدث الرسمي للحركة محمود بدر ان بيان القوات المسلحة «معناه اجراء انتخابات رئاسية مبكرة». فيما رحب السياسي الليبرالي المصري البارز عمرو موسى الاثنين ببيان للجيش حث السياسيين على حل أزمة تعصف بالبلاد خلال 48 ساعة كمهلة أخيرة وقال إن البيان يدعم إرادة الشعب، وجاء بيان الجيش غدا تظاهر ملايين المصريين للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. من جهة أخرى تقدم خمسة وزراء في حكومة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل بإستقالتهم احتجاجا على عدم استجابة الرئيس محمد مرسي لمطالب المتظاهرين التي خرجت في 30 حزيران/يونيو. والوزارء هم وزير السياحة هشام زعزوع والاتصالات عاطف حلمي ووزير الدولة لشؤون البيئة خالد فهمي ووزير مرافق مياه الشرب والصرف الصحي عبد القوى خليفة ووزير الشؤون النيابية في مصر حاتم بجاتو. وقال وزيرا السياحة والاتصالات في اتصال هاتفي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنهما تقدما بالفعل باستقالتهما لعدم استجابة الرئيس محمد مرسي لمطالب الشعب المصري الذي خرج أمس الأول الأحد بمطالب محددة. وأكدا أنه لا رجعة عن الاستقالة مهما كانت الضغوط التي قد يمارسها رئيس الحكومة هشام قنديل في اجتماعه معهم الذي يعقد بعد قليل. وفي اول ردة فعل على بيان العسكري اعتبرت حركة جماعة الاخوان المسلمين على لسان القيادي محمود غزلان لوكالة فرانس برس ان الجماعة «ّتدرس بيان الجيش» الذي حذر فيه من انه سيتدخل في الحياة السياسية اذا «لم تتحقق مطالب الشعب خلال 48 ساعة». وأضاف غزلان «سيتم تحديد موعد لاجتماع مكتب الارشاد» لتحديد موقف من هذا البيان رافضا الادلاء بمزيد من التفاصيل. ميدانيا ألقى الجيش المصري القبض امس الاثنين على 15 من حراس العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر. وفي وقت سابق نقلت قناة الجزيرة مباشر مصر التلفزيونية قول أسرة الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين إن أفرادا من الشرطة أطلقوا النار على منزلها بحي مدينة نصر في شرق القاهرة لكن مصدرا أمنيا نفى الزعم.