ارتفعت أسعار النفط الخام في الساعات الأخيرة من تداولات سنة 2011 لتغلق السنة عند 91.38 دولار للبرميل يوم الجمعة بزيادة سنوية قدرها 19 بالمائة ،وبذلك يواصل الخام تسجيل المكاسب لليوم الثاني على التوالي... وتأتي هذه النهاية مع أجواء من التفاؤل بالنمو الصيني وتوقعات بزيادة الطلب على النفط من الولاياتالمتحدة في مرحلة تعافي للخروج من الركود الاقتصادي وزيادة المخاوف من انخفاض الدولار وارتفاع معدلات التضخم الذي يمكن ان يؤدي إلى مزيد من ارتفاع اسعار النفط في 2011 وكانت سوق النفط في شهر ديسمبر هي الأكثر نشاطا وكسبت الأسعار خلالها 8.6 بالمائة ومنذ ارتفاع أسعار النفط في الآونة الأخيرة الى أعلى مستوى في عامين اصبحت التوقعات بأن تقترب من سقف 100 دولار ليست بعيدة، لكن الأمر يتوقف على مسار نمو الاقتصاد وتعزيز الثقة بالانتعاش ،وكل ذلك يمكن ان يدفع بسهولة الى مستويات قياسية جديدة . لعل من أبرز سمات 2010 أنه على الرغم من أن المحصلة النهائية جاءت على زيادة معقولة إلا أن هناك نوعا من الاستقرار في التداولات وثبات الأسعار مع زيادات مستمرة في نطاقات محدودة وضيقة أحيانا، وهو ما لم يكن كذلك في السنوات السابقة، حيث كانت الأسواق تشهد حركة مضاربات محمومة ، أما في الصين فإن الاجراءات التي قامت بها الحكومة هناك من خلال رفع معدلات الفائدة في فترات قريبة وسريعة جدا بهدف كبح جماح النمو المفرط هناك كان لها تاثير سلبي حول استمرار نمو الطلب على النفط وبقيت الزيادات حذرة من مخاوف وجود انتعاش الاقتصادي العالمي على أرضية غير ثابتة ويمكن أن يهتز في أي وقت ، حيث تركزت المخاوف على دخول اقتصاد الولاياتالمتحدة في ركود مزدوج ، ومن المشاكل المالية التي عصفت بمنطقة اليورو، حيث عانت العديد من دول أوروبا من برامج التقشف ، فما أن خفت حدة أزمة ديون اليونان حتى تفاعلت أزمة مشابهة في إيرلندا وبقيت الاحتمالات قائمة ان تنتقل هذه الازمة الى دولة اوروبية اخرى ، أما في الصين فإن الاجراءات التي قامت بها الحكومة هناك من خلال رفع معدلات الفائدة في فترات قريبة وسريعة جدا بهدف كبح جماح النمو المفرط هناك كان لها تاثير سلبي حول استمرار نمو الطلب على النفط ، إلا أن كل تلك العوامل ربما تلاشت قليلا بحلول نهاية العام مع ظهور أفضل البيانات الاقتصادية العالمية ، وظهور تحسن على الطلب من الولاياتالمتحدة وهذا ما ساعد لدفع أسعار العقود الآجلة إلى أعلى . و في 2010 فقدت أسعار النفط ما يقرب من 10 بالمائة في يونيو وتراجع سعر الخام دون 72 دولارا في نهاية أغسطس ثم ما لبثت أسعار السلع أن حصلت على دفعة جديدة من الزخم عندما اتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي خطوة في شراء السندات ضمن الجولة الثانية في خطة الدعم المستمرة للاقتصاد الأمريكي ، وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة اكتسب النفط 14 بالمائة وبقي الربع الأخير أفضل مستوياته منذ يونيو 2009 ، وفي ظل توقعات بوجود الانتعاش فإن الطلب على النفط ينبغي أن يستمر بقوة في العام المقبل ليصل إلى مستوى قياسي جديد مع الاستهلاك الصيني، حيث من الواضح أن البيانات الصينية أصبحت الآن أكثر أهمية بالنسبة لمعنويات السوق النفطية في 2010، فالطلب الصيني الذي يقدر بنسبة 10 في المائة من حجم الاستهلاك العالمي في 2010 يمكن أن يرتفع بنسبة 5 بالمائة إضافية في 2011 . وأنهى الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم فبراير شباط آخر جلسات التعامل في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" مرتفعا 54ر1 دولار ليسجل عند التسوية 38ر91 دولار للبرميل.وبعد تداوله في نطاق بين 70 إلى 80 دولارا معظم العام اخترق الخام الأمريكي بقوة حاجز 80 دولارا في سبتمبر أيلول مع ظهور علامات على تسارع التعافي الاقتصادي ونمو الطلب. ووفقا لبيانات رويترز فإن متوسط سعر الخام الأمريكي هذا العام بلغ 61ر79 دولار للبرميل وهو ثاني أعلى متوسط سنوي بعد المتوسط القياسي الذي سجله في 2008 والبالغ 75ر99 دولار. [email protected]