تزداد الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للأرقام ولغة الأرقام، ليس على المستوى الاقتصادي فحسب، بل على المستوى التعليمي والمهني والاجتماعي والشبابي، ولغة الأرقام إذا كانت ناشئة عن دراسات منهجية، ومسحية للواقع فهي مهمة لتكون رؤية، وتبصر أصحاب الفكر والمشاريع والاستثمار الإنساني والتنموي. لدينا عشرات الجامعات، وعشرات المراكز، وعشرات الكراسي العلمية، لكنها لم تأت بالمستوى المطلوب منها على مستوى التنمية، ليست الاشكالية أننا لا توجد لدينا جامعات أو مراكز، بل الاشكالية أنها موجودة ولكنها لا تؤدي دورها، ولا تحقق الرؤية التي رسمت من أجلها، وتظل هذه الرؤية مجرد جملة شعرية تتجمل بألوان وأشكال جميلة من اللوغوهات والشعارات. طوال الأشهر الفائتة وأنا أتتبع مواقع الجامعات السعودية، ومراكز البحث، والمكتبات العامة والخاصة، ومواقع الكراسي البحثية، أملاً في الحصول على نتاج علمي يفرز مشكلاتنا التنموية، بالأرقام والاحصائيات، ويقدم لها الحلول والنتائج وخريطة طريق للانجاز، ولكن كأنني أبحث عن إبرة في قش متراكم. انها بحوث ضئيلة ونتاجات مخجلة. طوال الأشهر الفائتة وأنا أتتبع مواقع الجامعات السعودية، ومراكز البحث، والمكتبات العامة والخاصة، ومواقع الكراسي البحثية، أملاً في الحصول على نتاج علمي يفرز مشكلاتنا التنموية، بالأرقام والاحصائيات، ويقدم لها الحلول والنتائج وخريطة طريق للانجاز، ولكن كأنني أبحث عن إبرة في قش متراكم. انها بحوث ضئيلة ونتاجات مخجلة. النظرة العامة لمجمل الكراسي البحثية، ومراكز البحوث أنها تعتني بفكرة التاريخ؛ أي تاريخ المعرفة، ليس تتبعياً وإنما انشائياً واحتفالياً، وهذه ليست هي وظيفة البحث، وليست هي مهمة الباحثين، لا أحد ينكر أن الأمة العربية مليئة بالتاريخ، ولكنها فارغة من الأرقام، لماذا لا توجه هذه البحوث والمراكز إلى المشكلات الحقيقية في التنمية الاجتماعية والثقافية في بلدنا؟ كم من القطاعات البلدية، والشرطة، والمرور، والشباب، والمرأة، وقطاعات التكنولوجيا والاتصالات، والزراعة والمياه، وغيرها كثير،، وأغلبها تعيش مشاكل في الادارة وضياع الرؤية، فهل جاءت تلك البحوث وسخرت لتنهض بتلك القطاعات من أمراضها البيروقراطية؟ قد تتبجح بعض المؤسسات العلمية بأن انجازاتها البحثية هي رهن السرية، وان أرقامها ليس بإمكان أحد أن يطلع عليها، وإذا صح هذا الكلام فلماذا تخفى هذه الأرقام؟ ولمصلحة من إذاً أنجزت هذه البحوث؟ أليست للشأن الوطني العام؟ هناك بعض من القطاعات والمؤسسات وصلت لطريق متميز في النجاح ولكن نجاحها كان مرهوناً بأنها هي التي تعبت في البحث والتحليل ودراسة المنجز فحققت رؤيتها، ولكن الذي نريده أن يكون مشاعاً، أن يكون للمواطن شراكة وطنية في منتجات البحوث، ولكن متى يكون هذا؟ إن مراكز البحوث المحلية، وكراسي الجامعات، والمكتبات الوطنية تبقى عاجزة مع ما تملكه من ملايين هائلة، أمام تكنولوجيا المعلومات اليوم، فتجد أن بعضاً من الشباب ينجز تطبيقاً، أو برنامجاً يستطيع من خلاله انجاز مسحيات وارقام واحصائيات مهمة، بمبالغ تكاد تكون رمزية أمام ملايين جامعاتنا الاسمنتية، وبحوثنا الوهمية. @saldhamer