كانت الإثارة والنقاش القوي حاضرين في ندوة «فتاوى تويترية.. نظرة في المحتوى والتأثير» التي أقامها نادي دبي للصحافة في برنامجه السنوي بمناسبة شهر رمضان المبارك بمشاركة عدد من المفكرين والباحثين. وقد أجمع المشاركون في الندوة على أن المتلقي هو المسؤول الأول والأخير عن الوصول إلى المعلومة الصحيحة من المصدر الموثوق على شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصاً على موقع تويتر، وأن المجتمع سيلفظ التجاوزات بشكل تلقائي وطبيعي. ولفت المتحدثون إلى فرصة الإعلام التقليدي على استعادة دوره في ظل ما يحصل من تناقضات في وسائل الإعلام الجديد وإلى أن وسائل الإعلام التقليدية ما زالت المصدر الأساسي للمعلومة الموثوقة. وأدار حوار المجلس مؤسس ومدير الهتلان ميديا، الإعلامي الرمضاني الدكتور سليمان الهتلان، وتحدث فيها كل من كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء في دبي الدكتور أحمد الحداد، والمحامي الكاتب الدكتور حبيب الملا، ورئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في «اتصالات». علي الأحمد، والكاتبة الصحافية بصحيفة الاتحاد عائشة سلطان، ومساعد المدير العام، المكتب التنفيذي لحكومة دبي الدكتور عائشة بن بشر. قضية إعلامية في البداية أشار مدير الحوار الدكتور سليمان الهتلان إلى أن تطورات وتداولات الشبكات الاجتماعية باتت قضية إعلامية يومية وهي قضية شائكة ازدادت تعقيداً مع تويتر، ولفت إلى التأثيرات السلبية المحتملة لظاهرة «الافتاء» ونشر المعلومات الخاطئة على تويتر خاصة وأن بعض هذه التغريدات لا تستند إلى مرجعيات موثوقة أو دقيقة يمكن الركون إلى صحتها، ما يشكل تحدياً خطيراً قد يحمل في طياته العديد من التجاوزات التي لا تتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف والشريعة السمحاء. ولفت إلى أن المحاور التي ستتطرق لها الجلسة مهمة وتحتاج إلى جلسات متخصصة إلا أنها ستحاول أن تركز على العنوان الرئيسي مع نقاش سر انتشار التجاوزات بشكل كبير بين رواد الموقع من الوطن العربي، والمواضيع والقضايا الأكثر تداولاً في المنطقة العربية، هل تعد وسائل الإعلام جزءاً من المشكلة أم من الحل؟ وما إذا وصل تويتر إلى مرحلة متقدمة كجهة مؤثرة في قيادة الرأي العام أم أنه فضاء يقتصر على النُخَب؟ الفتوى اخبار بحكم الله من ناحيته شكر الدكتور أحمد الحداد نادي دبي للصحافة على اختيار هذا الموضوع المهم، وقال إن الفتوى هي إخبارٌ عن حكم الله تبارك وتعالى في مسألة ما، والمفتي قد يقدم الفتوى بغير سؤال، وإذا عرفنا أن الفتوى هي إخبار بحكم الله، فيجب أن نعرف من هذا الذي يتحدث بحكم الله، ومصدر معلومته ما إذا كان من الكتاب أو السنة أو الاستنباط، وركز على ضرورة أهلية المفتي وأن لا يكون متطفلاً يقحم نفسه. وفرق الدكتور الحداد بين الرأي والفتوى، وقال إن الرأي يكون في مسائل عادية مطروحة في المجتمع، ولكل واحد منا رأي نستخرج منه رأياً قد يكون صوابا، وهو ما يكون في مجال التعايش بين الناس دون الدخول في مسائل الحلال والحرام والقضايا الشرعية، وعلى الجميع أن يكون في مجال تخصصه، والرأي والفتوى غير ملزمين قضاءً. وأضاف حداد أن تويتر مفتوح للجميع وهناك الكثير من الأدعياء، وقال إن من أكبر الكبائر بعد الشرك «أن تقولوا على الله ما لا تعلمون» وأكد أن المشكلة في المتلقين وليس فقط الأدعياء. ولفت إلى أن هذا العلم دين «فانظروا عمن تأخذون دينكم» ويجب أن تتحقق من مصدرك. والتوتير هو وسيلة تواصل لا استغناء عنها ولكن علينا أن نتوسل كيفية الاستفادة منها، وأن نتقي الله فيما يقول. انتشار فتاوى غريبة وتحدث المدير التنفيذي للاتصال المؤسسي في مؤسسة الإمارات للاتصالات علي الأحمد، عن الأهمية التي اكتسبها موقع تويتر كموقع للتواصل وتبادل الآراء والتعبير والحصول على المعلومات للأفراد والمجموعات وحتى المؤسسات حيث يضم حالياً ما يقرب من نصف مليار مشترك حول العالم يطلقون أكثر من مليار تغريدة أسبوعياً وأصبح موقعاً مؤثراً في الأحداث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وفي العالم العربي يشهد الموقع إقبالاً متزايداً بشكل متسارع حيث تعتبر اللغة العربية أسرع اللغات نمواً على تويتر ويصل عدد التغريدات التي تطلق من العالم العربي أكثر من خمسة ملايين ونصف في اليوم الواحد تأتي غالبيتها من مستخدمين شباب. وحول موضوع الفتاوى قال الأحمد إن «اتصالات» تعمل على بناء البنية التحتية للاتصال الإلكتروني وتسهيل إمكانية التواصل عبر مختلف الوسائل بما فيها تويتر من خلال استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية للاتصالات ولكننا لا نملك أن نتنبأ بكيفية استخدام هذه الأدوات وأضاف أن موضوع الفتاوى يثير جدلاً نتيجة لانتشار فتاوى غريبة قد تكون صادرة عن أشخاص غير مؤهلين يستسهلون الوصول للحكم الشرعي أو عن حسابات وهمية. وأضاف الأحمد أن تويتر أصبح وسيلة تواصل لا غنى عنها ولكن على المستخدم والمتلقي معرفة كيفية الاستفادة منها بالشكل الأمثل وعليه أن يميز الغث من السمين وفي حال الفتوى يجب اللجوء إلى المصادر الموثوقة مثل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات والتي تملك موقعاً على الإنترنت وحساباً على تويتر.