من بين ما نستشعر بقيمته في شهر رمضان الكريم هو الوقف كصناعة إسلامية تعتبر إحدى أهم ركائز الاقتصاد الإسلامي، من حيث مساهمته في تعزيز عنصر التنمية وتحقيق بعض احتياجات الفرد والمجتمع على حد السواء، وفق المفاهيم الحديثة التي اختطفت الدول الغربية من خلاله هذه الصناعة الإسلامية. حري بنا أن نذكر أن الوقف أسهم في بدايات الدولة الإسلامية في تحقيق التكافل الاجتماعي والحد من الفقر وغيره من المشاكل الاجتماعية، غير أنه توسعت استخداماته واتسعت دائرة أهميته، حيث تجاوز الوقف دوره في بناء المساجد والمدارس والجامعات ونشر الإسلام والعلم وطباعة المصاحف وتوزيعها إلى تنمية الفرد والمجتمع. حري بنا أن نذكر أن الوقف أسهم في بدايات الدولة الإسلامية في تحقيق التكافل الاجتماعي والحد من الفقر وغيره من المشاكل الاجتماعية، غير أنه توسعت استخداماته واتسعت دائرة أهميته إن الوقف تجاوز كذلك دوره في تقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين، إلى استثمار الأصول الوقفية وفق السبل الحديثة، حيث يمكن لنظام الوقف بحكم مضمونه التنموي أن يسهم بقسط كبير في الحد من الفقر وتوفير فرص التوظيف، مع استغلاله في التمويل للمشاريع المهمة في مجالات التنمية بشتى ضروبها. وبما أن العديد من مجتمعات البلاد الإسلامية تعاني من ويلات الفقر، فإنه تبرز أهمية الالتفات إلى الوقف وصناعته كمساهم قوي وشريك أصيل في تنمية المجتمع في اقتصادياته ومتطلباته وخدماته الضرورية وبالتالي المساهمة في معالجة مشكلات الفقر وانعكاساته الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وتزداد أهمية الوقف في هذا الشهر الفضيل، في ظل التطورات التي تشهدها كل جوانب الحياة في مجتمعات البلاد الإسلامية خاصة الفقيرة منها، من خلال محاولة تطويره وتحديثه وفق المفاهيم الجديدة التي تستوعب مستجدات حاجة تلك المجتمعات. ومن شأن الاهتمام بالوقف من منظور دفع وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق العدالة الاجتماعية والحد من مشكلة البطالة والفقر، ضرورة إعادة النظر في الدور التنموي لنظام الوقف في الاقتصاديات الإسلامية بشكلها التقليدي للاتجاه به نحو التنمية الشاملة ومحاربة الفقر والمرض، من خلال الصيغ والأساليب الاستثمارية الحديثة التي تعود بالنفع على الوقف والموقوف عليهم. وليس أدل على نجاح ذلك من التجربة الكويتية والتي تعتبر رائدة في تحديث مفهوم وتطبيقات الوقف، حيث استطاعت التجربة الكويتية أن تجسّد ذلك فيما نفذته من مشاريع وقفية من خلال إقامة عدد من المشاريع في مختلف المجالات. كما أنّ الأوقاف أسلوب يتميز بالاعتماد على الذات في تحقيق مختلف الأهداف التنموية، من خلال تشجيع القطاع العائلي على بذل المزيد من المدخرات لوقفها على مختلف أوجه التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مما يعني اهمية نشر ثقافة الوقف العائلي.