بقيتُ مستيقظة يوم الأربعاء الماضي أول أيام رمضان المبارك لوقتٍ متأخر، رغبة مني في سماع أذان الفجر يُذاع للمرة الأولى على القناة الرابعة البريطانية، أردتُ أن أتأكِّد أن هذه الخطوة جاءت ربما رداً على ما قام به إسلاميّان فى مايو الماضى من قتل لأحد الجنود البريطانىين، حيث سدَّد له الرجلان طعنات وضربات ساطور في وضح النهار وتركاه ميتاً في وسط الشارع. بل أنهما لم يلوذا بالفرار إنّما ظلا في مكان جريمتهما البشعة داعين المارة إلى تصوير المشهد. أظنُّ أن مبادرات إيجابية كهذه على مستوى رسمي وشعبي كفيلة لنزع الفتيل بين الشعوب والتقليل من خطر المتطرِّفين، ولكن ينبغي أن تُقابل بترحيب واضحٍ من قبلنا، واشعار الآخر بالامتنان مع تقديم الاحترام. بعد هذه الحادثة الإرهابية تعرَّض مسلمون بريطانيون لأعمال انتقامية، بما فى ذلك حريق يشتبه بأنه متعمَّد فى مركز إسلامى فى لندن. ولكن أظنُّ أن ما قامت به هذه القناة الوطنية والتي تموّلها الحكومة البريطانية هو تحدٍ سلاحه التسامح واحترام الأقلية المُسلمة في بريطانيا. لفت نظري حديث مدير البرامج اليومية في القناة الرابعة الذي دافع عن قرار القناة بهدف تسليط الضوء على تجربة شهر رمضان وأهميته بالنسبة للمؤمنين، مؤكدا على أنهم سيهزمون التطرّف عبر بقائهم متحدين، علماً بأن مدير القناة ليس مسلماً، إنّما يبدو أنه انسان يحترم الاختلاف ويدافع عنه. تذكّرتُ حين كنت في «ميونيخ» هذا الصيف وسط ساحة «مارينز بلاتز»، الشهيرة وانتبهت لوجود مظاهرة حاشدة ضدَّ بناء المساجد، ولوحات تندِّد بما تبثه المنابر من تحريض على الارهاب، وذلك اثر اعلان نادي بايرن ميونيخ الألماني عن قراره ببناء مسجد اسلامي متكامل في ملعب «الأليانز آرينا» ، وهو قرار يعتبر الأول من نوعه في جميع ملاعب العالم. أظنُّ أن مبادرات إيجابية كهذه على مستوى رسمي وشعبي كفيلة لنزع الفتيل بين الشعوب والتقليل من خطر المتطرِّفين، ولكن ينبغي أن تُقابل بترحيب واضحٍ من قبلنا، واشعار الآخر بالامتنان مع تقديم الاحترام ، وهو الأمر الذي سيُظهر للعالم بشكل عملي أن الاسلام أوسع وأرحب مما يعتبره البعض محصوراً في دائرة الارهاب الذي أودى بحياة عدد كبير من المسلمين أكثر من غيرهم. Follow me: @hildaismail