أمريكا ليست كأي بلد اخر، فهي تتميز بخصائص فريدة، فتاريخها الحديث نسبيا كأحد بلاد العالم الجديد الذي بدأ من كريستوفر كولومبوس، والملاح الإيطالي امريكو فيسبوتشي الذي اكتشفه منذ القرن الخامس عشر، فهذا البلد ذو المساحة الشاسعة، والغني بثروات طبيعية هائلة، فتح مساحة للتعايش بين أجناس وثقافات متنوعة، انتقلت من العالم القديم الذي بدأ يضيق عن تحمل أحلام جديدة، بحثا عن الثراء ببلد فتحت مساحات لنمط حياة جديد، حيث الفرص المتاحة للصعود السريع ببلد تتصدر المشهد العالمي كقوة عظمى تقود العالم، وأصبح الحلم الأمريكي هاجسا لملايين الشباب حول العالم، الحلم بفرص الثراء السريع، والحرية الكبيرة. الحلم الذي عملت هوليوود على تجميله، وتجسيده عبر آلاف الأفلام، لم يتحقق سوى لقلة نادرة، كما أصبح كابوسا للكثيرين، أما الغالبية فقد تخلت عن الأحلام، وقبلت بحياة عادية لا تختلف عن أي بلد اخر، حيث يشكل العمل، والإنتاج، مركزا للحياة الأمريكية، فلا أهمية هنا للجنس أو اللون أو الاصل العرقي، الأهمية الأولى هي للعمل لكن الحلم الذي عملت هوليوود على تجميله، وتجسيده عبر آلاف الأفلام، لم يتحقق سوى لقلة نادرة، كما أصبح كابوسا للكثيرين، أما الغالبية فقد تخلت عن الأحلام، وقبلت بحياة عادية لا تختلف عن أي بلد اخر، حيث يشكل العمل، والإنتاج، مركزا للحياة الأمريكية، فلا أهمية هنا للجنس أو اللون أو الاصل العرقي، الأهمية الأولى هي للعمل، الجميع يتعايش في تناغم مثير، الكل يحافظ على المعايير المشتركة للحياة الأمريكية، احترام القانون، والتنوع البشري، من جهة، والحفاظ على الهوية والثقافات الخاصة من جهة أخرى. تبدو السياسة الأمريكية التي تشغل العالم، بعيدة نسبيا عن اهتمام المواطن الأمريكي، فالاتجاهات العامة ببلد مثل أمريكا لا تتكون بسهولة، وربما تكون حادثة 11 سبتمبر، نموذجا استثنائيا لاتجاه عام واسع ضد أقليات محددة خاصة العربية، لكن بنفس الوقت كان هناك اتجاه مضاد يناهض التمييز ضد العرب والمسلمين، ويرفض تحميلهم عبء جريمة لا تخصهم، حالة العنصرية انحصرت بدرجة كبيرة، بل ويوجد اتجاه قوي يعترض على السياسة الأمريكية ويراها ضارة بالمصالح الخاصة بالدولة وتأثيرات سلبية على بلاد أخرى. أصبحت السياحة عنصرا هاما بالاقتصاد الأمريكي، وتشهد تطورا كبيرا خاصة بالولايات الجاذبة للسياح مثل نيويورك، ولوس أنجلوس، فالطابع السياحي صار واضحا، بداية من حسن الاستقبال بالمطارات، والفنادق، بل وسائقي التاكسي أيضا، حيث يحرص السائق أن تختار الموسيقى التي تفضل سماعها، والحرص الكبير على التكلم باللغة العربية حتى لو بكلمات قليلة تثير الدفء، خاصة وأن السياحة العربية صارت مهمة جدا للسياحة الأمريكية في الوقت الحالي . خلال زياراتي المتعددة لذلك البلد، أحرص كل مرة على اختزان أكبر قدر من المشاهد، والبعد عن الحالة النفسية للسائح بالغوص قليلا داخل المجتمع، والملحوظة الاساسية خلال زيارتي الأخيرة هي، تخلص المجتمع الأمريكي من العنصرية ضد العرب بدرجة ملحوظة، فلم تعد الصورة النمطية الهوليودية، هي المحددة لطبيعة التعامل مع العرب، وقد ساهم الربيع العربي كثيرا في ذلك، حيث شهد الشعب الأمريكي، مشاهد كثيرة ومختلفة عن العرب لم يكن يعرفها. كذلك الرغبة الكبيرة في معرفة ما يدور بالثورات العربية، حيث لا تتوقف التساؤلات ابدا. أما أنا ورغم زيارات سابقة لذلك البلد، فقد قررت أن أصبح سائحة عادية ولو لوقت قليل، و أجمل ما لفت نظري وأنا أتجول بنيويورك، ولوس انجلوس الحفاظ على الطبيعة الجمالية للعمارة الأمريكية الاصيلة، فطبيعة الأماكن القديمة لم تتغير، ولم يمنع ذلك من التطوير المستمر، فالبناء لا يحتاج دائما للهدم، كل المباني التي زرتها تتميز بكل التطورات التكنولوجية، وبنفس الوقت تحتفظ بطابعها الجمالي الموروث من التراث الإنساني الثري بتنوعه.