دخل رمضان بينما لا يزال هناك من يشتم ويقذف ويطعن في ذمم الناس واعراضهم بلا خوف من الله او خجل من حرمة الشهر الفضيل، دخل رمضان ولا تزال لغة الحوار بيننا تهبط اكثر واكثر وكأننا نتنافس في تصدير الحقد والكذب والنفاق والتشكيك وكل ما يتعلق بالكراهية ومشتقاتها دون ان نسأل انفسنا لماذا كل هذا؟ وما الداعي الذي يجعلنا نخسر بعضنا بسبب "توافه الامور"؟. يجب ان نختلف في جميع امور الحياة ونصر على التمسك في كل قناعاتنا بشرط الا نتنازل عن محبتنا للطرف الاخر حتى وان اختلفنا.. وان حدث خطأ فلا بد ان نعفو.. فالتسامح لغة بيضاء جميلة يجب ان نجيدها في جميع تعاملاتنا اليومية، حتى الاعلام الذي نمارسه ونتنفسه صباح كل يوم يجب ان نتسامح معه ومع الذين يتعاملون معه. يقول الاستاذ محمد عبدالواحد: "الحب لا يسجن ولا يصادر ولا تصدر بحقه قوانين منع التجول والحب لا يمكن أن تضع حول عنقه ويديه القيود وأمام عينيه الحواجز والسدود.. والناس لا يمكن أن تدخل إلى بوابة النور والمجد والإبداع إلا بالحب ولا يمكن أن تتقن عملا إلا بالحب". وبمناسبة العمل والحب، فقد اختلف معي احد الاصدقاء قبل ايام عبر احدى القنوات الفضائية وكان الحوار بيينا ساخنا كسخونة نهار رمضان، وفور انتهاء البرنامج بدقائق تلقيت منه اتصالا حمل الكثير من عبارات الحب والاخوة والصداقة والسلام، ولعل من كان يستمع للمكالمة الشخصية لا يصدق اننا نحن من كنا على الهواء، وبرأيي ان هذه اللغة الجميلة في التعاطي مع الطرف الآخر هي الاهم في وسط يعج بالشوائب. يا أهل الرياضة.. انتقدوا واختلفوا كما تشاءون، ومارسوا عملكم كما يحلو لكم فليس هناك ما يمنعكم عن ابسط حقوقكم وممارسة صميم عملكم، لكن قبل ان تعتلوا منابركم عليكم ان تستشعروا حقيقة من حولكم وتأكدوا انه لا يوجد في الدنيا ما يستدعي كل ذلك الحقد والكره والنوايا السيئة. وبالمناسبة فان الرياضة صاحبة الطقوس الراقية اصبحت اليوم وبفعل فاعل مرتعا "للهبوط" وساحة لتصفية الحسابات الشخصية.. الرياضة وهي الساحة الاكثر صخبا تشهد يوميا معارك من نوع مختلف ليختلط فيها الحابل بالنابل وتكثر خلالها الثرثرة والضرب من تحت الحزام، الرياضة المغلوبة على امرها اصبحت اجواؤها لا تختلف تماما عن اجواء الفن والسياسة وغيرها من المجالات المشبوهة الاخرى وهو ما يجعلنا نطالب باعادة النظر حول علاقتنا مع من حولنا في هذا المجال، كي نعيد هذه الرياضة الجميلة الى وضعها الطبيعي. يا أهل الرياضة.. انتقدوا واختلفوا كما تشاءون، ومارسوا عملكم كما يحلو لكم فليس هناك ما يمنعكم عن ابسط حقوقكم وممارسة صميم عملكم، لكن قبل ان تعتلوا منابركم عليكم ان تستشعروا حقيقة من حولكم وتأكدوا انه لا يوجد في الدنيا ما يستدعي كل ذلك الحقد والكره والنوايا السيئة. يا أهل الرياضة.. عيشوا بطمأنينة وسلام، واستغلوا روحانية الشهر الكريم كي تنعموا مع من حولكم، وثقوا تماما بأن نجوم الكرة و"اصحاب الملايين" هم الرابح الاكبر من معارككم مع من حولكم حتى وان لم يشعروكم بذلك، اما انتم فلكم الله. وعلى المحبة نلتقي تويتر: @f_alshoshan [email protected]