الجميل أن يستهل النشاط الرياضي لكرة القدم بمباراة سوبر تجمع بين بطل الدوري وبطل الكأس لأنها تضفي الحماس والندية. لست ضد أن يستهل النشاط الرياضي لكرة القدم بإقامة مباراة تجمع بين بطلين واحد منهم خطف بطولة الدوري وهذا مفروغ منه والآخر من أخذ كأس!!!! كأس هنا المشكلة أي كأس؟ ونحن نعلم أن هناك بطولتين للكأس أحداهما لم تتوقف منذ قيامها وهي بطولة كأس ولي العهد وأخري عادت بعد غياب طويل وهي كأس الملك التي توقفت ثم استبدل اسم الدوري باسمها عندما كان هناك نظام مربع ذهبي ومثلث ماسي ثم استقر بنا الأمر أن سميت البطولة باسم خادم الحرمين الشريفين. هذا التخبط في الأسماء والمصطلحات والمفردات اللغوية ليس وليد اليوم بل هو إرث عرفناه منذ أن أشرقت شمس كرة القدم على وطني فنحن نسمع بالخطط الاستراتيجية ونقيم لها دورات وورش عمل ندخل القاعة نشرب شاي (ونسولف) وإن حصل غداء أكلناه وخرجنا بأقلام لم تخرج من جيوبنا وصفحات بيضاء كما خرجت من المصنع. يعني الاتحاد السعودي لكرة القدم حاول في العام الماضي أن يقيم هذه البطولة بين الشباب والأهلي ولاقى ذلك الخبر أصداءً قوية من معارضين لبطولة وليدة لم توضع لها آلية فاتهم أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بأهلاويته وأنه أقام تلك البطولة من شأن خاطر حبيب القلب ولكنه أرجأ النظر فيها وأجلت البطولة إلى أجلٍ غير مسمى فتفاجأنا بها تقام هذا العام دون سابق إنذار وكذلك دون الأهلي حتى لا يقال أنه (أهلاوي) فبعد أن اجتمع الأخوة في الاتحاد السعودي قرروا أن تقام هذه البطولة (المشكلة) هذا العام بين بطل الدوري وبطل كأس الملك متجاهيلن بطل كأس ولي العهد البطولة التي استمرت في وقت استبدل فيه اسم الدوري وأنظمته وقوانينه وبطولة كأس ولي العهد ثابتة كثبات الجبال بآليتها القديمة وهي بطولة استثنائية يشارك بها جميع أندية الوطن من الدرجة الثالثة إلى دوري المحترفين بطولة بهذا الحجم وهذه الأصالة وهذا الثراء من المشاركين ويستبعد بطلها من المشاركة في بطولة السوبر لا أجد له مبررًا إلا كون المسؤولين بالاتحاد السعودي لكرة القدم يعملون مع احترامي لهم(خبط لزق) يعني جات ولا ما ضرها الفحل. كان من المفترض على الإخوة باتحادنا الموقر عندما شنت عليهم حملة بسبب إقامة بطولة السوبر بين الشباب والأهلي بالعام الماضي ولم تقم كان الأجدر بهم أن اكتفوا في العام الماضي بوضع آلياتها لأبطال موسم 1433ه لا الاكتفاء بانتظار الأبطال وتكرار نفس الخطأ ثم يعلنوا قيام هذه البطولة. نحن لسنا مع طرف ضد آخر ولكننا متابعون وما نراه سوف نقوله فإذا كان ولا بد من قيام هذه البطولة هذا العام كان لا بد من مشاركة الهلال وألا يستبعد منها احترامًا له وللّقب الذي يحمله وهو غالٍ علينا كأس ولي العهد حيث يلعب الهلال والاتحاد مباراة فاصلة على أرض الاتحاد والفائز منهما يقابل الفتح بالأحساء كون الفتح بطلًا للدوري وهي البطولة الأولى على مستوى العالم مع تحفظي لمصطلحات أخرى أغلى أجمل وغيره تظل بطولة الدوري هي زبدة كرة القدم المحلية على الأقل في هذا العام كحالة استثنائية حتى توضع آلية للبطولة. نحن بهذا القرار (الارتجالي) أجهضنا قيمة البطولة وبطلها، خاصة أن القرار جاء دون سبق إنذار فكان ولا بد من رده ونقده. ثم إنني أستغرب أنه وبعد اعتماد هذه البطولة لتكون بين الاتحاد والفتح خرج علينا الإخوة بقرار عشوائي آخر يدينون به أنفسهم وهو أن تكون المباراة هذا العام بقرعة لأفضلية الملعب أما بالسنة القادمة تكون على أرض بطل الدوري سبحان الله (حياديين) ما شاء الله عليكم أين الحيادية عندما استبعد الهلال من المشاركة بهذه البطولة ألم تأخذكم الرأفة به كما رأفتم بحال غيره بإعلانكم فرض القرعة هذا العام من أجل تكافؤ الفرص. شخصيًا لا أستغرب في واقعنا كل شيء يصير دون سابق إنذار هذا ليس على مستوى كرة القدم بل على جميع الأصعدة يعني تخيل يذهب الطالب للمدرسة يجد بين مناهجه المقررة (منهج جديد) العامل عندما يذهب لعمله يجد ساعة إضافية على عمله نحن أمة لن تتقدم ما دمنا نأخذ من الغرب أفكارهم ونفرضها على واقعنا دون تخطيط مسبق وتفعيل واقع الخطط الاستراتيجية على حياتنا ولا نكتفي بالخطط العلمية المدروسة نظريًا. أتمنى ألا يخرج علي أحد ويقول هذه أوروبا لما أرادوا أن يقيموا هذه البطولة وضعوا لها آلية ثابتة كانت تحت أنظار الجمهور والمتنافسين نعلم أنه يوجد لديهم أكثر من بطولة ولكن دائمًا الأفضلية تكون لبطولة الدوري والبطولة التي شارك بها أكثر عدد من أندية الوطن يعني ممكن نشاهد سوبر بين نادٍ كبير وآخر من أندية الظل بينما في (سوبرنا) أصبحت حكرًا على ثمانية كأس الملك. وبعدين ليه نروح أوروبا اسألوا نموذجين جميلين وهما قريبان لنا وجاران عزيزان علينا قطر والإمارات اسألوهما كيف نشأت وأقيمت أول بطولة سوبر؟ هل تم فرضها على الأبطال دون خبر سابق؟ ومن ثم انتقدوا كاتب هذا المقال كيفما شئتم. [email protected]