مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تنشط عصابات متخصصة في الشحاتة. هذه العصابات منظمة لدرجة أن لها قيادة تخطط وأخرى تدير العمل الميداني وثالثة تراقب أي تلاعب قد يقوم به عناصرها وهكذا. ورغم أن الإعلام كتب أكثر من مرة عن هذه العصابات إلا أنها ما زالت تتوزع عند إشارات المرور متحدية الجهات المختصة في محاولاتها للقضاء على هذه الظاهرة السيئة. لو جندت مكافحة التسول والدوريات الأمنية ضعف طاقاتها فلن تتمكنا من القضاء على هذه الظاهرة طالما أننا كمواطنين مصرون على الانجراف وراء عاطفتنا وإنسانيتنا حتى وإن كنا نعلم بأن هؤلاء المتسولين يكذبون علينا. ربما أطلعتم مثلي على مقطع يوتيوب سجله بعض الشباب لمتسول شكوا في حقيقة إصابته بإعاقة بدنية، حيث ضيقوا عليه فاعترف بأنه كاذب بعد أن هددوه بالاتصال بالشرطة، ولأن التسجيل صوت وصورة فقد تابعنا كيف انطلق ذلك الشحاذ بأقصى سرعة بعدما مثل دور المعاق ليستعطف الناس. ذلك المقطع لم يكن سوى نموذج بسيط لقصص كثيرة يستخدمها أفراد تلك العصابات لإستدرار عواطف البشر مستغلين هذا الشهر الكريم الذي يبحث فيه الإنسان عن فرصة لكسب الأجر. ولقد أعجبني اقتراح بعثه لي احد القراء حيث طالب بوضع لوحات إرشادية كبيرة عند إشارات المرور بأكثر من لغة تحذر من اعطاء هؤلاء الغشاشين أي مساعدة وتبيان حقيقتهم. وجهة نظر سليمة، خاصة وأننا لا نعرف من هو المستفيد النهائي مما يجمع من أموال.. ولكم تحياتي. [email protected]