بماذا نحن موعودون في رمضان .. شهر الخير والقرآن والطاعة الكل يستغله بلا هوادة ،ويجعل منه ملاذا للربح والمكسب.. بماذا يعدنا مجتمعنا .. وتعدنا القنوات الفضائية .. وتعدنا الأسواق .. ويعدنا التجار .. ويعدنا الواعدون ..؟ كل سنة هي قضيتنا مع رمضان .. شهر تم تحريكه في عقول الخفة من مقامه الايماني إلى موسم احتفال وترفيه وتسوق . استنفار التجار بتقديم عروض التنزيلات والتخفيضات والهدايا وكأنهم لا يعرفون ذلك إلا في رمضان ليسحبوا ويجذبوا أكبر عدد ممكن من الناس فيسوّقوا عليهم ما لم يستطيعوا تسويقه سابقا فيقدموا لهم ما قرب انتهاء صلاحيته كعروض وهدايا أو يجعلوها قريبة لمتناولهم لكي لا يدققوا عليها اثناء انشغالهم بإتخام العربة وخذ من تلك الخدع .. استنفار مجتمعي في رفع مستوى الاستهلاك لمواد التموين المهم منها وغير المهم .. ورفع معدلات التسوق إلى معدلات عالية جدا لا يطيقها عقل .. حيث ترى التبضع وشراء (المقاضي) بطريقة مخصصة وكمية مرعبة وكأننا مقدمون على أزمات .. فترى عربات الأسواق تغص بالكراتين والكميات الهائلة من السلع المختلفة .. حتى اصبح لرمضان متلازمة (التقضي المخصوص في زمن مخصوص يعني قبله بيوم او يومين بكميات غير مخصوصة) .. ارشدوا يا خلق السلع لن تطير.. فلا حياء من الله ، ولا قدر لرمضان ، ولا استحياء من الناس ، ولا إحساس بالعيب .. موعودون بدل الطاعة بالضحك ، وبدل القيام بالكاميرا الخفية ، وبدل الصيام بمسلسلات الهوى ، وبدل قراءة القرآن ببرامج ترفيه .. لقد حولوا رمضان إلى سوق افتراضي لبيع (سقط المتاع) استنفار فضائي هائل .. تخيلوا فنحن في شهر العبادة والقرآن موعودون بالمتعة والترفيه و(الوناسة) والتسلية والإثارة .. عجبي وكأن رمضان شرفه الله لا قيمة له ولا شأن ولا كرامة .. إعلانات عن مسلسلات فارغة ليس لها حدود من القيم والفضيلة ، وخروج إلى مستويات متدنية من الابتذال في المشاهد ، والقصص ، والحوارات .. وانقلاب المرفوض إلى المفروض .. فلا حياء من الله ، ولا قدر لرمضان ، ولا استحياء من الناس ، ولا إحساس بالعيب .. موعودون بدل الطاعة بالضحك ، وبدل القيام بالكاميرا الخفية ، وبدل الصيام بمسلسلات الهوى ، وبدل قراءة القرآن ببرامج ترفيه .. لقد حولوا رمضان إلى سوق افتراضي لبيع (سقط المتاع) .. ارشدوا يا ناس فرمضان موسم عبادة وليس موسم بلادة .. استنفار الكثير للذهاب إلى مكة لاداء العمرة فيها والالتصاق بأرضها إلى العيد وكأنه لا يعرف مكة إلا في رمضان ولا يعرف أن الأجر في اداء العمرة .. ولم يأت الذكر على المكوث كل رمضان والتضييق على الخلق .. وقد سمعت بالرغم من توعية الناس بضبط مسألة الذهاب لمكة خصوصا هذه السنة بسبب الإصلاحات والتوسعة في الحرم سمعت ان البعض يعاند ولم يحل له الأمر إلا أن يذهب .. اركدوا يا ناس فأعمال البر واسعة وكثيرة وأنت في بيتك.. استنفار كثير من النساء في العشر الأواخر بالذات فيبدو أن بعضهن لا يعرفن أن العيد اقترب إلا بالعشر الأواخر فلا يطيب خاطرها إلا وتجدها (رحالة) في الأسواق .. وهي ما بين (خذ القطعة رد القطعة) تعقلن أيتها النسوة (فمطاردة الأسواق) تُغفلكنَ عن خير رمضان والعشر الأواخر بالذات . ختام القول: لم نتحدث عن السهر وتسكع الشباب وخيمات المعسلات فالكل يعرف ، ولم نتحدث عن استنفار عصابات التسول وتجدد وتعدد أساليبها .. حيث اننا كل سنة ندعو للخير والرشد والانتباه فيستجيب من فتح الله على قلبه ولابد ان يرى هؤلاء رمضان على حقيقته الكريمة فيلبس حلة الطاعات ، ورداء الرجاء ، وإزار الدعاء في هذا الشهر الفضيل فلا يخرب عقله وقلبه بتفاهات ما يقدم ولا يجعل من نفسه بضاعة لمكاسب هؤلاء . T: @aziz_alyousef