تتجه الأنظار إلى الساعة الخامسة من مساء اليوم، الثلاثاء، موعد انتهاء المهلة التي حددتها القوى الثورية والمعارضة، للرئيس المصري محمد مرسي، بالتنحي عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. في أخطر تحدٍ يواجه الرئيس والتيار الإسلامي بأكمله. وشهدت ميادين 19 محافظة بالبلاد، حشودًا هي الأكبر في تاريخ مصر الحديث (قدرت بقرابة 25 مليون شخص) أول أمس الأحد، خرجوا احتجاجًا على حكم الرئيس مرسي وجماعة الإخوان، وانتقلت الأصوات الهادرة: «ارحل» لتعم مدن ومحافظات مصر بشكل غير مسبوق، فيما تمركز مؤيدو مرسي في شارع رابعة العدوية بمدينة نصر، متمسكين بما سموه «الشرعية». وبينما حاولت رئاسة الجمهورية احتواء الأمر، عبر مؤتمرين صحفيين في يوم واحد، الأحد، أكد المتحدث الرئاسي، عدم صحة أنباء استقالة وزير الدولة للشؤون النيابية المستشار حاتم بجاتو، وكذلك نفى أي تغييرات محتملة في الحكومة، أو طرح رئاستها على الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع. أما بقية الميادين في غالبية مدن مصر، فقد اشتعلت التظاهرات فيها منذ العاشرة صباحاً، مستبقة الموعد المحدد (الرابعة عصراً) مرددين المطالب برحيل الرئيس.. حاملين العلم الوطني. بينما شوهدت مروحيات عسكرية وهي تجوب سماء الميادين، لمراقبة الأوضاع تحسباً لأي طارئ، وعلمت (اليوم) أن وزير الدفاع ورئيس الأركان يتواجدان في غرفة العمليات لمتابعة الأوضاع. غموض رئاسي في ذات السياق، يسود الغموض مستقبل الرئيس المصري، وكذلك الإجراء الذي يمكن أن يتخذه لتخفيف النقمة الشعبية واحتواء التظاهرات العارمة، خاصة في ظل تصلب الرئاسة، وعدم قيامها بأي إجراء حقيقي لتلافي الانحدار، في وقت تتصاعد فيه المطالب بإجراء محاكمة له -على غرار مبارك- بعد عزله، فيما تتواتر سيناريوهات عديدة، عما يمكن أن يحدث في الساعات القليلة المقبلة. ورغم أن الرئاسة وعدت على لسان المتحدث باسمها، بالتوصل إلى تسوية ترضي الجميع، لكن أنباء في القاهرة أشارت إلى صيغة يجري الإعداد لها في الوقت الراهن، لضمان خروج سياسي آمن، للرئيس والجماعة. ووفق مصادر رفيعة، فقد تم الكشف، عن استعداد الرئيس مرسي للقيام بخطوة جريئة تنقذ البلاد، وفق ثلاثة شروط، منها ضمان بقاء الجماعة سياسيًا في المستقبل، إلا أن «صقورًا في مكتب الإرشاد» يعتبرون مثل هذا انتحار جماعي. استقالة جماعية وترددت أنباء بعد ظهر أمس، عن اعتزام 5 وزراء تقديم استقالاتهم من الحكومة. وأشارت الأنباء إلى أن الوزراء الخمسة (المستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للشئون النيابية والقانونية وهشام زعزوع وزير السياحة والدكتور خالد فهمي وزير الدولة لشئون البيئة وعبد القوى خليفة وزير مرافق مياه الشرب والصرف الصحي والمهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) عقدوا اجتماعًا صباح الاثنين، في مكتب وزير الاتصالات بالقرية الذكية، لاتخاذ القرار بشكل جماعي. واكتفى وزير البيئة، خالد فهمي، بتأكيد الاجتماع، موضحًا أنه وزملاؤه سيلتقون رئيس الوزراء لبحث كل البدائل، دون أن يستبعد الاستقالة. 16 قتيلًا من جهتها، كشفت الداخلية المصرية، عن قيامها بضبط أكبر كميات من الأسلحة في تاريخها، خلال 48 ساعة، وألقت القبض على العشرات من المنتمين لجماعة الإخوان، وأنصارها، لمحاولتهم تهريب الأسلحة والذخائر في محافظات القاهرة والغربية والبحيرة والإسكندرية، والسويس، وقالت وزارة الصحة في بيان لها صباح أمس، إن 16 شخصًا لقوا مصرعهم خلال أحداث الأحد فقط، بينما أصيب قرابة 800 آخرين، كان أشدها في أسيوط بصعيد مصر، حيث قتل أربعة، جراء إطلاق الرصاص والخرطوش من قبل عناصر الإخوان وتيارات إسلامية، على مسيرات منددة بحكم الرئيس والجماعة، وكذلك الغربية التي قتل فيها اثنان، وأصيب 300 تقريبًا في حادث مماثل. حرق الإرشاد وكانت أسوأ التطورات، بمحيط مكتب الإرشاد بالمقطم، حيث لقي ثمانية من المتظاهرين مصرعهم، وأصيب 90 آخرون خلال إطلاق الرصاص الحي عليهم من قبل مسلحين بداخل المكتب، الليلة قبل الماضية، خلال التظاهر حوله. وبدأ الأمر، حين توجه بعض من أهالي المقطم، عند مكتب الإرشاد، منددين به، ليفاجأوا بإلقاء الحجارة عليهم وبعض طلقات الخرطوش، من قبل بعض عناصر الجماعة من الداخل، ليسقط قتيلين على الفور، ما زاد حنق الجميع، فتجمعوا لمحاصرة المقر، وألقوا عليه أسطوانات الغاز لتنفجر محدثة دويًا هائلًا.. وتشتد المناوشات التي انتهت في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، بإحراق المقر بالكامل، ونهب ما فيه، بعد رفع العلم المصري عليه، وخلع اللافتة الموجودة على باب مكتب النائب الأول للمرشد المهندس خيرت الشاطر ونزل بها وسط المتظاهرين أمام المقر وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للجماعة، فيما استمرت عمليات التخريب والسلب والنهب في كافة أرجاء المقر. وفي تطور خطير، قالت وسائل إعلام مستقلة، إنه تم العثور على غرفة كاملة داخل مقر الارشاد، لتصنيع قنابل المولوتوف. ووفق موقع برنامج (القاهرة اليوم) على تويتر، أكد العثور داخل الغرفة، على كميات كبيرة من المواد الكيماوية الخاصة بالتفجيرات. إلى ذلك، أشارت أنباء -لم يتم التأكد منها- إلى العثور أيضًا على أوراق داخل المقر بشأن إجراء استطلاع عن تكرار تجربة حكم حركة «حماس» لفلسطين وتطبيقها في مصر عقب وصول الجماعة للحكم. اتهام «حماس» إلى ذلك، زعمت أنباء تورط بعض عناصر حماس في إطلاق النار من داخل مكتب الإرشاد. ووفق يومية (الوطن) أمس، أكد مصدر أمني رفيع المستوى أن هناك قرابة 60 مسلحًا داخل مكتب الإرشاد، أطلقوا النيران بأسلحة آلية وخرطوش على المتظاهرين، وقال المصدر الأمني، إن الشرطة قبضت على أحدهم، وكان يتحدث بلهجة عربية، تبين للضباط أنه من حماس، إلا أن زملاءه أطلقوا النار في اتجاه ضباط الشرطة مما مكنه من الفرار والرجوع إلى مكتب الإرشاد مرة أخرى. تواصل المظاهرات ميدانيًا، تواصلت أمس التظاهرات الغاضبة، في ميادين مصر، بعد ليلة اعتصام كبرى. ففي التحرير، واصل آلاف المتظاهرين توافدهم على الميدان، بينها مظاهرة نسائية طافت الميدان وسط طوق أمني من الرجال لحمايتها، وهتفن “يسقط يسقط حكم المرشد، مرشد عار وريس كداب”. وبينما عرض متظاهرون، مقتنيات حصلوا عليها من اقتحام مكتب الإرشاد بالمقطم، أغلق معتصمون صباح الاثنين مجمع التحرير في خطوة تصعيدية، وقاموا بتكوين سلاسل بشرية أمام مبنى المجمع، حاملين الأعلام المصرية، ومرددين الهتافات المناهضة لجماعة الإخوان. وتصاعد الإغلاق، ليشمل 12 محافظة مصرية، أغلقت فيها المصالح الحكومية، وغادرها موظفوها إما إلى بيوتهم، أو إلى ساحات التظاهر. وفيما استمر الاعتصام في الاتحادية، حيث القصر الرئاسي، استمرت قوافل الغضب في محافظات أخرى، أهمها في الإسكندرية، والغربية والدقهلية والمنوفية والدقهلية والبحيرة، والمنيا والفيوم وبني سويف وأسيوط وسوهاج، وكفر الشيخ وغيرها.