دخل حراك التأليف مرحلة جديدة، اتسمت بجدية عالية وبمشاورات مكثفة وباقتراحات من دون أن تصل الأمور إلى حد قدرة أي طرف على الجزم بإمكان ولادة الحكومة قريبا ولا التبشير بولادة متأخرة . الحريري .. سجال سياسي مع دمشق ولعل البارز في المشاورات بحسب «النهار «اللبنانية ، لقاءان منفصلان، بين ميقاتي والمعاون السياسي للأمين العام ل حزب الله الحاج حسين خليل، ومعهما أيضا لقاءان منفصلان لميقاتي مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، فيما كان التشاور مفتوحا بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من جهة وبين الحاج حسين خليل والعماد ميشال عون من جهة ثانية. ورأى النائب ميشال عون أن شروط تأليف الحكومة غير متوفرة بعد ، وقال :فليأخذ الرئيس ميقاتي وقته، فنحن لن نحدد له وقتاً . ووعد عون، بأن يتحدث بإسهاب عن موضوع الحكومة بعد أسبوع الأعياد. وقال رداً على سؤال عن قول ميقاتي إنه لن يستسلم: إنها حربة مع نفسه . ورأى النائب ميشال عون أن شروط تأليف الحكومة غير متوفرة بعد ، وقال :فليأخذ الرئيس ميقاتي وقته، فنحن لن نحدد له وقتاً . ووعد عون، بأن يتحدث بإسهاب عن موضوع الحكومة بعد أسبوع الأعياد. اشتباك سياسي بالتزامن مع ذلك، أطلت نذر اشتباك سياسي جديد بين دمشق ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، تجلت في السجال المستمر بين كتلة تيار المستقبل والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم، على خلفية الاعترافات التي أعلن التلفزيون السوري أنها تثبت تورط لبنانيين في الأحداث في سوريا، أبرزهم النائب جمال الجراح. وتجلت نذر الاشتباك أيضا، في خطوة هي الأولى من نوعها، وتؤشر إلى منحى أكبر من الاعترافات الإعلامية أو الإجراءات الحدودية، وذلك بتظهير القنوات التلفزيونية السورية الرسمية للمرة الأولى، محاضر ويكيليكس ، مقتطفة منها ما نقل عن لسان الحريري حول الوضع الداخلي في سوريا، ودعوته إلى التخلص من الرئيس بشار الأسد . وقد شكلت تلك الإعترافات نقطة المتابعة الأساسية على اختلاف المستويات السياسية المحلية، وكان البارز فيها استدعاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان للأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري إلى القصر الجمهوري، والبحث معه في هذه المسألة. وفي موقف بدا مكملا لما أعلنه سابقا كرر السفير السوري التأكيد على صدقية الإعترافات التي بثها التلفزيون السوري وجديتها، داعيا القضاء إلى التحرّك في شأنها. و قال :نحن واثقون أن الجهات السياسية والاجتماعية والثقافية والغالبية العظمى من الشعب اللبناني غيورون على قوة ومناعة واستقلال وسيادة سوريا، وأن أي أذى يلحق بسوريا سيتأذّى منه لبنان، إن لم نقل إنه سيتأذّى أكثر . التصريحات تهديد ورأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أنه منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا، دأبت أصوات ووسائل إعلام تابعة لفريق حزب الله من جهة وأخرى مناهضة للاحتجاجات من داخل سوريا من جهة ثانية على فبركة أكاذيب من أجل اتهام قوى في 14 آذار بالتدخل في الأحداث السورية. واعتبرت في بيان لها أن ذلك محاولة من النظام السوري وجماعاته لتسويق نظرية المؤامرة المتهافتة ، محذرة من مسعى لإدخال لبنان في مسارات الأزمة السورية ما يمثل تهديداً مضافاً لأمن لبنان واستقراره . ورفضت التدخل في الشأن السوري الداخلي، وكذلك الاتهامات الموجهة إلى قوى فيها جملة وتفصيلا ، مستنكرة تصريحات السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، التي تتضمن تهديدات مبطنة للوضع اللبناني بمجمله؟ ، معتبرة أنها تجاوز لأصول العلاقات الدبلوماسية بين دولتين سيدتين . ورأت أن من حق سوريا اتخاذ الإجراءات المناسبة على حدودها، لكن لا ينبغي أن تفضي إلى الإضرار بمصالح اللبنانيين . من جهة ثانية، أكد النائب أنطوان زهرا، أن السلاح هو من خلق هذا الواقع وجعل من لبنان ساحة في المحور الإقليمي الممانع.