نشرت صحيفة «ذا ميل اون ساندي» البريطانية في عددها قبل أسبوعين تحديداً في 9 يونيو من هذا العام 2013 مأساة عائلة بريطانية فقدت أصغر بناتها بسبب تعاطيها دواء للتخلص من حب الشباب. الأم المكلومة تقول كانت ابنتي شارلوت ذات الخمسة عشر ربيعاً شعلة من النشاط وذات شعبية قوية في مدرستها ومثلها مثل غيرها من الشابات بدأت تظهر على وجهها بعض البثور والبقع وكفتاة صغيرة تبدي اهتماماً لمنظرها ولا تريد لهذه الحبوب ان تشوه وجهها وبعد ان استنفذت شراء عدة أنواع من أدوية منع ظهور حب الشباب التي تباع في بريطانيا من غير وصفة طبية ولم تستفد منها ، اقترحت عليها أن تستخدم الدواء «Dianette « للتخلص من حبوب الشباب فلقد استخدمت هذا الدواء اختاها اللتان تكبرانها سنا عندما كانتا في عمرها وتعرضتا لمثل المشكلة. وامام اصرار ابنتها ورغبتها القوية في التخلص من حب الشباب اصطحبت الأم ابنتها للطبيب العام وحصلت على وصفة لهذا الدواء والذي يستخدم كذلك كمانع للحمل في العديد من دول العالم علماً بأن هذا الدواء ممنوع في العديد من الدول الاوروبية وفي كندا وفي اليابان وتحت المراجعة في استراليا. نحتاج الى ان تتضافر الجهود بين وزارة الصحة وبين الهيئة السعودية للغذاء والدواء لنخرج بخطة وطنية تبدأ بتثقيف صغارنا في مدارسهم بأن الدواء لا يستخدم الا للضرورة وانتهاء بقوانين صارمة تقنن صرف الأدوية من الصيدليات طبعاً الأم لم تعرف هذه المعلومات في حينها واكتفت من تجربتها السابقة في اختيها فأختها جسيكا اخذته لمدة 3 سنوات و اختها جنيفر اخذته لمدة 8 شهور ولم يحصل لهما أي شيء. الشاهد هو ان شارلوت بدأت في استخدام الدواء الذي مثل غيره من ادوية منع الحمل تحمل ارتفاع نسبة حدوث الجلطات لمستخدميه وبعد شهرين من استخدام الدواء بدأت تعاني من آلام شديدة في الظهر استدعت ذهابها للطبيب العام عدة مرات ولم تجد العلاج الشافي غير مسكنات الألم . وتضيف الأم : لقد كانت ابنتي في ألم مستمر وكنت ادرك ان هناك شيئا ما غير طبيعي!! لكن الطبيب يقول آلام عضلات عادية لكن الذي كنت اراه أمام عيني هو ان ابنتي النشيطة المرحة المفعمة بالحيوية أصبحت تتغير يوميا امام ناظري، فابنتي قبل استخدامها الدواء لم تكن صحتها مصدر قلق لي وكانت تستمتع بمدرستها وتستمتع بالخروج خارج المنزل ولم تكن تشرب أو تدخن وكانت تحافظ على وزنها لكن بعد استخدامها الدواء اصبحت اقل حيوية وتحب المكوث في المنزل بسبب الألم الذي تعاني منه وبعد 8 شهور من استخدامها للدواء شعرت بانتفاخ وتورم في ساقها فاصطحبتها والدتها الى الطبيب العام الذي استبعد أن يكون الانتفاخ والتورم بسبب جلطة حيث إنها صغيرة في السن. بعد أسبوعين واثناء وجودها بالمدرسة بدأ جوال الأم يتلقى رسائل نصية من جوال شارلوت تقول إنها لا تشعر بأنها على ما يرام ثم مريضة ثم ساعديني ، عندها احست الأم ان شيئاً خطيراً يجري لكن لم تكن تعلم بمدى خطورة الوضع وأسرعت بأخذ ابنتها الى قسم الاسعاف بمستشفى ميدستون العام وبعد ساعتين من الانتظار عاين أحد الاطباء ساقها المتورمة والتي تحولت الى لون بنفسجي وقرر ان هذه جلطة في الساق لكن يلزم اجراء بعض فحوصات الدم قبل البدء بالعلاج وفي هذه الأثناء تعرضت شارلوت الى انخفاض شديد في ضغط الدم وصعوبة في التنفس وتوقف للقلب ولم تجد المحاولات التي جرت لمدة ساعتين لانقاذ حياتها وماتت أمام مرأى والدتها. والله انها لقصة محزنة هزت كيان عائلة سعيدة وحولتها الى عائلة يخيم عليها الحزن واحدثت ثقباً لا يمكن ان يزول بسبب دواء لحب الشباب، وتضيف والدتها : لقد أصبحنا قريبين من بعضنا البعض بعد وفاتها لكن لا يمكن لنا ان ننساها فما زلنا نحتفل بعيد ميلادها ومازلنا نحضر هديتها في عيد الميلاد ولن اسامح نفسي بأن سمحت لها باستخدام الدواء الذي كنت اعلم ان له اضراراً جانبية لكن لم أكن اعلم انه سيقتل بنيتي ، حيث سبب الوفاة كان جلطة دموية كبيرة في الرئة انتقلت من الساق ولم تكن لتحدث لولا مشيئة الله ثم استخدامها لهذا الدواء. طبعاً عدم تشخيص الحالة من الطبيب العام وعدم احالتها للمختص قبل أسبوعين من وفاتها كان عاملاً مهما في تفاقم الحالة وحدوث الوفاة. والد شارلوت يقول لم نعلم ان هذا الدواء يجعلك 7 مرات عرضة للجلطات مقارنة بحبوب منع الحمل الاخرى وتقول وزارة الصحة البريطانية « ان المنظمين للدواء ليس لديهم قلق جديد بخصوص هذا الدواء» أي ان ما يقولون هو ان ماحصل هو من الاشياء التي تحدث احيانا لبعض الاشخاص لكن في رأيي الخاص كأب اقول ان حدوث وفاة واحدة هي كثيرة. ماذا يمكن ان نستفيد من هذه المأساة ؟؟ هل تظنون ان مثل هذه المأساة لم تحصل لفتياتنا؟؟ بلى تحصل وتحصل في ظل سهولة الحصول على الادوية من الصيدليات وعدم الحاجة للحصول على وصفة من مختص . كم من الادوية الفتاكة تستخدمها فتياتنا ليحصلن على مظهر جذاب؟؟ كيف نستطيع ان نمنع حدوث مثل هذا ؟؟ ألا نعلم ان بعض الادوية وان لم تقتل فقد تتسبب في فشل للكبد وللكلى وللرئة؟؟ نحتاج الى ان تتضافر الجهود بين وزارة الصحة وبين الهيئة السعودية للغذاء والدواء لنخرج بخطة وطنية تبدأ بتثقيف صغارنا في مدارسهم بأن الدواء لا يستخدم الا للضرورة وانتهاء بقوانين صارمة تقنن صرف الأدوية من الصيدليات. twitter:@IssamAlkhursany