أعلنت وزارة الصحة المصرية عن سقوط قتيل و440 مصاباً، في الاشتباكات التي وقعت الليلة قبل الماضية، بين جماعة الإخوان والمعارضة في محافظات الدقهليةوالشرقية والغربية، عقب اعتداء عناصر من الإخوان وأنصارهم على محتجين ناصرهم الأهالي ضد عناصر الجماعة، واستمرت حتى ساعة مبكرة من صباح امس الخميس، كانت أعنفها في مدينة المنصورة، التي شهدت حرب شوارع حقيقية، ساهم في توتر الموقف، قطع التيار الكهربائي «عمداً» عن منطقة الاشتباكات. من جهة أخرى، تفاعلت الآراء الغاضبة تعليقاً على خطاب الرئيس المصري محمد مرسي، الليلة قبل الماضية، والذي حاول فيه تقديم ما سماه «كشف حساب» عن عامه الأول في الحكم، وتصاعدت الأصوات بتحميل الرئيس مسؤولية قيادة الفشل، في ظل ما اعتبره سياسيون ومعارضون، محاولة هروب من مواجهة نتائج سياسات أوصلت البلاد لحافة الحرب الأهلية. فعلى مدار ساعتين ونصف، وجه الرئيس سهام انتقاداته، لمعارضيه، معرّضاً بأسماء شخصيات معينة، اعتبرها مسؤولة عن تدهور الأوضاع، قدم في نهايته مجموعة مقترحات لم تخفف من الانتقادات الحادة له قبل 72 ساعة من تظاهرات 30 يونيو. وأثار خطاب مرسي عاصفة من الغضب ليس فقط بين القوى المعارضة لكن بين جموع المواطنين، الذين رأوا أنه وضع آخر مسمار في نعش جماعة الإخوان، نظراً لاستثارته غضب القضاة والصحفيين والمحامين، حتى أن الثوار الذين احتشدوا فى ميدان التحرير أثناء الخطاب قد رفعوا الكروت الحمراء واستمارات تمرد والأحذية في وجهه وجماعته الأمر الذي يضع شرعيته على المحك. خط أحمر وقبل اقتراب الساعات الأخيرة لتظاهرات 30 يونيو وكإحدى ورقات اللعب في الوقت بدل من الضائع تنظم الأحزاب والقوى الإسلامية، اليوم الجمعة مليونية « الشرعية خط أحمر» بميدان رابعة العدوية يشارك فيها أكثر من 15 حزبا على رأسها حزب الحرية والعدالة، دفاعا عن الشرعية، و ضرورة حماية الثورة من الثورة المضادة ومحاولة الالتفاف عليها خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع الاعتصام بعد انتهاء فعاليات المليونية حتى يوم 30 يونيه. وشن د. مراد علي المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة هجوماً على المعارضة قائلاً «إن صمت قادة جبهة الإنقاذ وحركة تمرد وتجاهل الصحفيين الليبراليين واليساريين لما نتعرض له من قتل ونهب مثير للخزي» وأضاف وأن دماء أبنائنا التي سالت بالأمس في الشرقيةوالمنصورة جراء جرائم القتل والتخريب التي ارتكبها بالأمس بلطجية وصفهم بال»محترفون» استأجرهم رموز النظام الحزب ويعاونهم بعض أعضاء من جبهة الإنقاذ وحركة تمرد هي تأكيد أن المعركة القادمة ضد الفساد حاسمة، واختتم حديثة أن دم الشهداء الذين سقطوا -وكلهم من مؤيدي الرئيس بالمناسبة- لن يضيع هدراً ولن يثنينا عن تتبع أوكار الفاسدين حتى وإن تواطأ معهم بعض السياسيين الفاشلين، حتى وإن صمتت وسائل الاعلام وتجاهلت دماءنا التي تسيل وأموالها التي تنهب». مخيب للآمال من جهتها، وصفت حركة الضغط الشعبى خطاب الرئيس مرسى ب»المخيب للآمال» المحمل بالعديد من الاتهامات والتهديدات والويل وعظائم الامور لكل المصريين، وجاء على لسان نسرين المصرى مؤسسة الحركة، أن الخطاب زاد من حالة الاحتقان بالشارع المصري وانه لم يستجب لأي من المطالب التي أثارت غضب الجماهير بل حفزهم و زادهم اصرارا على النزول لتظاهرات 30 يونيه. وقال سامح عاشور نقيب المحامين إن خطاب مرسى كان مشحونا جدا بدليل أنه خرج عن النص أثناء حديثه، وأنه جامل كل الحاضرين بالقاعة، قائلاً على مرسي أن يبرهن للناس لماذا تطرق فى خطابه لأسماء لا علاقة لها بتظاهرات 30 يونيو مثل أحمد شفيق ومجدى عاشور ومكرم محمد أحمد وصفوت الشريف مضيفًا: «يبقى كده بيخدع نفسه». وصلة ردح وفي إطار التحليل الدلالي للخطاب قالت هدى زكريا أستاذ علم النفس إن مرسي بذل جهدا كبيرا في الخطاب ولكنه سلبي، فالخطاب ركز فقط على تشوية المعارضين وإلصاق التهم بالآخرين ، فذكر مرسي لأسماء بالتحديد يدل على أنه كانت لديه رغبة في أن يشوه المعارضين ويلصق بهم التهم حتى يشغل الناس عن مصائبه الكبرى، وأضافت أن مرسي متخيل أن المصريين لايعرفون تاريخه وجماعته فأراد أن يذكر تاريخ الآخرين ووصفت الخطاب ب»وصلة الردح». قال سامح عاشور نقيب المحامين إن خطاب مرسى كان مشحونا جدا بدليل أنه خرج عن النص أثناء حديثه، وأنه جامل كل الحاضرين بالقاعة، قائلاً على مرسي أن يبرهن للناس لماذا تطرق فى خطابه لأسماء لا علاقة لها بتظاهرات 30 يونيو مثل أحمد شفيق ومجدى عاشور ومكرم محمد أحمد وصفوت الشريف مضيفًا: «يبقى كده بيخدع نفسه». فات الميعاد وعلق محمود بدر مؤسس حملة “تمرد” على خطاب مرسى من على منصة التحرير قائلا:هذه الخطاب يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح فاليوم بعد نجاح حملة “تمرد” يأتى مرسى ليقول أنه سيشكل لجنة للنظر فى المواد المعترض عليها فى الدستور ونحن نرد عليه ونقول له ” فات الميعاد” . وأضاف بدر: أى قوى سياسية ستفاوض أو تجرى حوارا عن أى شىء غير الانتخابات الرئاسية المبكرة لاتمثلنا. كارثي وصادم كارثي وصادم بهذه الكلمات وصف المستشار عبد الله فتحى، وكيل أول نادى القضاة، خطاب مرسي وفي الوقت نفسه أهاب بالمجلس الأعلى للقضاء أن يكون له موقف حاسم من الإهانات والاتهامات الموجهة للقضاة،ووصف «فتحى» الخطاب بأنه «كارثى وصادم»، مؤكدا أن كل الخيارات مفتوحة للرد على هذه الاتهامات حتى لو كانت عقد جمعية عمومية طارئة، وأنه سيتم بحث اتخاذ الإجراءات اللازمة لأن القضاة فاض بهم الكيل من توجيه الإهانات والإساءات من حين إلى آخر. ووصف «فتحى» خطاب مرسى بأنه خطاب كارثى وصادم، وألقى الاتهامات على عواهنها دون أى احترام للقضاء وقدسيته، وقال إن القضاة لا يمارسون السياسة ولم يدخلوا طرفا فى أى صراعات سياسية. وبسبب الخطاب الذي طال النائب العام السابق المستشار الدكتور عبد المجيد محمود استشاطت حركة شباب القضاة والنيابة العامة، وقالت إن عبد المجيد لم يقصر في أداء واجبات وظيفته وقدم تقرير لجنة تقصي الحقائق الخاص بقتل المتظاهرين إلى المحكمة، وقالت بحسب بيان تلقت «اليوم» نسخة منه «يلوم مرسي المستشار عبد المجيد محمود على عدم تقديم وزير الداخلية ورئيس الوزراء كمتهمين في قضية موقعة الجمل متناسياً أن الدكتور عبد المجيد محمود والنيابة العامة ككل لم تتولى التحقيق أو إحالة المتهمين في هذه القضية للمحاكمة لأنها كانت تحت تصرف قاضي التحقيق، وقد تغافل عن أن نائبه الخاص « طلعت عبد الله» هو من تسبب في فوات مواعيد الطعن بالنقض على الحكم الصادر ببراءة المتهمين فيها». أقدام راسخة من جانبه قال المستشار اسامة ربيع رئيس محكمة استئناف القاهرة إن خطاب مرسي أظهر أنه قوي ويقف على أقدام راسخة ويثق في المؤسسات التي تعمل معه، وأنه يتطور وتزداد خبرته بمرور الوقت، وعليه أن يلتزم بما هو مكتوب حتى لا يقع في المحظور، وأن الرئيس أكد على حرصه على استقلال القضاء وعدم الزج به في المعترك السياسي ولكنه اخطأ عندما ذكر أسماء لم تثبت إدانتهم وإن كنت ضد ذكر الاسماء حتى مع الإدانه، لكن يجب أن نمد يد العون له لبناء مؤسسات الدولة. خطبة الوداع ووصف الفقية الدستوري الدكتور محمد نور فرحات الخطبة ب«الوداع» قائلا: « كانت طويلة حبتين والله يا مرسى هتوحشنا» مستنكراً في الوقت نفسه مهاجمته لقضاة بعينهم واتهامهم بالتزوير، وتابع أن يشن رئيس الدولة هجوماً على خصمه السياسى أحمد شفيق ويصفه بانه هارب من العدالة - متجاهلا حكم البراءة الذى صدر له- ولا يتحدث بكلمة واحدة عن هروب الرئيس واقطاب بجماعته من السجن بالتخابر مع قوى أجنبية وهو الأمر الذى أثبته حكم قضائى، كل هذا معناه اننا أمام ديكتاتور يكره القضاء كراهية شديدة ولا يطيق له وجودا، وأشار أن حتى هتلر لم يكن يجرؤ على الحديث عن قضائه بهذه الصورة، وأكد أن الخطاب تم اعداده بواسطة افراد محدودة الكفاءة فى شعبة المعلومات بالجهاز الخاص بالجماعة.