أنجزت دولة قطر الشقيقة انتقالا هادئا وسلميا ومخططا للسلطة بأسلوب حضاري وسلس، تحقيقاً لرغبة عاهلها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي سيذكره التاريخ القطري رجل بناء وعمل، وأنجز نقلة نوعية في البلد الشقيق مثلت فخراً للقطريين وزهواً لجميع الخليجيين، وواضح أن قطر سوف تستمر في ذات الأسس التي أرساها الشيخ حمد، طبقاً لتعهد أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه الأول أمس للمواطنين، ويسرنا أن تستمر قطر في طريق الإنجازات التنموية وترسيخ مكتسباتها، وقد عمت الطمأنينة مواطني دول الخليج، نظراً لانتقال السلطة في قطر حدث بالأسلوب الذي أنجز بأفضل ما يرام، لأن قطر هي الضلع السادس في كيان مجلس التعاون الخليجي الذي يأمل كل مواطن في الخليج أن يتحد التعاون، وأن تتحقق دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخية الغالية بتطوير مجلس التعاون كي يصبح كياناً واحداً موحداً، ولأن ما يحدث من خير وإنجاز في قطر وفي غيرها من دول الخليج، هو خير ومفخرة لجميع شعوب الخليج، وما يصيب قطر، وما يصيب غيرها من بأساء فهو مؤرق لكل أبناء الخليج، فأبناء الخليج وإن تشكلت بينهم الحدود والمنافذ، فهم متحدون وجدانياً واجتماعياً وفكراً ومصيراً. وينتظر المواطنون الخليجيون من أمير قطر الجديد الشاب أن يدفع باتجاه تطوير مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي يؤمن لجيله وللأجيال القادمة من شباب دول الخليج ومواطنيها وأراضيها، مستقبلاً أكثر وحدوية وأمناً وطمأنينة، بالنظر إلى أن الذئاب الطامعة تعوي على أبواب الخليج، والضواري الجائعة تكشر عن أنيابها العدوانية، إضافة إلى أن هذه المنطقة جذابة لأكثر الأطماع وأشدها شراسة منذ منتصف القرن الماضي، ولا تفرق بين بلد خليجي وآخر، وكلما تأخر مشروع الاتحاد، كانت هذه الأطماع أشد خطراً وأكثر إيلاماً. ولا يمكن تحصين المنطقة وتأمين مواطنيها وسلامة مستقبلها إلا باتحاد في كينونة واحدة. ولا يعدم قادة دول الخليج، ومنهم الزعيم القطري الشاب، إنجاز صيغة مناسبة يمكنها أن تجعل الاتحاد الخليجي حقيقة على الارض بعد أن استمر عقوداً حلماً في خيال كل مواطن خليجي. فالاتحاد إضافة إلى كونه مطلباً شعبياً خليجياً فهو المصير المنطقي والقدر المحتوم إذا ما أراد قادة دول مجلس التعاون تأمين هذه المنطقة والحفاظ على مكتسباتها وصيانة حدودها واستقلالها، وإعدادها لتكون أكثر صلابة وقدرة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي لا يعلم إلا الله مدى خطورتها وأين ستمد أذرعها ومخالبها، خاصة أن دولتين خليجيتين، على الأقل، هما الكويت التي تعرضت لمؤامرة إلغاء من الخارطة، والبحرين التي نجحت مبكراً في القضاء على مؤامرة مماثلة، وبلد ثالث على وشك أن ينضم إلى الخليج هو اليمن الذي عاثت فيه أذرع الفتن نزاعاً وفرقة وحروباً.