قبل عشرة أيام نقلت وسائل الإعلام المحلية خبر موافقة مجلس الشورى على توصية دراسة السماح لبعض شركات الطيران الخليجية بتسيير رحلات داخل المملكة، بعد ان فقد المواطن والمسؤول الأمل في ان تقوم الخطوط الجوية السعودية بتقديم خدمات مقنعة ومحترمة ومهنية لمواطني ومسؤولي ومقيمي هذا البلد على الرغم من الدعم الكبير الذي تحصل عليه من الدولة في صيغة أسعار الوقود المتدنية الذي حسب ما يتداول يصل إلى حد أن تكون شبه مجانية. خطوة فتح المجال الجوي السعودي لعدد من شركات الطيران الخليجي لخدمة بعض المدن السعودية لربما تواجهها نفس الصعوبات التشغيلية أو الربحية التي واجهت الخطوط السعودية والخطوط الجوية الوطنية الأخرى مثل "سما" و"ناس" وبخاصة في المحطات الجوية ذات حركة السفر المنخفضة أو غير المربحة. ومع ذلك أنا كمواطن أشجع وأدعم تنفيذ هذه التوصية بأسرع وقت ممكن لأنه حتى لو لم تنجح هذه الخطوة بنسبة كبيرة فهي لن تكون أقل مما تقدمه حالياً الخطوط السعودية! أضف إلى ذلك ان خطوة فتح المجال الجوي لطيران الخليج ستوفر لنا فرصة مقارنة خدمات هذه الخطوط مع خدمات طيراننا المحلي على أرض الواقع وهذا لربما يقودنا إلى اجتراح خطط وتوصيات استراتيجية شاملة تسهم بشكل سريع في حلحلة مشكلة النقل الجوي في المملكة ليس في مواسم العطل او الأعياد فقط وانما على مدار السنة. وما دام الحديث يدور في الوقت الحالي عن فكرة تطبيق الكونفيدرالية الخليجية لربما الشروع في تطبيبق تلك يعد من الخطوات التي تصب في هذا الاتجاه ولو بشكل غير ممنهج بعد. وعلى نحو متصل بذلك، ستنظم قطر في 2022 نهائيات كأس العالم في الدوحة وستكون بحاجة إلى توفير متطلبات لوجستية كبيرة جداً لضمان نجاحها في تنظيم نهائيات كأس العالم ومنها النقل الجوي. وبحكم قرب مطار الأحساء جغرافياً إلى قطر، لربما من المجدي اقتصاداً وتخطيطاً التفكير في السماح للخطوط القطرية بتسيير رحلات داخلية من مطار الأحساء إلى عدد من المدن السعودية كجدة والرياض والدمام مثلاً والعمل على تهيئة مطار الأحساء كمطار مساند للرحلات الجوية الدولية المستقبلية وذلك بالتنسيق مع مجلس الأعمال السعودي –القطري والغرفة التجارية الصناعية في الأحساء ونظيرتها في قطر. إضافة إلى ذلك ينظر إلى المناطق المحاذية لشاطئ العقير على انها مناطق استثمارية جذابة شاسعة وعذراء خاصة في مجال السياحة والميناء الجاف والمدينة الاقتصادية الجديدة. تفعيل الخدمات الجوية بكفاءة عالية سيعمل على نجاح هذه المشاريع وسيشجع الدول الخليجية الأخرى على الدخول في مشاريع استثمارية مشتركة يعود نفعها على كافة الأطراف خاصة اذا ما أخذنا في الحسبان الكثافة السكانية العالية لمنطقة الأحساء والقابلية الكبيرة لشباب وشابات الأحساء على التدريب والانخراط في كافة الوظائف المتاحة، تأسيساً على ثقافة العمل المتأصلة في المجتمع الاحسائي. [email protected]