ضمن خلطةٍ درامية خاصة تجمع بين التفاصيل الحياتية والاجتماعية من جهة، وتصاعد "الأكشن" والأحداث البوليسية المثيرة من جهةٍ أخرى، بالإضافة إلى تفاعلٍ ميلودرامي لخطٍّ غامض يستقي حبكته من "الماورائيات" المرتبطة بالحاسّة السادسة والغيبيّات، تعرض MBC خلال شهر رمضان المبارك مسلسل "نيران صديقة"، من قصة وسيناريو محمد أمين راضي، وإخراج خالد مرعي، وبطولة منّه شلبي، وعمرو يوسف، وكندة علوش، وظافر العابدين، ومحمد شاهين، وسلوى خطاب، وصبري فواز، وغيرهم. من جانبه تحدّث عمرو يوسف عن الدوافع التي كانت وراء قبول دوره في المسلسل قائلا : يجتمع في "نيران صديقة" مختلف عناصر العمل الناجح، ابتداءً من السيناريو الذي كتبه محمد أمين بأسلوب جديد ورائع، مروراً بالإنتاج الذي يديره طارق الجانيني بحماسته الكبيرة لإنتاج عمل مختلفٍ وغير تقليدي بالمعنى العام، وصولاً إلى وجود مخرج كبير بحجم خالد مرعي الذي يعدّ واحداً من أبرز المخرجين بالنسبة لي، وتابع يوسف : "أما طبيعة الدور الذي ألعبه فهو يُشكّل تحدٍّ لأي فنان، حيث تقوم شخصية "طارق يحيى" التي أجسّدها بتغيير ملامحها بشكل متكرّر طوال مراحل العمل، وهو ما يُمكّنني من التنويع والتلوين في أدائي لأقدّم شخصية مختلفة مع كل حالة، فعلى سبيل المثال يحلم طارق بأن يكون مخرجاً سينمائياً، ويشاء الله أن يصبح شيخاً في مسجد، مروراً بالعديد من المراحل التي تستمر خلال مشوارٍ قوامه نحو 20 عاماً، وختم يوسف بالقول : "الجميل في "نيران صديقة" أنك لا يمكن أن تصنّفه ضمن خانة الأعمال السياسية أو الاجتماعية أو "الأكشن" أو الرومانسي، فهو مزيج من هذا وذاك. بدورها وصفت الفنانة "رانيا يوسف" مسلسل "نيران صديقة" بقولها: "إن نَصَّ العمل الذي كتبه محمد أمين راضي هو أكثر من رائع، ولعلّ الاختلاف الذي يتميّز به عن باقي الأعمال الأخرى، التي اطّلعتُ عليها كان الدافع الأول لقبولي الاشتراك فيه، لا سيّما أنني قرأت العدد الأكبر من الأعمال التلفزيونية التي يتم تصويرها حالياً بحكم عرضها عليّ، لكنني وجدتُ في "نيران صديقة" اختلافاً جوهرياً سواءً في طريقة الكتابة وتناول الواقع، أو جرأة الطرح وتركيبة الشخصيات، بموازاة الفترة الزمنية للأحداث التي تمتدّ على مدى نحو 25 عاماً قبل الثورة، يُضاف إلى كل تلك العوامل وجود شركة إنتاج قوية تحت إدارة طارق الجانيني، وإدارة الدفة الإخراجية من قبل المخرج الكبير خالد مرعي الذي كنتُ أتمنّى العمل معه"، وحول علاقتها بفريق العمل وزملائها النجوم في المسلسل قالت رانيا: "من الصعب تكرار فريق عمل "نيران صديقة" ضمن مسلسل واحد، بدايةً من منّة شلبي التي سبق أن التقيتُ بها في مسلسل "حرب الجواسيس"، بالإضافة إلى كندا علوش، وعمرو يوسف، وظافر العابدين، ومحمد شاهين، والحقيقة أن جميعهم فنانون رائعون وهو ما يجعل جميع عناصر العمل المتكامل متوافرةً في هذا المسلسل الذي أتوقّع له النجاح" وعن دورها الذي تلعبه من خلال أحداث المسلسل، قالت رانيا : "يتطرّق المسلسل في أحد خطوطه الدرامية إلى رحلة النجومية والشهرة لممثلة صاعدة تدعى "نور"، ابتداءً من عملها بصفة "كومبارس" في بعض الأعمال الصغيرة، وصولاً إلى تحقيقها اسماً فنياً كبيراً جعلها تحظى بعلاقات استثنائية ونفوذ سياسي عبر أشخاصٍ جمعتها بهم المصالح المشتركة، بعضهم استغلّها وآخرون قامت هي باستغلالهم، وختمت رانيا: "اللافت في الدَور أن الكثيرين قد يجدون تقاطعاً في بعض الخطوط بين حياة " نور" من جهة، وحياة بعض الفنانات اللاتي يعشنَ بيننا اليوم من جهةٍ أخرى. من جانبه عبّر الفنان التونسي "ظافر العابدين" عن عميق سعادته بالعمل في "نيران صديقة" بمشاركة ممثلين وصفهم ب "النجوم المحبوبين من ذوي القاعدة الجماهيرية الكبيرة" ، وأضاف ظافر : "تكمُن عبقرية المؤلف محمد أمين والمخرج خالد مرعي في العديد من التقنيات الكتابية والإخراجية، منها مثلاً تقنية ال "فلاش باك" "flash back"، ما يجعل من الحُكم على شخصيةٍ ما في موقف معيّن أمراً مستحيلاً، نظراً لتغيّر الظروف المحيطة بتلك الشخصية عبر مراحل العمل، حيث يتمّ التعرّف على كل شخصية عبر التطرّق لها من عدة جوانب، ضمن تشويقٍ درامي رائع" ، وتابع ظافر واصفاً دوره في المسلسل، ومسلّطاً الضوء على تعاقب الأحداث فيه قائلا : "هناك الكثير من الجوانب المتغيّرة التي تؤثر على سلوك كل شخصية في العمل طوال 20 عاماً وأكثر، وهي الفترة الزمنية التقريبية التي ترسم ملامح الأحداث، وهذا ما يُعدّ بمثابة تحدٍّ كبير لأي ممثل، وبالنسبة لي أقدّم دور "رأفت"، وهو أحد الأصدقاء ال «6» الذين يرسمون أحداث العمل وخطوطه العريضة، ورغم انتماء رأفت لطبقة اجتماعية غنية تُمثّل الرأسمالية بطابعها البرجوازي، إلا أنه ميّال نحو الأفكار الشيوعية، ما يجعله دائم البحث عن واقع مغاير لذلك الواقع الذي يعيشه، حيث ينعكس هذا الأمر بالمحصّلة على علاقته ب "أميرة" التي تلعب دورها الفنانة "منّة شلبي" رغم انتمائها لطبقة فقيرة وبيئة شعبية، لنشهد بالتالي تضارباً بين مثالية الأفكار من جهة، وصعوبة تطبيقها على أرض الواقع من جهةٍ أخرى. الجدير ذكره إن أحداث "نيران صديقة" تدور على مدى حوالي 23 عاماً، وتتناول حياة 6 شبّان وشابات، تجمعهم الصداقة وتفرّقهم المصالح، وتتقاطع خطوط حياتهم في مفاصل محورية، حيث يمثّل كل منهم نموذجاً إنسانياً مختلفاً في نشأته وتطوّره وتفاعله مع المجتمع. أما العنصر البوليسي في الحبكة فيظهر من خلال إحدى الشخصيات التي يتّضح أنها مازالت على قيد الحياة بعد اعتقاد الأصدقاء أنها قد ماتت منذ سنوات في ظروفٍ غامضة، ليبدأ الجميع استلام رسائل مجهولة المصدر تُهدّد بفضح أعمالٍ ارتكبوها في الماضي. كما يلعب العنصر "الميتافيزيقي" دوراً في الحبكة الدرامية من خلال بعض التوقعات والصور الغامضة التي تتراءى لإحدى الشخصيات كرؤى مستقبلية لا تلبث أن تتحقّق لاحقاً. المسلسل قصة وسيناريو محمد أمين راضي، وإخراج خالد مرعي.