في خضم متابعتي لبطولة القارات هذه الأيام وتشجيع منتخبي المفضل البرازيل ذي القميص المرصع بخمسة نجوم جعلت الكثيرين ينطحنون قهرا وحسرة وبإذن الله في العام القادم في ذاك المكان والزمان يكمل عقده المضيء بالنجمة السادسة فيزداد الحساد حسرة على حسرات بإذن الله , المهم ما علينا , كما ذكرت أثناء متابعتي للبطولة , قرأت خبرا جعل عيني تزداد اتساعا وبحلقةً من شدة الدهشة والاستغراب , حيث يقول الخبر (الاتحاد الألماني يرسل مدرب المنتخب على رأس بعثة خاصة للبرازيل للتعرف على مناخ وأجواء البرازيل عن قرب تمهيدا لاستعدادات المنتخب لكأس العالم 2014م) أي قبل عام كامل من البطولة !!, يا جماعة هل قرأتم الخبر زين ؟ فضلا اقرأوه مرة اخرى !!. لن اقول منتخبنا ولا كرتنا ولا أنديتنا بل سأقول لكل رياضتنا .. كيف الحال ؟ فعلا بعد هذا الخبر قلت في نفسي ثم اسمعت من حولي وقلت حنا وين والدنيا وين؟. هذا الخبر يجعلك «تشيل من بالك» فكرة من سيدرب المنتخب الألماني بعد سنة لأنه موجود منذ سنوات وهذا الخبر تأكيد على استمراره , هذا الخبر يجعلك تتعجب كيف الناس هناك يخططون ويفكرون في أدق التفاصيل والتي لم ولن ومستحيل ومن غير الممكن أن تخطر في بالنا , هذا الخبر يجعلك تعلم وتدرك تماما أن الرياضة هناك ليست مجرد لعبة بل صناعة ومشروع بلد حاله حال الصحة والتعليم وغيرهما. حينما نصف منتخب ألمانيا بمنتخب الماكينات فلم يأت هذا الوصف من فراغ لأنهم بالفعل يفعلون كل شيء يخطر ولا يخطر ببالنا , حينما أشاهد لاعبي منتخب ألمانيا لا أحس أنهم بشر مثلنا بل أحس وكأنهم للتو خرجوا من المصنع عن طريق خطوط الانتاج. نحن قبل أي بطولة بأشهر لا نعلم من سيدرب منتخبنا أصلا فضلا عن تخبط هائل وكبير في منظومتنا الرياضية وبالذات اداريا , جداول سيئة للمباريات وتأجيلات عديدة بسبب وبدونه ,لجان ادارية تغط في الفشل , احتراف هش لا يملك من معانيه شيئا سوى الارقام الفلكية فقط , اعلام في غاية السوء من أناس يتصدرون مشهده دون ادنى درجات الامانة الاعلامية والنظرة المنصفة والحياد أشبه بتفكير مدرجات لكنه في وسط الصحف , برامج رياضية لا تحترم عقل المشاهد ولا مكانته واحداث تحصل بين الضيوف لا تحصل حتى في الاستراحات والديوانيات , شتم وقذف وتهجم واتهامات وتصفية حسابات شخصية , ضيوف يوهموننا بصورة برّاقة في التلفزيون ثم في حساباتهم الشخصية الاجتماعية تنكشف أقنعتهم وتسقط. فرق كثيرة تحسنت وتطورت كانت لا تقارعنا والآن تفوقت كلها علينا , من يذكر اليابان في الثمانينات الميلادية كيف كانت ؟ من يذكر سوريا والاردن ولبنان واستراليا وعمان قبل سنوات كيف كانت ؟ وماذا أصبحوا الآن ؟. بعد كل هذا أؤكد وأقول , حنا وين والدنيا وين ؟. الدليل على ما أقول هو حال رياضتنا الذي نعيشه الآن , منتخب هش ضعيف لا يملك الفوز على المنتخبات التي كان يفوز عليها بالاربعة والخمسة وبالتشكيلة الاحتياطية , فرق كثيرة تحسنت وتطورت كانت لا تقارعنا والآن تفوقت كلها علينا , من يذكر اليابان في الثمانينات الميلادية كيف كانت ؟ من يذكر سوريا والاردن ولبنان واستراليا وعمان قبل سنوات كيف كانت ؟ وماذا أصبحوا الآن ؟. قبل كل هذا التطور «السلبي» الاعلامي كان منتخبنا لعشرين عاما من 84م حتى عام 2000م طرفا ثابتا في نهائي كأس اسيا إما بطلا أو وصيفا وتأهل تواليا أربع مرات لكأس العالم وبعدها تراجعنا اضعاف ما تقدمنا للأسف , عظم الله أجرنا في رياضتنا وختاما أقول .. أجل ألمانيا مرسلين المدرب ليستكشف مناخ البرازيل عن قرب هاه !! رياضتنا كيف الحال ؟.بإذن الله ألقاكم الجمعة القادمة,في أمان الله.