أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض ؛ لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت أعيننا عن الغمض . فعلاً .. إنهم فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض ؛ زينة الحياة الدنيا وبهجتها ؛ هذا التعبير الصادق والدقيق ليس أصدق ولا أدق ولا أشمل ولا أعم منه «فلذات الأكباد» الهبة الإلهية والنعمة الربانية ؛ يختص بها الله من يشاء ويمنعها عمن يشاء ؛ فمن منُحت لهم ملكوا الدنيا ؛ وغيرهم الله وحده أعلم بحسرتهم ؛ فكيف بمن يفقدهم لا قدر الله بيده !!؟؟ سوء تصرف وعدم تقدير للمخاطر وإهمال غير مقصود حتى وإن كان فالأمر سيان ؛ الفاجعة واردة ؛ والمأساة مأساة .. شكراً لسلاح الحدود الأبطال الأشاوس فلولا عناية الله وتواجدهم اليقظ وتقديم الحملات التوعوية المكثفة في كل المناطق ولكل الفئات لتفاقمت المصائب ؛ ولما تقلصت حالات الغرق والمفقودين والإحصائيات تثبت . غياب الرقابة الأسرية وقلة وعي الأهالي وتهاونهم بمفهوم السلامة العامة العامل الرئيس في الكوارث فكثيراً ما نرى بعض الأسر تجلس على الشاطئ تتمتع بنزهة بحرية - من حقها - لكنها للأسف الشديد منشغلة بالأحاديث والشاي والقهوة معتمدة اعتماداً كلياً على الخادمات ؛ والنتيجة غفلة ثم ندامة !!!! غياب الرقابة الأسرية وقلة وعي الأهالي وتهاونهم بمفهوم السلامة العامة العامل الرئيس في الكوارث فكثيراً ما نرى بعض الأسر تجلس على الشاطئ تتمتع بنزهة بحرية - من حقها - لكنها للأسف الشديد منشغلة بالأحاديث والشاي والقهوة معتمدة اعتماداً كلياً على الخادمات ؛ والنتيجة غفلة ثم ندامة . زد على ذلك جهلهم بالسباحة والعوم ؛ وعدم تعليم أبنائهم هذه الرياضة الضرورية التي وصّى عليها سيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام ؛ وأسلوبهم للتعامل مع الأخطار الذي يفتقد لأي معرفة بهذه الرياضة ؛ بالإضافة لعدم التقيد باللوحات الإرشادية المنتشرة ؛ والاستهتار بحجم أهميتها الكبير ؛ وقلة اتباع النظم والضوابط وعدم اختيار الأماكن المناسبة للسباحة أو الصيد البعيدة عن التيارات البحرية والأمواج ؛ أضف إلى ذلك روح المغامرة والتهور عند بعض الشباب ؛ وأم الكوارث الإنقاذ العشوائي الذي يسبب غرق أكثر من شخص - حدث ذلك لعائلة أعرفها غرقت البنت فحاول الأب إنقاذها فغرق وغرق معه ابنه وابنته الأخرى - عائلة كاملة ابتلعتها مياه البحر بسبب الإنقاذ العشوائي ؛ كما أن التأكد من سلامة أدوات السباحة ضرورة مفروضة ؛ فكثيراً ما يحدث ما لا يُحمد عقباه عندما يعتمد الأهل على هذه الأدوات وتكون مقلدة أو رديئة الصنع . كلنا يدرك غدر البحر وأمواجه ويدرك التهامه لمن يجهل التعامل معه ؛ وكلنا يعرف أنه لا يفرق بين هاوٍ ومحترف ؛ وطفل وامرأة ورجل ؛ وبعبارة أوضح «البحر ليس له أمان» فكيف نستأمنه على أبنائنا غير المدربين على السباحة وعلى شبابنا المتهورين !!؟ والأكثر مأساة من الغرق «الأطفال المفقودون» - شكراً رجال الإنقاذ جهدكم بارز ومشكور وأجركم عند الله كبير إن شاء الله ؛ جهدكم موفق وأرقام النجاح تشهد . وحتى لا يُترك الحمل كله على أبطال الإنقاذ وحدهم أرى ومع احترامي للجميع ضرورة رفع سقف الوعي لدى الأسر من خلال تكثيف حملات التوعية التي تستهدف كل فئات المجتمع فأسباب الغرق تتحملها كل الأطراف .. الأسرة مسئولة والمدرسة مسئولة ووسائل الإعلام ؛ ومجالس الأحياء ؛الجميع مسئول عن التثقيف المستمر .. لا نريد أن نغامر بأرواح فلذات أكبادنا هذه الأمور لا مكان فيها لأنصاف الحلول فلذات أكبادنا أمانة نفتديهم بعمرنا فكيف نلقيهم بأيدينا للتهلكة ونجعلهم طعاماً للأسماك بإهمالنا لا سمح الله أو نُحرم منهم كمفقودين ؟ حفظهم الله من كل سوء. [email protected]