احتشد سوريون يقيمون في مصر امام سفارة بلادهم في القاهرة الاحد بعد يوم من اعلان الرئيس المصري محمد مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق. وطالب مرسي القوى العالمية يوم السبت بعدم التردد في فرض منطقة حظر جوي في سوريا. واغلقت ابواب السفارة بينما تجمع السوريون خارجها للحصول على وثائقهم وجوازت السفر الخاصة بهم. وقال سوري لم يرد نشر اسمه ان بالسفارة وثائق بحاجة للتوقيع مضيفا ان مهمة السفير هي مساعدة المواطنين لا خدمة النظام. واضاف ان السوريين بالقاهرة لا يريدون الاسد ولا السفير بل شخصا يرعى مصالح المواطنين. وعبرت سورية أخرى لم ترد نشر اسمها عن غضبها من قرار قطع العلاقات قائلة : إنه لا يؤثر إلا على السوريين المقيمين في القاهرة، وقال دبلوماسيون غربيون يوم الجمعة : إن واشنطن تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة فوق أجزاء من سوريا، لكن البيت الأبيض أشار في وقت لاحق إلى أن فرض حظر للطيران فوق سوريا سيكون أصعب بكثير مما حدث في ليبيا وأن ذلك الخيار لا يحقق المصلحة القومية للولايات المتحدة، وقالت روسيا حليف الأسد التي تعارض بقوة التدخل العسكري الخارجي في سوريا : إن أي محاولة لفرض حظر جوي باستخدام طائرات إف 16 وصواريخ باتريوت متمركزة في الأردن ستكون غير قانونية، وقال مهندس مصري يدعى محمد أحمد أمام السفارة : إن مصر سيأتي عليها الدور لتكون مستهدفة من الولاياتالمتحدة واسرائيل بعد العراق والسودان وفلسطين وسوريا، ولم تضطلع مصر بدور نشط في تسليح المعارضة السورية ، لكن مساعدا لمرسي قال الأسبوع الماضي: إن القاهرة لن تمنع المصريين الذين يريدون ان يقاتلوا ضد نظام الأسد في سوريا. تدمير «حسينية» للشيعة في دير الزور قال المرصد السوري لحقوق الإنسان : إن فصيلا مسلحا قام بتدمير دار عبادة تعود للطائفة الشيعية في محافظة دير الزور (شرق البلاد) قبل عدة أيام، وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أمس الأحد إن أشرطة مصورة أظهرت تدمير تنظيم ما يعرف ب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» حسينية للطائفة الشيعية في قرية «حطلة» بريف دير الزور الثلاثاء الماضي، وأضاف المرصد إن عملية التدمير جاءت بعد أن سيطر مقاتلون تابعون لقوات المعارضة السورية على القرية إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين سلحهم النظام السوري، وأسفرت عن مقتل 60 «شخصا من الطائفة الشيعية غالبيتهم الساحقة من المقاتلين»، بالإضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 10 من مقاتلي المعارضة، ودمرت قوات الأسد ومليشيا حزب الله الشيعية مئات المساجد السنية وعشرات الكنائس المسيحية في سوريا. على صعيد آخر أغلقت السلطات السورية أمس عدة مداخل للعاصمة دمشق ومنعت حركة الدخول والخروج منها بالتزامن مع تشديد أمني كبير، وذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن السلطات السورية أغلقت مدخل دمشق الجنوبي بالقرب من بلدة «صحنايا» ومنعت السيارات القادمة إلى المدينة من الدخول إليها. كما أغلقت مدخل دمشق بالقرب من منطقة «الربوة»، وأوضح عدد من الأهالي إن الحواجز الأمنية والعسكرية داخل العاصمة السورية شهدت استنفارا واضحا أمس ومزيدا من التدقيق والتفتيش للعابرين منها. دعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا كما أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليبو غراندي أمس الأحد في عمان ان الوكالة بحاجة ل «200» مليون دولار لمواصلة تمويل عملياتها للاجئين الفلسطينيين في سوريا للنصف الثاني من العام الجاري، وقال غراندي في مؤتمر صحفي : إن «الاونروا انضمت الى نداء الأممالمتحدة الأخير، سعيا لتأمين تمويل جديد لما تبقى من السنة، بمجموع يصل الى 200 مليون دولار امريكي»، وأضاف إن «هذا أمر حاسم بالنسبة للفلسطينيين في سوريا، إذ إنني أؤمن بان علينا ان نواصل العمل هناك، بل وتقديم الدعم للاجئين بقدر أكبر وأكثر انتظاما، خاصة تقديم المساعدات النقدية للمهجرين، مع استمرارنا بالطبع في مساعدة ممن ينزحون الى خارج البلاد، خاصة في لبنان»، وأوضح غراندي الذي زار سوريا الشهر الماضي ان «سبعة مخيمات من أصل 12 مخيما (من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا) أصبحت مسرحا للحرب، ولم يعد بامكان الاونروا الوصول اليها الآن»، وأشار الى ان «أكثر من نصف اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الاونروا في سوريا، ومجموعهم 530 الفا قد أصبحوا مهجرين، فيما نزح 15 بالمائة من اللاجئين الى خارج سوريا بما يشمل حوالي 60 ألف لاجىء توجهوا الى لبنان»، وقال: «لدي انطباع واضح ان الصراع قد أفرز الآن أزمة خاصة للاجئين الفلسطينيين وان الفلسطينيين في سوريا يمكن اعتبارهم مجتمعا مهددا بالخطر»، وحسب غراندي فان «البعد الفلسطيني للحرب في سوريا يحمل سمات مقلقة أخرى»، مشيرا الى ان «عددا قليلا جدا من اللاجئين الفلسطينيين تورطوا في القتال، فيما تنشد الغالبية العظمى من اللاجئين ان يتركوا بسلام فحسب في هذا الصراع الدامي الذي يدمر البلد الذي استضافهم بسخاء لمدة 65 عاما». وكان غراندي صرح في 22 مايو الماضي بأن النزاع السوري المستمر منذ أكثر من عامين تسبب بتهجير نحو ثلاثة أرباع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من مخيماتهم، وقال غراندي في حديث خاص لوكالة فرانس برس : «هناك 530 الف فلسطيني مسجلين في مكتب الوكالة في سوريا»، مشيرا الى ان «70 الى 80 بالمائة منهم مهجرون الآن» بسبب النزاع في البلاد، وجدد المفوض العام مناشدته «الحكومة والمعارضة المسلحة احترام حيادية المخيمات»، داعيا الفلسطينيين كذلك الى عدم التورط بالنزاع السوري، وقال: «هم لاجئون في سوريا وعليهم ان يبقوا حياديين والبقاء خارج نطاق الصراع وألا ينخرطوا في الاقتتال».