تأتي الإجازات على العاملين في قطاع التعليم كفترة للترويح والاستجمام ولكنها تكون بمثابة القلق والجحيم الذي لا يطاق على معلمي ومعلمات المدارس الأهلية بل على موظفيها بشكل عام، وذلك بسبب ما تتخذه هذه المدارس الأهلية من قرارات جائرة تتمثل في حرمانهم من رواتبهم أثناء الإجازات!، وبهذا فالإجازة لدى العاملين في المدارس الأهلية هي فترة للقلق نظير ما يمر به أولئك الموظفون من ظروف مالية تحرمهم من رواتبهم قرابة الثلاثة الأشهر. يقول أحمد العزي – معلم في إحدى مدارس الدمام الأهلية – لم تمر موافقة التأمينات الاجتماعية بشأن دفع نصف الراتب للمعلم مرور الكرام على مالكي المدارس الأهلية بل وجدوا في هذا القرار متنفساً لهم لأخذ مخصصات المعلم المالية بدون وجه حق، فنحن معلمو المدارس الأهلية نعمل بأكثر من جهدنا طيلة العام الدراسي ونجتهد في إرضاء ملاك المدارس الجشعين من خلال أدائنا المتميز إلا أننا نصطدم بعقبة النظرة المادية المقيتة التي يعاملنا بها ملاك هذه المدارس، فبأي حق تحرمنا هذه المدارس رواتبنا في إجازة الصيف وصندوق الموارد البشرية قد كفل لنا حقوقنا حتى في فصل الصيف، ولماذا لا توجد هذه النظرة المادية السيئة لدى الكثير من الشركات الخاصة. أما نورة السبيعي فتقول: أعمل منذ أكثر من 10 سنوات معلمة في إحدى المدارس الأهلية ولم أجد خلال مسيرتي هذه التعامل الحسن والتقدير، بل إن النظرة المادية طاغية على ملاك هذه المدارس والحسم هو أفضل شيء يبدعون فيه ويأتي الصيف علينا كأسوأ المواسم حيث تتوقف رواتبنا وتحسب علينا الساعات وكأننا في محاكمات للانتقام وليس في محاضن تربوية تعلم المجتمع التعاون والتعاطف والتراحم، فهذه العبارات لا تعدو أن تكون عبارات مثالية يتشدق بها أغلب ملاك المدارس أمام المسؤولين ولكن في الأمور المالية فهم أشبه بمن ينتقم منّا في قضايا الخصم، وإنني من هذا المنبر أتساءل أين حقوقنا نحن كمواطنات موظفات في قطاع خاص يكاد يمص دماءنا بتعامله المادي الذميم. ويذكر أحمد عبدالله – مرشد طلابي في إحدى المدارس الأهلية – أن صندوق الموارد البشرية تكفل بدفع نصف الرواتب والنصف الآخر على المؤسسة التعليمية الأهلية التي نعمل فيها إلا أنه وفي فصل الصيف تحرمنا المدارس الأهلية من رواتبنا، وتساءل أحمد قائلاً: كيف نعول أسرنا في الصيف وكيف نقضي إجازاتنا كبقية الموظفين إذا كنا ننتظر الإجازات بنفسيات ملؤها القلق والتوتر. ويشير خالد القرني – معلم في إحدى مدارس الخبر الأهلية – الى أن معلم المدارس الأهلية لا يستلم سوى ستة أشهر من راتبه، فهو نصف السنة بدون راتب، وذلك لأن العام الدراسي متقطع بالإجازات سواء أكانت النصفية أو إجازات الأعياد أو نهاية العام الدراسي، وهذا ما يجعل معلمي ومعلمات المدارس الأهلية يناشدون بالتدخل من قبل وزارة العمل أو وزارة التربية والتعليم لحل هذه المشكلة وإيجاد حلول ترضي المعلمين لاسيما وأن أغلبهم متزوجون ولديهم أسر والتزامات مالية سواء في الإيجار السنوي أو الأقساط الشهرية وغيرها. وللوقوف على تفاصيل هذه القضية ذكر ل"اليوم" مساعد مدير إدارة التعليم الأهلي والأجنبي بتعليم المنطقة الشرقية عوض المالكي أنه بالنسبة لدعم رواتب المعلمين والمعلمات السعوديين في المدارس الأهلية فإن ذلك ضمن خطوات إجرائية لتنفيذ الأمر الملكي الكريم رقم أ/121 وتاريخ 2/7/1432ه الذي نص في البرنامج الخاص على سعودة وظائف التعليم من خلال زيادة رواتب المعلمين والمعلمات السعوديين في المدارس الأهلية إلى 5600 ريال، وقد بدأ ذلك من خلال تسجيل المعلمين والمعلمات في موقع صندوق الموارد البشرية وتوقيع المدرسة على الاتفاقية الشاملة بالدعم بالإضافة إلى توقيع عقد العمل الموحد المعتمد من وزارة العمل بين المدرسة الأهلية والمعلم أو المعلمة وعليه فإن أي خلاف ينشأ حول بنود العقد فإن المرجع فيه وزارة العمل وهي الجهة المعنية بعقود العمل وما يطرأ من خلاف حول بنود العقد أو مخالفة فقراته، ونحن في وزارة التربية والتعليم نعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية الاخرى بهدف تحقيق استقرار المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية وتجويد العمل فيها.