كما يقال «من الذكاء أن تكون غبيا بعض الوقت» ولكن ليس غباء فاضحا كالذي قام به جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» بنشره إعلانات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو فيها إلى تجنيد عملاء له في الدول العربية، وذلك بالطبع بغض النظر عن أي فكرة للعمالة لدى الذين يستهدفهم الجهاز الإسرائيلي، خاصة وأن له سوابق كثيرة في تجنيد عرب بعدد من الدول لصالح دولة إسرائيل مقابل ابتزاز أخلاقي أو إغراء مادي، وذلك من الأدوات المعتادة والمعروفة في عالم الجاسوسية. واحدة من أسوأ إشكالياتنا في العالم العربي هو سقوطنا في فخ الوهم حول الأساطير الإسرائيلية فيما يتعلق بالقدرات العسكرية والاستخباراتية، فتلك القدرات ليست مرعبة كما يفهم كثير منا، ودولة إسرائيل المحتلة هشة ونسيجها الاجتماعي أكثر هشاشة، وهم يعيشون في قلق ورعب دائم، ويتأثر اقتصادهم سلبا بأي مواجهة عسكرية أو اضطرابات أمنية كما حدث في الانتفاضتين الأولى والثانية، والمحصلة أنها دولة طارئة في المنطقة ولا يمكنها أن تخوض حربا طويلة مع أية دولة. الحاجة التجسسية والاستخباراتية للكيان الصهيوني تؤكد عدم استقرارها وقلقها الدائم، ولكن من المؤسف أن يكون هناك غير شرفاء في أوساطنا العربية يمكن أن يبيعوا أنفسهم وضمائرهم لعدو مغتصب ومحتل يستحوذ على القدس ويعيث فيها فسادا الحاجة التجسسية والاستخباراتية للكيان الصهيوني تؤكد عدم استقرارها وقلقها الدائم، ولكن من المؤسف أن يكون هناك غير شرفاء في أوساطنا العربية يمكن أن يبيعوا أنفسهم وضمائرهم لعدو مغتصب ومحتل يستحوذ على القدس ويعيث فيها فسادا بخرافات ودجل عقدي متناقض مع منطق التاريخ وحقائقه، وهناك بالفعل من يسقطون في فخ الارتزاق ويبيعون معلومات للموساد مقابل دولارات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولنا أن نتخيل أن ثمن المعلومة التي باعها عميل للاستخبارات الإسرائيلية تحدد موقع وجود الشيخ أحمد ياسين كان مائتي دولار فقط انتهت باستشهاد الشيخ المقعد. قد يجد الإعلان الإسرائيلي هوى لدى بعض أصحاب النفوس الضعيفة، وقد يفكرون في المقابل المادي الذي يمكن أن يحصلوا عليه، من واقع أن هذا أو ذاك عاطل ولا طموح أو هدف له في الحياة، ولذلك قد أسحب انطباعي الأول بأنه قمة البجاحة والوقاحة والاختراق النفسي والذهني للعقل العربي، وواضح أن الرعاع الإسرائيلية يعرفون ما يفعلون ولا يجدون حرجا أو مشكلة في طلب جواسيس بصورة علنية ومباشرة، خاصة إذا ما نظرنا الى عنوان الحملة التي تم إطلاقها وهو «مع أعداء كهؤلاء... تحتاج إلى رفاق»، وجاء في الإعلان «إذا كانت لديك جرأة وحكمة وذكاء يمكنك التأثير وتحقيق رسالة وطنية وشخصية، وإذا كان في وسعك أن تثير انفعالات وتحفز الناس، إذا كنت تتميز بكل هذا، فإن جهاز الموساد مفتوح أمامك..وضعوا معي خطوطا حول «مع أعداء كهؤلاء» فهي خطاب يفترض أن يوجه الى الإسرائيليين وليس للعرب الذين لا يعقل أن يكونوا أعداء أنفسهم، فضلا عن أن حكاية تحقيق رسالة وطنية وشخصية مطلوب لها عقل غير عقول العالمين لكي يتم فهمها، فأين الوطنية في استعداء أوطاننا ومجتمعاتنا وبيعها وتقديمها على طبق من ذهب للصهاينة وهم يقتلوننا ويذبحوننا ويحرقون الحرث والنسل.. هؤلاء الإسرائيليون في أسوأ هذيانهم العقلي إذا ما تيقنّا أنه لا يوجد لدينا مرضى نفسيون كثيرون يمكن أن يفكروا مجرد التفكير في مصافحة صهيوني يتربص لقتلنا واستباحة أمننا، وهم أغبياء بالفعل أن يحصلوا على عملاء لا تدسهم الاستخبارات العربية . maaasmaaas @ : twitter