أكد باحثون وخبراء في التربية أن تحقيق التربية السليمة في الأبناء والبنات منذ التنشئة الأولى هو الذي يحقق الاعتدال والوسطية في حياتهم ويحقق صفات الخير والتعاون النبيل في المجتمع وبها تنجح المشاريع التنموية في الأمة. وأوضحوا أنه على المسجد والأسرة والمدرسة الرفع من كيان ثقافتنا الدينية وذكروا مؤكدين على تربية النفوس ثم تربية الأبناء لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وأنه لابد من التربية على الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة. وفي هذا الاستطلاع سوف نرى توضيحا لأهمية ما بنى عليه أهل الخبرة والإطلاع آراءهم في تربية الجيل الصالح، المفيد لنفسه ولوطنه ولأمته وفي تنشئة الجيل تنشئة سليمة. حقوق الأبناء فقد عبر الباحث الدكتور محمد رواس قلعه جي بأن الأولاد لهم حقوق على الآباء وتعتبر هذه الحقوق أمانة فليس لأولياء الأبناء تضييعها أو التقصير فيها. وقال: إن رب العزة والجلال أوجب اداء الأمانة بقوله: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) فلابد من إرشادهم وتعليمهم وتهذيبهم. كما امرنا ربنا سبحانه في القرآن بحفظ الابناء وحسن تربيتهم فقال: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) وهذه الأمانة تتمثل بالمسؤولية على جميع الآباء خاصة وان النبي صلى الله عليه وسلم قال «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..» وأبان بأن الرعاية للأبناء وتوجيههم حق على آبائهم فما من مجرم أو صاحب سابقة إلا وتجد تقصيرا من والديه في تعليمه وتربيته ورعايته وهم السبب في تركه في حقل الإجرام والسرقة والاعتداء على حقوق العباد. وأضاف بان هناك من يربون أولادهم على سلاطة اللسان والتطاول على الآخرين والكذب وهذا طبعا خلل كبير في التربية. وأضاف القلعه جي بأن الدين وتعاليمه هي المخرج الوحيد الذي يحقق الاعتدال والأمان للمراهقين من الضغوط النفسية والانفعالات. الإعانة على البر وبين الأضرار الناتجة من حرمان الأبناء من العطف والرعاية والانشغال عنهم وقال هو نوع من التقصير في تربيتهم ودعا إلى تلبية رغباتهم مستدلا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «رحم الله والدا أعان ولده على بره». وحذر من القسوة عليهم بضربهم أو تأنيبهم عند كل تقصير دون إرشاد لهم أو تعليم. ودعا إلى الحوار معهم وأخذهم إلى الصواب بالكلمة الطيبة والإجابة على تساؤلاتهم بحكمة وروية ثم أكد على العدل بين الأولاد والمساواة في المعاملة قال عليه الصلاة والسلام «اعدلوا بين أولادكم» حتى لا يكون هناك حقد أو حسد بينهم. ودعا إلى تزويج من هو أهل للزواج من البنين والبنات حتى يحافظ عليهم من الفتن والمغريات والانحراف وتزويج البنات بصاحب الخلق والدين وتزويج الأبناء بصاحبات الخلق والدين أيضا. حياة الصحابة ولنذكر أمام أبنائنا وبناتنا قصص الصحابة الكرام والصحابيات ليكونوا قدوة لهم.. قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود: من كان متأسيا فليتأس باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما، وأقلها تكلفا وأقومها هديا وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه فاعرفوا فضلهم واتبعوا في آثارهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم. أولى الصفات التي يجب أن نتابعها مع أولادنا هي صفة الصدق هذه الصفة التي يحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم رعايتهم ضرورة من جهته شدد الشيخ خالد الرشودي رئيس المحكمة الجزئية با لخبر على رعاية الابناء وهم صغار وعدم إهمالهم وأوضح ضرورة تعليمهم فرائض الدين وسننه وآدابه وتعويدهم وسطيته و اعتداله وتأديبهم على ذلك حتى يكونوا مثال المؤمن الصالح الخادم لوطنه. الصفات الحسنة وحول التنشئة الحسنة للأبناء وتعويدهم على العادات الطيبة قال: إن أولى الصفات التي يجب أن نتابعها مع أولادنا هي صفة الصدق هذه الصفة التي يحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا ما وجدنا من ابنائنا من يكذب فعلينا أن نعرف الدوافع التي دعتهم للكذب لا أن نضربهم و نعنفهم كما يفعل الكثير من الأمهات والآباء. وحتى الأخطاء التي تصدر من أحد الأطفال وحتى الكبار لابد من إرشادهم إلى فهم الصحيح للأمور وهكذا نعودهم على الصفات الحميدة. الإرشاد والتعليم وفي قصة الأعرابي الذي بال في المسجد مثل واضح قام إليه الصحابة ليزجروه عن فعلته لكن نبينا صلى الله عليه وسلم أتى به فقال له: «إنما بني هذا البيت لذكر الله والصلاة وإنه لا يبال فيه» ثم دعا صلى الله عليه وسلم بالماء فأفرغه عليه. يقول الأعرابي بعد أن أفهمه صلى الله عليه وسلم حقيقة المسجد: قام النبي صلى الله عليه وسلم إلي بابي هو وأمي فلم يسب ولم يؤنب ولم يضرب.