الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام، وجعلنا أمة القرآن، وبعث إلينا خير الأنام سيدنا محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام، ولاشك أننا عندما نقف عند جوانب من تلك السيرة النبوية العطرة ومنها مولده الشريف الذي أطل على الكون نورا وضياء وجعله رحمة للعالمين وكلما دار القمر دورته وأهل شهر ربيع الأول على الكون مزهوا بليلة الثاني عشر منه، تعطرت الآفاق بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأخذ الملايين من المسلمين في كل بقاع الأرض يذكرون مولده صلى الله عليه وسلم، ويطالعون سيرة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، ويتتبعون مناقبه وصفاته، وأنه النبي الأمي الذي تكاملت في ذاته الإنسانية جميع الصفات الكريمة الكاملة.. والأخلاق الحميدة.. والشمائل العالية، وسمت حتى تجاوزت حدود الزمان والمكان، فكان المثل الأعلى، وكان كما قال فيه العليم الخبير: (وإنك لعلى خلقٍ عظيم). ولا شك أن أفضل أنواع الاحتفاء بهذا المولد الشريف هو قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم، وربط الناشئة بها، وتعليم الأطفال وتربيتهم على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومتابعة سيرته وسيرة آل بيته الطيبين الطاهرين وخلفائه الراشدين.. وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. والحق أن من الواجب تعويد الأبناء على قراءة السيرة النبوية الشريفة ليس في هذا اليوم فقط، بل في مختلف أوقات العام، فهذا أدعى لغرس هذا التاريخ المجيد في أذهانهم وتعلقهم به.. وكذلك ربطهم بالسنة المطهرة، وتعويدهم على قراءتها على قدر ما تستوعب عقولهم.. تماما كما نفعل في موضوع قراءة القرآن الكريم وترتيله وربط الناشئة به.. وأفضل ما نعمله في هذا وذاك اتباع سنته، صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به وبصحابته الكرام والتابعين ومن اتبعهم بإحسان. وعلينا أن نذكر أن الفرح به، صلى الله عليه وسلم، مطلوب في هذا اليوم وفي سائر الأيام بأمر القرآن الكريم حيث يقول الله سبحانه وتعالى (قل بفضلِ الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).. فالله أمرنا أن نفرح بالرحمة المهداة منه سبحانه والنبي، صلى الله عليه وسلم، أعظم رحمة فقد أرسله الله رحمة للعالمين وجاء النص القرآني واضحا جليا (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). فما أجمل أن نتوقف لحظات في هذا اليوم المجيد لنتذكر جوانب هذه السيرة الخالدة لهذا النبي الذي شهد له الله عز وجل بأنه يهدى إلى صراط الله المستقيم: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وأنه الأسوة والمثل الأعلى لأمتة خاصة وللعالمين جميعا. وختاما، فإنني من الذين يشعرون بأن من حق هذه الأجيال علينا أن نربطها بسيرة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وأن نغتنم المناسبات لنعلمهم جوانب من تلك السيرة المشرقة التي كلما قرأوها أضاءت لهم الطريق لسيرة هذا الحبيب الذي أحبه الله، وأمرنا بحبه والسير على نهجه وجعله القدوة والأسوة الحسنة إلى يوم القيامة. عليك أفضل الصلاة والسلام يا سيدي يا رسول الله.. ياسر محمد عبده يماني