تتواصل معاناة المنتخبات العربية في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في البرازيل عام 2014، مع تقلص آمالها بنسبة كبيرة في امكانية المشاركة في هذا العرس العالمي. تخوض خمسة منتخبات عربية غمار الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية، هي قطر ولبنان في المجموعة الأولى، وعمان والأردن والعراق في الثانية. وقبل الجولة التاسعة والأخيرة من التصفيات المقررة في الثامن عشر من الشهر الجاري، تبخر حلم منتخبي قطر ولبنان اللذين يحتلان المركزين الأخيرين في المجموعة الأولى، في حين ان بصيص الأمل العربي في الثانية ينحصر بمنتخبي عمان والأردن. وحسب لوائح الفيفا، ينظر أولا الى عدد النقاط، وفي حال التعادل يؤخذ بالاعتبار فارق الاهداف، ثم اكبر عدد من الاهداف المسجلة، وبعدها ينظر الى نتائج المواجهات المباشرة. وبالاستناد الى هذه المعايير، فان كلا من منتخبي عمان والاردن اللذين يلتقيان في مباراة مصيرية في الجولة الأخيرة في عمان، الذي ما يزال يملك فرصة ان لم يكن بالتأهل المباشر عبر حجز البطاقة الثانية الى جانب اليابان، فباحتلال المركز الثالث وخوض الملحق. وتلتقي استراليا في الجولة الأخيرة مع العراق في سيدني. وتتصدر اليابان المتأهلة ترتيب المجموعة برصيد 17 نقطة، مقابل 10 لاستراليا التي هزمت الاردن 4-صفر في ملبورن، و9 نقاط لعمان التي ارتاحت في الجولة الثامنة، و7 نقاط للأردن، و5 نقاط للعراق الذي فقد أية فرصة بالتأهل المباشر او بخوض الملحق بخسارته امام اليابان صفر-1 في الدوحة. وسيكون فوز استراليا على العراق كافيا لها لمرافقة اليابان الى النهائيات في البرازيل، وسينحصر امل عمان والاردن بالتالي باحتلال المركز الثالث وخوض الملحق، اما في حال تعثرها وفوز عمان، فان منتخب السلطنة سيحقق انجازا تاريخيا بتأهله الى المونديال للمرة الاولى. ويكمن أمل الأردن بالفوز على عمان بفارق كبير من الاهداف، وخسارة استراليا امام العراق، لكن حظوظه على الارجح تنحصر بالملحق في حال فوزه، نظرا للفارق الكبير من الاهداف مع استراليا. ويخوض صاحبا المركز الثالث في المجموعتين الاولى والثانية ملحقا من مباراتين ذهابا وايابا، ويلتقي المتأهل فيه مع خامس اميركا الجنوبية في ملحق آخر لتحديد المنتخب الذي سيشارك في المونديال. وحتى الآن، يبدو ان خامس تصفيات اميركا الجنوبية ينحصر بين منتخبي الاوروجواي وفنزويلا، ما يجعل الفرصة العربية صعبة جدا. وقد اهدرت المنتخبات العربية في القارة الآسيوية العديد من النقاط في مشوار التصفيات، خصوصا في المباريات التي اقيمت على ارضها، وتبخرت احلامها تدريجيا في امكان العودة الى اهم عرس كروي في العالم بعد ان غابت عن مونديال 2010 في جنوب افريقيا للمرة الاولى منذ عام 1982. وكان منتخب الكويت اول من فتح الطريق امام عرب آسيا عندما تأهل الى مونديال اسبانيا عام 1982، ولحقه منتخب العراق بمشاركته في مونديال مكسيكو 1986، ثم منتخب الامارات في مونديال ايطاليا 1990. وبدأت بعد ذلك حقبة المنتخب السعودي الذي قدم اسماء لامعة تعاقبت على صفوفه وضمنت له مكانا بين الكبار في اربع مونديالات متتالية، في الولاياتالمتحدة عام 1994 (بلغ الدور الثاني)، وفي فرنسا 1998، وفي كوريا الجنوبيةواليابان 2002، وفي المانيا 2006.