قضت الاصابة التي تعرض لها المهاجم محمد السهلاوي خلال تدريبات الاخضر بمعسكر الدمام على احلام اللاعب بالتواجد للمرة الاولى في المحفل الآسيوي والذي سينطلق في العاصمة القطرية الدوحة في السابع من يناير المقبل ويستمر حتى التاسع والعشرين منه .
واظهرت فحوصات الاشعة التي خضع لها مهاجم المنتخب السعودي محمد السهلاوي الخميس الماضي في احد مستشفيات الدمام عدم اصابته بالرباط الصليبي بعدما تداولت وسائل الاعلام خبر اصابته بالرباط الصليبي وهو ما كان يهدد بغياب اللاعب لفترة لن تقل عن 6 اشهر بأي حال من الاحوال واظهرت الفحوصات ان الاصابة عبارة عن كدمة قوية بالركبة. وسيخضع السهلاوي لراحة اجبارية لمدة اسبوع كامل وسيغيب عن التدريبات مع عدم لمس الكرة خلال تلك الفترة . وتسببت الاصابة في استبعاد السهلاوي من القائمة النهائية المشاركة في نهائيات كأس آسيا . حالة من الارتياح سادت عشاق النصر والاخضر لعدم اصابة السهلاوي بالرباط الصليبي الا انها ابدت حزنها على عدم تواجد اللاعب في تشكيلة الاخضر النهائية المغادرة الى الدوحة لمعرفتها الجيدة بمدى ما يمثل اللاعب من ثقل على خارطة هجوم الاخضر ونظرا للخبرة الدولية التي يتمتع بها اللاعب لتدرجه في منتخبات الشباب والاولمبي وحتى المنتخب الاول اذ خاض معه عددا من التجارب. دخل السهلاوي أبواب القادسية أول مرة، وهو يرتعد، ففي هذا النادي لا اسم يعلو في ذلك الوقت على اسم ياسر القحطاني، ولذلك شعر بأن الأمور لا تبدو حسبما تصورها، بيد أنه وفي غضون أسبوع واحد استطاع أن يجعل اسمه يرن داخل النادي ما دفع مدرب الفريق الأول آنذاك التونسي أحمد العجلاني لإشراكه مع الفريق الأول الذي كان يعج بالمهاجمين وفي مقدمتهم ياسر القحطاني، وعلى الرغم من انه لم يأخذ فرصته مع الفريق الأول لصغر سنه لكنه استطاع أن يفجر موهبته مع فريق الشباب ليقتحم من خلاله وفي ذات العام "الأخضر" الشاب ومنه للمنتخب الأولمبي.
حالة من الارتياح سادت عشاق النصر والاخضر لعدم اصابة السهلاوي بالرباط الصليبي الا انها ابدت حزنها على عدم تواجد اللاعب في تشكيلة الاخضر النهائية المغادرة الى الدوحة.
بعد موسمين فقط، وتحديدا في موسم 2006 اقتحم السهلاوي تشكيلة الفريق الأول وقد ساعده على ذلك انتقال القحطاني للهلال ليتحمل مسؤولية الهجوم القدساوي إلى جانب زميله في الفريق يوسف السالم، وكان الفريق آنذاك يعيش وضعا فنيا وإداريا صعبا كاد يعصف ببقائه في الدوري الممتاز، لكنه تجاوز محنة الهبوط إذ تشبث بالبقاء، لكنه عاد بعد موسم واحد ليعيش أسوأ مرحلة له على الإطلاق حينما تعاقد النادي مع المدرب البرتغالي أولينهو الذي ذاق معه السهلاوي الأمرين بإبقائه له على مقاعد الاحتياط رغم انه كان يقود هجوم المنتخب الأولمبي، ورغم إقالته والتعاقد مع العجلاني مرة أخرى إلا أن الفريق وقع صك الهبوط للدرجة الأولى. وأسهم هبوط القادسية في تسابق الأندية على الرغبة في الفوز به، لكن إدارة الياقوت التي فرطت في اكثر من لاعب آنذاك كالسالم والطريدي والغوينم تمسكت بالسهلاوي الذي كان يلعب هاويا، غير أنها أعارته للفتح لمدة شهرين، ساهمت في توتر العلاقة بين اللاعب وناديه حيث رفض العودة من جديد قبل أن يسوي رئيس النادي الجديد عبدالله الهزاع الخلاف مع اللاعب بتوقيع عقد معه بقيمة 3 ملايين ريال، ليعود متألقا من جديد فيحصد لقب هداف دوري الدرجة الأولى ويقود ناديه للصعود لدوري المحترفين ، ليفتح ذلك الباب لصراع جديد بين عدد من الأندية في سبيل التعاقد معه، ليكون النصر السباق في الفوز به حينما دفع "32.5 مليون ريال"، وهو المبلغ الذي سال له لعاب إدارة القادسية لتبادر بتقديم ورقة فك الارتباط مع السهلاوي، وهي الورقة التي شهدت توقيع أكبر صفقة في تاريخ الرياضة السعودية.
ولم يدر بخلد محمد السهلاوي أن القدر كان يخبئ له أن يكون في يوم من الأيام أغلى لاعب في تاريخ الرياضة السعودية، وهو الذي أبصر الحياة يتيما، إذ ما كاد يتلمس طريقها إلا وقد سمع نحيب أسرته يهز أركان منزلهم الصغير في مدينة الهفوف بالأحساء حزنا على وفاة والدهم إبراهيم السهلاوي. ظلام اليتم كان كافيا لأن يضيع الطفل محمد في دهاليز الحياة، الا ان القدر ساقه الى التألق على الملاعب الخضراء .