الجنادرية... تلك الكلمة التي ارتبطت بأكبر تظاهرة ثقافية تراثية تأصيلية لعادة وثقافات كل مناطق المملكة العربية السعودية، تظاهرة تجمع كل عادات وتقاليد ومميزات مناطق المملكة في مكان واحد، تظاهرة يلتقي فيه الحبيب بحبيبه، أعني بذلك فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بالشعب السعودي الكريم بكل أطيافه ومستوياته. نعم... هكذا تكون المهرجانات، مهرجانات تأصيلية جامعة تركز على التراث، تجمع وتزاوج بين العادات والتقاليد والتقنية الحديثة تقرب الحاكم بالمحكوم، تنشر بين أرجائها نفحات المحبة، وترسخ لمبدأ أن الوطن للجميع وأن كل الشعب أسرة واحدة من مشرق الوطن لغربه ومن شماله لجنوبه، مهرجان تشم فيه رائحة البحر الشرقي مختلطا بشموخ جبال نجد. يحق لنا أن نفخر بمهرجان أصبح بصمة واضحة المعالم من بصمات الحركة الثقافية في المملكة، مهرجان جمع بين الحداثة والعراقة والتأصيل والتمثيل والثقافة، مهرجان جمع بين كل أطياف المجتمع السعودي في لوحة وطنية يغبطنا عليها الكثير.نظرة عن كثب ... حينما ننظر عن كثب إلى فلسفة مهرجان الجنادرية، فإننا بلا شك نرى الانصهار المكاني والزماني في هذا المهرجان، حيث تم استحضار تلك العادات والتقاليد من شتى مناطق المملكة، ما يؤهل هذا المهرجان لأن يؤصل وبقوة لعاداتنا وتقاليدنا التي اندثرت شيئاً فشيئاً مع دخول المملكة لعالم الحداثة والمدنية والتطور، من هذا المنطق بالضبط تكمن قوة الجنادرية. فالجنادرية ليست تجميع لبعض التصاميم القديمة أو استحضار لبعض القصائد التي كان يتغنى بها آباؤنا وأجدادنا، بل هو منظومة كبيرة من عمليات معقدة ارتكزت على موروث غال على الشعب السعودي، مع مراعاة التنوع في هذا الموروث، ولهذا نجد أنه لكل منطقة من مناطق المملكة ما يميزها غيرها من المناطق، كما لم يغفل هذا المهرجان الحركة الثقافية على الساحة السعودية وبالأخص الحركة الأدبية، حيث نجد إقامة الأمسيات الشعرية وبعض معارض الكتب على هامش فعاليات المهرجان . لفتة... فتعلم عزيزي القارئ أن مهرجان الجنادرية يقوم عليه أكاديميون ومثقفون ومهتمون بالتربية والتعليم، وأن هذا المهرجان لم يلق ما يلقاه من دعم وتشجيع من خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره إلا لأن الجنادرية ترسل رسالة للجميع بأن المملكة مع تطورها وبحثها عن كل ما هو جديد، تؤكد وتؤصل لهويتها العربية الأصيلة، وتحافظ على كل موروث من الاندثار، ما يؤهل الجيل الحالي الإطلاع على طريقة الحياة القديمة في المملكة، وأهم ما يميز كل منطقة في المملكة، كما أن الحركة الثقافية المصاحبة للجنادرية ومستوى حضور الشخصيات الثقافية والإعلامية وحتى السياسية من ممثلين للدول ورؤساء ما يعطي الجنادرية بعداً مهماً في هذا الشأن. الجنادرية الأنموذج... نعم يحق لنا أن نفخر بمهرجان أصبح بصمة واضحة المعالم من بصمات الحركة الثقافية في المملكة، مهرجان جمع بين الحداثة والعراقة والتأصيل والتمثيل والثقافة، مهرجان جمع بين كل أطياف المجتمع السعودي في لوحة وطنية يغبطنا عليها الكثير ، في وقت نرى الاضطراب يسود الكثير من الدول، بينما المجتمع السعودي يثبت لكل العالم أنه كل واحد لا يتجزأ قيادة وشعباً .