يعتبر الطلاب الفائقون عقلياً من أهم مكتسبات الأوطان والشعوب، حيث تخصص لهم برامج خاصة لتطوير قدراتهم ومعارفهم؛ ليستفيد منهم الوطن فيما بعد، وفي المملكة العربية السعودية يعتبر برنامج الملك عبد الله لرعاية الموهوبين من أهم البرامج الإثرائية التي تهتم بالفائقين عقلياً. وضمن حلقات التطوير التعليمية التي تهتم بها المملكة، أصدر الأستاذ الدكتور زكريا بن يحيى لال، أستاذ الاتصال وتكنولوجيا التعليم بجامعة أم القرى مؤلفاً جديداً جاء تحت مسمى «التكنولوجيا الحديثة في تعليم الفائقين عقلياً» وقع الكتاب في مئتين وثمان وعشرين صفحة من القطع المتوسط، عن دار عالم الكتب بالقاهرة. جاء في تقديمه للكتاب: «بأن هدف التربية الحديثة يؤدى إلى اكتشاف الموهوبين والمتفوقين وتربية العلماء والمخترعين، ويضيف الدكتور لال إن الاتجاهات الحديثة في التعليم تفضي إلى أن يصل التعليم إلى أقصى كفاءاته، وقد كرست أعدادا كبيرة من المكتشفات والابتكارات والاختراعات وذلك لتطوير النظم التربوية... ويعد الاهتمام بالأطفال الموهوبين والمتفوقين والمبدعين بمثابة الطريق الصحيح نحو البناء العلمي السليم، وهو ما سوف يؤدي إلى المزيد من التفوق للمجتمع المعرفي، ونظراً لأن فئة المتفوقين عقلياً تتسم غالباً بقدرات خاصة، فهم فى أشد الحاجة إلى أساليب أخرى في تدريس المناهج الدراسية عبر الانترنت والتعلم الإلكتروني، وغيره من أنواع الأساليب تتناسب وقدراتهم العقلية». يعد الاهتمام بالأطفال الموهوبين والمتفوقين والمبدعين بمثابة الطريق الصحيح نحو البناء العلمي السليم، وهو ما سوف يؤدى إلى المزيد من التفوق للمجتمع المعرفي، ونظراً لأن فئة المتفوقين عقلياً تتسم غالباً بقدرات خاصة. قسم الدكتور لال الكتاب إلى اثني عشر فصلاً، بدأت بتعريف عن التفوق العقلي، حيث بين أن التعريفات في هذا المجال متعددة وكثيرة منها ما يذكر أن الفائق يميل بقدر ملحوظ نحو الاتجاه الأعلى على متصل الذكاء العام، وقيل بأنه مركب اجتماعي يتغير بتغير الوقت واختلاف المكان وفق مجالات متعددة ومختلفة. كما تناول أقوال بعض الباحثين الذين أكدوا على أن مفهومي التفوق والموهبة بمعنى واحد وهما يعنيان أن المتفوقين هم الموهوبون، وجاء في هذا الفصل بأن هناك طرائق للكشف عن الفائقين، وخصائص للمتفوقين، منها الجسمية والمعرفية والأكاديمية والوجدانية والاجتماعية. بينما استعرض الكتاب في الفصل الثاني: نظريات ونماذج التفوق العقلى ومنها نظريات الذكاءات المتعددة، والأنموذج النفسي الاجتماعي، والأنموذج الثلاثي لشيترنبيرج، وأنموذج الحلقات الثلاث، وغيرها من النماذج. أما الفصل الثالث فتحدث عن الفائقين عقلياً في المجتمع السعودي، حيث أشار المؤلف إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة متمثلة في عناية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه هذه الشريحة الغالية من المجتمع، فأنشأ إدارة خاصة للموهوبين، كما عملت جهات الاختصاص والمراكز المسؤولة على إيجاد هيكلة خاصة للتعرف على الموهوبين ورعايتهم. وجاء الفصل الرابع ليتحدث عن تعليم الفائقين عقلياً عبر الانترنت، من حيث الأسباب والمهام، والمجالات والخدمات. بينما جاء الفصل الخامس فتحدث عن التعليم عن بعد للفائقين عقلياً وعملية الاتصال، بينما قدم الفصل السادس تفريد التعليم للفائقين عقلياً، واختص الفصل السابع عن الفيديو التفاعلي وتعليم الفائقين عقلياً أما الفصل الثامن فتناول الألعاب التعليمية التي تخدم الفائقين في تعزيز اتجاهاتهم، بينما عزز الفصل التاسع الوسائط الفائقة، وتناول الفصل العاشر المواد التعليمية الرقمية، أما الفصل الحادي عشر فتحدث عن التعليم الإلكتروني، واختتم لال الكتاب بالفصل الثاني عشر والذي عنونه ب «تعليم الفائقين عبر الهاتف الجوال» ويعتبر الكتاب مرشداً أساساً يمكن للطلاب والمعلمين والمؤسسات التعليمية والمختصة الاستفادة مما حواه.