يرسم الدكتور زكريا لال أستاذ الاتصال والتكنولوجيا منهجا جديدا للتعامل مع المبدعين والمتفوقين عقليا إلكترونيا، حيث يوضح في كتابه الجديد «التكنولوجيا الحديثة في تعليم الفائقين عقليا»، آفاق التعامل معهم عبر الوسائط الإعلامية المتعددة سواء عن طريق التعليم عن بعد أو عبر تفريد التعليم أو الفديو التفاعلي أو غيرها من الوسائط الرقمية. الدكتور زكريا الذي عرف باهتماماته الفنية والإعلامية يستثمر خبراته لتقديم نهج جديد في كتابه ليقدم في 228 صفحة طرق وأساليب لتعزز ثقافة الفائقين عقليا، والذين وصفهم بالذين يمتلكون طاقات فطرية غير عادية، مبينا أنهم أشمل مفهوما من الموهوبين قائلا: «الموهبة شيء فطري وتعتمد على الاستعدادات الطبيعية الموجودة لدى الفرد بينما مفهوم التفوق يعني مدى التطور الذي يحدث لهذه الاستعدادات؛ ليحصل الفرد على نتائج متميزة تسمح بوضعه على الأقل ضمن قائمة أعلى من أقرانه»، وأضاف «إذا لم يتم التعرف عليهم أو الكشف عنهم في الوقت المناسب، فسيكون من الصعب مواجهة احتياجاتهم». ويرى أن المتفوقين عقليا يمتازون بمستوى الصحة الجسمية التي تميزهم عن غيرهم وخصائص معرفية وأكاديمية أعلى، وكذلك خصائص وجدانية واجتماعية متميزة، حيث يمتازون بالإحساس المرتفع بمشاعر الآخرين. وبين لال أن المملكة اهتمت بالفائقين عقليا منذ وقت مبكر، إيمانا منها بأنهم يشكلون الأساس في صناعة الحضارة الإنسانية، وأنهم صناع تقدم المجتمع، وقال: «دخول الإنترنت إلى المملكة ساهم كثيرا في دعم المتفوقين الذين طوروا قدراتهم من خلاله عبر الاستفادة من كل ما هو جديد وحديث وتبادل الخبرات مع الآخرين، مما حفزتهم على الإبداع أكثر من قبل، حيث وفرت لهم إمكانية التواصل مع العالم الخارجي وتبادل المعلومات واكتساب الخبرات والثقافات»، وأضاف «لقد فتح الإنترنت مجالا أوسع للتعلم والاستزادة من العالم الخارجي سواء عن طريق التعليم عن بعد أو غيره الذي تلعب فيه الوسائط التقنية دورا هاما فتلغي الحدود الجغرافية والحواز الثقافية والاجتماعية وغيرها من أجل المساهمة في إحداث تغيير اجتماعي مرغوب لاسيما لدى المرأة وتعزيز الهوية الثقافية وتحقيق التنمية المرجوة ثقافيا واجتماعيا عبر المتفوفين عقليا». ويسرد لال في كتابه الجديد العديد من الوسائل التكنولوجية التي ولدت حديثا وتأثيرها الإيجابي على نمو المتفوقين عقليا، عندما توظف في سبيل دعم قدراتهم، ومن ذلك الوسائط الفائقىة والمواد الرقمية والعروض التقدمية والتواصل الشبكي والكتاب الإلكتروني والمتاحف الافتراضية وقواعد البيانات وتقنيات الهاتف النقال والذكية وغيرها، والتي مكنت المتفوقين عقليا من التواصل مع العالم وتبادل الرسائل والخدمات المتعلقة بالكتب والتراسل والتدريب والتفاعل الحي وغيرها. الكتاب الذي استقبلته المكتبات مؤخرا لم يغفل الحديث عن وسائل الإعلام الجديد والإحصائيات العلمية التي تشير إلى أهمية الوسائل التكنولوجية الحديثة في الاهتمام بالمتفوقين عقليا ودور هؤلاء في التقدم وتبادل الثقافات بين المجتمعات.