استقبلت مراكب الصيد والصيادون يوم الاثنين الماضي أول موسم لمربعانية القيظ ودخول الأجواء للفرن بالحر اللاهب والرياح الشديدة الموسمية والتي على أثرها يتخوف الصيادون من الولوج للبحر ومزاولة الصيد وخاصة المراكب الصغيرة ، ولا تستثني الرياح من تنغيص الصيد حتى على المراكب الكبيرة اللنشات والتي تعاندها في البحث عن القراقير أو نشر الشباك والغزول أو ممارسة الصيد بالسنار وكذلك اللفاح ، مما فاقم الخسائر لهم بنسبة 70 بالمائة . يقول كبير النواخذة بفرضة الدمام محمد المرخان ان الأجواء هذه الأيام متقلبة وليس هناك ثقة بما ينشر حتى من الأرصاد ، مشيرا أننا ما زلنا في البوارح وندخل مربعانية القيظ وتمتاز هذه الأيام برياح شمالية غربية شديدة وغبار عالق في الأجواء وهذه الرياح يتخوف منها الصياد كثيرا في فصل الصيف بسبب تأثيرها على الأمواج التي تحدثها وتكون عالية بينما إذا حدثت نفس الرياح في فصل الشتاء لا تحدث أمواج وخاصة إن رافقها أمطار . وأكد المرخان أنه وخلال هذين الشهرين تمنعنا الرياح من دخول البحر وإن لم يمنعنا حرس الحدود فكل صياد يعرف إمكانياته بنفسه ، بينما حرس الحدود يمنعون مشددا في حالة الرياح القوية لسلامة الصياد ، فأحيانا تكون الرياح بسرعة تتجاوز 60 كيلو في الساعة وهذه تمنعنا من مزاولة الصيد لأن البحر منطقة مفتوحة لا يوجد فيها مصدات للهواء وخاصة للمراكب الصغيرة . وأكد كبير النواخذة المرخان أن اللنشات تثبت في البحر لوزنها الثقيل حيث تزن بين 35 و 40 طنا وتكون راسية أكثر من المراكب الصغيرة "الطرادات" التي تزن بين 700 و 1300 كيلو فقط ولا تستطيع مواجهة الأمواج في البحر ، ولكن أثناء الرياح لا تستطيع اللنشات التصرف بالشباك أو رفع القراقير من البحر مما يفاقم الخسائر لها . مشيرا أن هذه الرياح تنقل القراقير من موقع لآخر ويؤدي ذلك لخسارة آلة الصيد والتي قد تكون مقبرة الأسماك فيما بعد . كما أن الطعم من الخبز الذي يوضع في القرقور يخرج منها بعد طمسها في الماء وبذلك تتفاقم الخسائر. لافتا أننا نجد أن الطرادات تستغرق في مشوارها حوالي ساعتين من الزمان للوصول لموقع الصيد ، اما اللنشات تسير لأكثر من 4 ساعات بمسافة على أقل تقدير 60 ميلا وكثيرا ما ترجع خائبة دون صيد في أيام الرياح بسبب خروج الطعم مما يفاقم خسائر الصيادين والتي قد تصل الخسائر إلى 70 بالمائة في مثل هذه الأيام . وأبان المرخان أن السمك المتواجد في الوقت الراهن هي جميع الأنواع ولكن بكميات قليلة وبنقص يزيد على 60 بالمائة ومن أهم الأسماك الناقصة الشعري والصافي والهامور والفسكر وسمك السلطان ابراهيم والسود والذي كان يسمى سمك الراعي وهذه أسماك القراقير . ويؤكد محمد علي المرخان يكثر في هذا الموسم المسمى بالبوارح سمك الربيب والقفدار والسكن وسمك الحمام بجميع أنواعه والبالغ عددها 11 نوعا والتي تصطاد معظمها بآلة الصيد "الدوبية الكبيرة" وهي القراقير الكبيرة من حجم 4 أو 3 باع ويصطاد من غير طعم حيث تأتي الأسماك الصغيرة "العومة" وتدخل فيه لحماية نفسها وتأتي هذه الأسماك وتدخل لأكل سمك العومة وتعلق بالقرقور وتخرج الأسماك الصغيرة بعد ذلك وقد يصطاد القرقور الواحد من أصناف الأسماك التي تبلغ حوالي 400 كيلو في وقت واحد في القرقور إن وفق الله . ويؤكد المرخان أنه هناك جنسية عربية تصطاد في السواحل وهي المناطق الممنوعة دوليا والتي يحرم الصيد فيها والتي تبحر بمسافة 500 أو 1000 متر من الساحل ومن الأسماك التي تصطاد مثل الشعم والبدح والصافي ويصطادون بشباك ممنوعة أيضا وهذه تمول الأسواق من الأسماك ولكن نتساءل نحن الصيادين كيف يسمح لهذه العمالة العربية بالصيد في أماكن ممنوعة .