في الوقت الذي أعلنت جبهة الإنقاذ أنها لن تلتقيَ بأيِّ ممثلين من قيادات النظام الحالي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين لعدم جديّة تلك اللقاءات، تواصلت تداعيات لقاء "سري" عقد الأربعاء بين القيادي بالجبهة، عمرو موسى مع نائب المرشد العام ل(الاخوان المسلمين) خيرت الشاطر في منزل رئيس حزب الغد أيمن نور، ليتصاعد الجدل بشأن إبرام صفقات مع الإخوان وسط استنكار غالبية الأحزاب السياسية. موسى يعتذر وبينما تصاعدت الانتقادات، وجّه عمرو موسى اعتذاراً رسمياً للمصريين بالصوت والصورة، عن أيِّ سوءِ فهمٍ أو ارتباك إعلامي حدث لصدور الأخبار الخاصة بلقاء الأربعاء، بطريقة غير منظمة وربما شابتها أيضًا سوء النوايا ممّا أدّى إلى حالة من البلبلة. وأوضح في بيان تلقت (اليوم) نسخة منه: "تم ترتيب لقاء عاجل في منزل الدكتور أيمن نور للأهمية القصوى في أمور تمسّ أمن مصر وتم تلبية الدعوة لهذا السبب". واستنكر موسى استدعاء الدكتور أيمن نور للصحافة رغم تأكيده أن اللقاء خاص، مضيفا: كما دهشت من إنكار حدوث اللقاء ذاته رغم أنه هو صاحب الدعوة والتي أكد فيها خطورة الأمر ومساسه بالأمن القومي.. واصفاً ما حدث بأنه "سوء نيّة". وأكّد أنه لم يكن يجهل الاعتراضات التي قد يوجهها البعض أو الكثيرون لأيّ تعاملٍ مع الإخوان بعد أداء النظام وأعضاء الجماعة، ولكني قرّرت أن أمضي قُدُماً لاقتناعي بأن الوضع خطير، وأن هناك أهمية كما ذكر لمثل هذا اللقاء. وأوضح أنه أبلغ رسالته للشاطر بشأن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، وقال : " إنني إذ وقَّعت استمارة "تمرد" التي خطّها الشباب وتبنّيت موقفهم، فإنني قد أبلغت هذه الرسالة بمنتهى الوضوح إلى جماعة الإخوان المسلمين، إننا نطالب بانتخابات رئاسية مبكرة وأننا جميعاً، أفرادا وأحزابا، سوف نتظاهر بسلمية لأجل هذا الهدف يوم 30-6 القادم". تصعيد درامي وتعليقاً على ما تردّد أن جبهة الإنقاذ الوطني تبحث إبعادَ موسى من الجبهة خلال اجتماعها اليوم السبت، استنكر دكتور أحمد كامل، المتحدث الرسمي للمرشح الرئاسي السابق التصعيد الدرامي للأحداث – بحسب تعبيره، واضاف خلال اتصال هاتفي مع (اليوم)، أنه تم إبلاغ السيد عمرو موسى بطلب نائب المرشد العام لمقابلته من اجل مسألة الأمن القومى، قائلاً "مواقفنا لم تتغير، وموسي قابل خيرت الشاطر بناءاً علي طلبه لمصلحة البلاد". وبشأن ما قيل عن ترتيبات لتولي عمرو موسى رئاسة الوزارة، نفى كامل أيّةُ صفقات مع الإخوان، قائلاً :"لم يحدث هذا الكلام إطلاقاً..ولو كان يريد ذلك لعقدها أيام الجمعية التأسيسية ليتولى منصباً على غرار حسام الغريانى". وأوضح كامل أن السيد عمرو موسى مازال مٌصراً على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كحلٍّ للخروج من الأزمة الحالية. محاسبة متوقعة من جهته، نفى خالد داوود المتحدث الرسمي ل"الإنقاذ" أية نيّة لمحاسبة عمرو موسى، وقال: إن قيادات الجبهة لها تقديرها، مشيراً إلى أن ما حدث "كمين" نُصِبَ لموسى لمحاولة تفتيت الجبهة، لكنّ هذا لن يحدث. وكشف أحمد دراج، وكيل مؤسسي حزب الدستور، أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول شق الصف الوطني وتشويه صورة المعارضة امام الرأى العام قبل تظاهرات 30 يونيو المزمع انعقادها نهاية الشهر الحالي لسحب الثقة من الدكتور محمد مرسي، موضِّحاً أن قرار محاسبة موسى من عدَمِه شأنٌ داخلي سيتضح يوم السبت المقبل أثناء انعقاد الجبهة لمعرفة وجهة نظر موسى، واتفق مع دراج في الرأى الدكتور وحيد عبدالمجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ، الذي قال: إنّ الجبهة ليس لها علاقة باللقاء الذي تم عقده بين "موسى والشاطر" واصفاً اياه بأنه مجرّدُ "لقاء شخصي." حرق مقرّات تمرّد من جهة أخرى، أعلنت حملة تمرّد تعرّض مقرُّها الرئيسي في شارع معروف بوسط القاهرة، فجر الجمعة، لإلقاء زجاجات المولوتوف، ممّن أسمتهم بأنصار الرئيس محمد مرسي، وهو ما أدّى إلى اشتعال النيران في مدخل المقر. كما أعلنت صفحة الحملة على موقع "فيس بوك"، إصابة حسن شاهين، أحد مؤسسيها، فيما يحاول آخرون إنقاذ الاستمارات قبل أن تلتهمها النيران. واعتبر عمر الجندي عضو المكتب السياسي لشباب جبهة الإنقاذ، حرق مقر تمرد "عملاً إرهابياً، وقال: إن الهدف من وراء الحرق هو توصيل رسالة لشباب مصر الثائر بأن هذا الأمر هو بداية السيناريو ليوم 30 يونيو وهو بروفة للعنف الذى سيتبعه الإخوان معنا، وهو بداية غير مطمئنة ،ويؤكد على أن النظام في مصر مازال مُصراً على الإستمرار في استخدام أدوات العنف ضد المتظاهرين السلميّين المطالِبين بالحقوق والحريات .