اتخذ القرار بإشعال المناطق الحدودية مع سوريا، فشمال لبنان بقراه وأحيائه ومدنه ينزف دماً جرّاء عمليات القنص التي ينفذها شبيحة النظام السوري في المدينة، وأصوات الرصاص والقذائف الصاروخية تملأ المكان، أما حركة النزوح الى الأماكن أكثر هدوءاً فحدث ولا حرج، أما الرعب فهو سيد الموقف في بقاع لبنان وشماله جرّاء الصواريخ التي تسقط من الجانب السوري تجاه الأراضي اللبنانية مخلفة وراءها جرحى ودمارا شاملا. هذه الصورة المأساوية التي تعيشها المناطق الحدودية تجعل اللبنانيين يقلقون على أمنهم وحياتهم، وسط سيل من الشائعات تتحدث عن حرب أهلية تلوح في الأفق اللبناني، الا ان الجيش يتأهب في مناطق النزاع والتوتر خوفاً من تمدد هذه الأحداث كما انه يرد على مصادر النيران، وسط مناشدة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان الذي ندد بالقصف المروحي السوري الذي طاول بلدة عرسال، داعياً الى «احترام السيادة اللبنانية وعدم تعريض المناطق وسكانها للخطر». المروحيات السورية تقصف منازل في عرسال الى ذلك، قصفت المروحيات الحربية السورية أمس، بلدة عرسال بأربعة صواريخ حيث سقط اثنان منهما في محلة «طبق الورد» شمال شرق البلدة. وسقط الصاروخ الاول على سطح منزل المواطن محمد خالد الحجيري لكنه لم ينفجر ونجا افراد عائلته، فيما سقط الصاروخ الثاني قرب منزل عبد اللطيف الحجيري من دون وقوع اي اصابات. اما الصاروخان الآخران فقد سقطا في محلة «ورا الجفر» في ارض مزروعة بالكرمة على بعد نحو 1500 متر لجهة غربي البلدة. وقد حضرت على الفور فرق من الجيش اللبناني عملت على تطويق مكان سقوط الصواريخ ومنعت الاهالي من الاقتراب. أما مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال، فأعلن عن «ضرورة الإعداد لمواجهة احتلال لبنان من قِبل المشروع الصفوي من خلال استعداد كل أسرة سنّية وكل شاب سنّي للدفاع عن عقيدتنا المستهدفة وديارنا وأعراضنا، لأن استهدافنا بات واضحاً والعمل على أكلنا لقمة لقمة لا يحتاج إلى استدلال». طرابلس تحاول استعادة دورة الحياة من بين الركام أما في شمال لبنان فتحاول الاحياء الداخلية في المدينة استعادة دورة الحياة فيها، بعد أيام سوداء عاشتها جراء ارتفاع وتيرة المواجهات على المحاور التقليدية في باب التبانة وجبل محسن القبة، وذلك على أثر تفعيل الجيش اللبناني لحركته داخل الاحياء وقيامه بمداهماته لاماكن وجود القناصة داخل جبل محسن، وتسييره دوريات واتخاذه إجراءات ميدانية لوضع حد لحالة الفلتان الامني وانتشار السلاح. وخيّم الهدوء على المناطق الشمالية حيث عملت وحدات الجيش على معالجة الامور وضبط الامن، وهو ما حصل ليلا عندما تصدت قوة من الجيش لسيارة كانت تقل مسلحين يطلقون النار في وسط المدينة «في شارع التل» وتمكنت من توقيف المسلحين الذين كانوا في السيارة وقد اصيب بعضهم بجروح. هذه الاجواء أكدت أن الدولة بكل أجهزتها قادرة على فرض الامن واعادة الهدوء الى المدينة في حال صدقت النوايا واقترنت بالعمل . وشدد منسق عام تيار «المستقبل» في طرابلس مصطفى علوش على ان «الجيش والقوى الامنية لا يمكن أن يتحولوا الى قوة فصل، بل عليهم تطبيق القوانين بشكل صارم ومتوازي، والقيام بالمداهمات الامنية عند اللزوم والقبض على مطلقي النار ومثيري الشغب ومحاكمتهم وعدم التجاوب مع المطالبات الشعبوية بإطلاق سراحهم» . الى ذلك، استنكرت الهيئة الادارية ل»رابطة مختاري طرابلس والشمال « الاحداث الدامية والمعارك المتجددة في مدينة طرابلس». وطالبت المسؤولين كافة في الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والذي نخصه بالدعوة لزيارة مدينة طرابلس للاطلاع عن كثب على حجم الكارثة والاضرار التي تخلفها جولات العنف المتكررة». من جهة أخرى تطلق هيئات محلية مبادرة طرابلس «تا تصمد» وهي عبارة عن حملة تسوق من الاسواق القديمة في قلب طرابلس لشراء جميع المواد الاستهلاكية للحد من الخسائر التي يكبدها أصحاب المحال التجارية بعد الشلل الذي أصاب المدينة على مدى الاسبوعين الماضيين داعي الشهال: وصلت السكين إلى الرقبة ولن ننتظر ذبحنا من جديد أما مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال، فأعلن عن «ضرورة الإعداد لمواجهة احتلال لبنان من قِبل المشروع الصفوي من خلال استعداد كل أسرة سنية وكل شاب سني للدفاع عن عقيدتنا المستهدفة وديارنا وأعراضنا، لأن استهدافنا بات واضحا والعمل على أكلنا لقمة لقمة لا يحتاج إلى استدلال». وقال في مؤتمر صحافي: «وصلت السكين إلى الرقبة ولن ننتظر ذبحنا من جديد، وعلى الدولة إن لم تقم بواجبها مباشرة بردع الحزب عن التدخل بسوريا واستخدام نفوذه في الدولة والجيش لصالحه أن تعلن عجزها عن حماية أبنائنا بل حماية نفسها»، مشدداً على ان «حزب الله قتل شرعية الدولة والدولة عاجزة وصامتة». وختم: «بالنسبة للقصير والكلام عنها فنقول: ليست العبرة ان تكون سقطت ام لا بل في صمودها امام الحصار المطبق وباعداد قليلة من المجاهدين من اهلها ومن خارجها ،لقد قاوموا وصمدوا اياما امام همجيتكم يا من تسمون انفسكم زورا حزب الله ،قاوموا كيدكم واجرامكم يا حسن نصر الله، انظروا الى قتلاهم وجرحاهم في القصير وغير القصير واقول لك يا حسن نصر الله نحن ما زلنا في اول الطريق والمعركة طويلة وسنرى لمن ستكون الغلبة».