- عبد العزيز المنيع - ذكرت وسائل إعلامية أن الشيخ داعي الاسلام الشهال مؤسس التيار السلفي بلبنان كان قد توجه إلى البقاع لإلقاء خطبة الجمعة أمس في أحد مساجد مجدل عنجر، ولدى وصول موكبه إلى حاجز الجيش، طلبت عناصره تسليم السلاح الذي يحمله مرافقو الشهال، قبل أن يُسمح لهم بالمرور، فوقع إشكال بين المرافقين وعناصر الجيش في المنطقة، وقد تمت معالجة الإشكال بتسليم قطعة سلاح من الموكب إلى الجيش، قبل أن يُسمح له بالمرور إلى المسجد، لكن مكتب الشيخ الشهال نفى أن يكون قد سلم أي قطعة سلاح. وترددت أصداء الإشكال مع الشيخ الشهال في طرابلس، فقام عدد من الشبان والمشايخ بقطع الطرق المؤدية الى ساحة عبدالحميد كرامي وسط طرابلس، احتجاجاً على "إساءة تصرف مع الشيخ الإسلام الشهال في محلة مجدل عنجر في البقاع"، مطلقين الهتافات المنددة بالتعرض للمشايخ، وملوحين بمزيد من التصعيد في حال استمرار هذه المعاملة مع المشايخ. كما قطعت طرق التبانة والبداوي والقلمون تضامناً مع الشيخ الشهال، احتجاجاً على الإشكال في مجدل عنجر. وبعد عودة الشيخ الشهال إلى طرابلس توجه إلى الشباب المعتصمين في المدينة، وألقى كلمة قال فيها: "الجيش إما هو منخرط بطريقة مباشرة في محاولة إذلالنا في طرابلس وعكار وعرسال، أو هو مُهيمن عليه من قبل تنظيم حزب الله وحلفاء سوريا وإيران في لبنان". وعقد مؤسس "التيار السلفي" في لبنان مؤتمرا صحافيا السبت تحدث فيه عن "ملابسات ما جرى في مجدل عنجر"، في حضور قادة محاور القبة والتبانة والبداوي في التيار السلفي وعدد من مشايخ جمعية الهداية والتيار والمحاميين أمين بشير وعلي الغول وأعضاء المكتب الإعلامي في التيار. وتحدث الشهال عن "تفاصيل مجدل عنجر وكيف أن الطرق المؤدية لمكان الصلاة كانت مقفلة"، لافتًا إلى أنه كان يعي "حساسية الموضوع"، لكنه أصر على "عدم توقيف المرافق"، ودعا "المؤسسة العسكرية لتصحيح أدائها ومسارها حرصا على الأمن العام في البلد"، وتسائل: "هل ما يقوله الجيش هو تنفيذ لأوامر إيرانية ولأوامر النظام السوري؟" واردف: "ان المستهدف والضحية هي الطائفة السنية من مقتل سامر نيكرو إلى القائد خضر المصري في التبانة والشيخين في عكار إلى وادي خالد وعرسال، وان استمرار تورط حزب الله في قمع الثورة السورية قد يتسبب بفتنة أهلية". كما أعلن الشيخ "الوقوف إلى جانب كل تحرك مطلبي نقابي لأن حقوق المواطن المعيشية مقدمة على ما سواها". وأوضح: "لم يعد خافيا على أحد ما كنا ننبه له منذ أمد بعيد حول سعي تنظيم حزب الله للهيمنة على مفاصل الدولة بأكملها في الإدارات والمؤسسات الأمنية والسياسية وغيرها فضلا عن جر مكونات البلد بأسره إلى ما لا يحمد عقباه عبر إنخراطه بشكل مباشر في قمع الثورة السورية نصرة للنظام المجرم الذي يقتل شعبه، من هنا وبعد المشاركات السابقة غير المعلنة والأخيرة المعلنة في القصير وإحتلال بعض القرى السورية وغير ذلك فإننا نستشعر خطرا على السلم الأهلي والعيش المشترك ونحذر من تداعيات تورط مكونات لبنانية مشاركة في حكومة النأي بالنفس بالصراع الدائر في سوريا ونؤكد أن التمادي في هذا التورط قد يتسبب في إشعال نار الفتنة لا قدر الله". وطالب الشهال الحكومة ب"عدم الكيل بمكيالين مع الملف السوري، فلا يكون التدخل في سوريا حقا للبعض وجريمة بحق البعض الآخر، وندعوكم لضبط وإيقاف ممارسات تنظيم حزب الله - الشريك بل المهيمن الأساسي في هذه الحكومة - بالشأن السوري وإستهداف المواطنين السوريين سواء داخل سوريا أو داخل الأراضي اللبنانية". وردا على سؤال قال: "إذا استمرت الأمور على ما هي عليه فسأصدر فتوى جهادية بحق المتطاولين على الطائفة السنية".