في هذه الصفحة، نبحر أسبوعيًا مع كاتبنا الرشيق، نجيب الزامل، مستدعيًا يومياته، التي يلخصها لقراء (اليوم) في سبع تجارب ذهنية وفكرية، يثري بها الأفق السياسي والفلسفي والتاريخي والجغرافي والثقافي. إنها تجربة يتحمّلها الزامل وربما نتحمّلها نحن بإسقاطاتها، وتداعياتها وخلفياتها، حتى لا يكون في العقل «شيءٌ من حتى». اليومُ الأول: عندما يرسل الله غوثا.. قصة ماجد ورنا على غير العادة في التناول للأحداث، فالنزهة التزمت بصرامة بالنواحي المعرفية المتلونة وذات الطابع الخفيف ونرجو المفيد لإعطاء الدماغ فرصة للتريّض وبناء الخلايا من جديد بعد وقبل معترك الأحداث المقروءة بالجريدة. أخرج عن إهاب النزهة لأنظر من زوايا عدة عن اتخاذ الأمير «سعود بن نايف» أمير المنطقة الشرقية قرارا إنسانيا جادا لإنهاء ملحمتي عذاب شقيقين هما ماجد ورنا اللذين أراد الله لهما خللا جينيا وغدديا، فامتلأ جسدهما بأوزان هائلة من الشحم الصافي المرهق، بل والقاتل. لقد شغلت قضيتهما أولا مدينتهما رحيمة، وقام شبابُ رحيمة من سنتين بحملاتٍ متتابعة طلبا لإنقاذ الشقيقين من مستنقع العذاب الذي قيدهما في أكثر ما يكون للحياة من إرهاق وقيود وألم وضيق، ثم شاعت الحملة في كل البلاد،وكتب بها الكتّاب، ولم يتحسن وضعُ الشقيقين إلا في أنهما يتلقيان علاجا في مستشفى الدمام المركزي وهدفه الأول التخفيف من الشحوم، على ان المكان ليس مجهزا بتقتيات مرض السمنة المتقدمة، وهو مرض علاجه وتقنياته مستجدة، فوقعا من جديد في ذات المستنقع، الذي لا يخرجان منه إلا ليعودا من جديد، ولما جاء أمرٌ ملكي كريم بإرسالهما لمركز خارجي متطور، ظهرت أخبارٌ تقول: إنه لايمكن عمليا نقلهما بطائرة. تدخل أميرُ المنطقة «سعود بن نايف»، وحسم المسألة.. خلاص، بلا أي تبرير ولا تفسير؛ يجب أن يذهبا للعلاج! وهنا مدخلٌ للتطلع على شخصية الأمير سعود طبْعا وعقلا. في ترتيب الأولويات لرجل مسؤول في منصب جديد لا يبدو أن مريضين مهما بلغ بهما المرضُ سيكونان من أول الأولويات لأن هناك أمورا جماعية وشاملة للمنطقة أكثر حرَجا وطلبا للحل والإصلاح، وهنا تدرك العاطفة الذكية أن البدءَ بحالة إنسانيةٍ بحتة تعطي الصفة الانطباعية الأولى لأهل المنطقة عن أميرهم، كشخص يتعاطى الناحية الإنسانية طبْعا وطبيعةً وليس صفة تُخلع كالصفاتِ التي تطير بالهواء.. هذا جعل المنطقة تتدثر بروح من الطمأنينة العاطفية أن الجدية الضميرية هي التي ستتسلم شئونهم من الآن. وأروع ما في القضايا الإنسانية أن السعيَ في حلها كافٍ للوصول للأثر والمقصد ولو شاء الله ألا تنتهي كما نبغى ونريد، لأن السعيَ الجاد هو كل شيء بأيدينا. ثم ان الأميرَ أيضا أرسل رسالة بالغة الوصول والتأثير من غير عتابٍ رسمي في مسألة اتخاذه القرار شخصيا وبالتالي- وهذا ما أتوقعه على الأقل - سيكون التركيز من قبل مسئولي الصحة اكبر من ذي قبل لأن هذا يعني خللا أدائيا أن يحسم الأميرُ قضية صحية من عين مسئوليتهم بنفسِه. ومن الناحية الإدارية، فإدارة القطاعات العامة تأخذ منطقا بطبيعتها تختلف تماما عن إدارة القطاعات الخاصة، وبالتالي يكون المقياس في المسألة الأولى ليس المعنى الربحي الاقتصادي - مع أن الإدارة الحكومية من المفروض أن تُعنى بالأداء الاقتصادي للتوفير مع الجودة والشفافية- بل المعنى الاستحقاقي والأمني والخدَمي للمواطن .. فكانت لفتة الأمير مشهداً سريعا ووامضا وعميقاً لما كان يتوجب عادة أن يأكل سنوات لوضوح أي مشهد عن صفات أي مسؤول. هنا تتجلى حاسّةُ استشعارِ إنسانيةٍ لا يمكن إلا ان تُخلق مع حاملها.
اليوم الثاني: الجزية! ليبيا تهزم البحرية الأمريكية وتفرض على الولاياتالمتحدة! نعم صحيح، بلا تورية، بلا لوي القصة لتتلون مع العنوان.. قصة في التاريخ القريب، كسرت فيها ليبيا الجيش البحري والبري الأمريكيَّيْن ليس مرة فقط، بل مرتين. الا تصدقون؟ طيب تابعوا. بعد 200 عام من الحكم العثماني لليبيا، اي في العام 1711م نهضت ولمعت في البلاد الليبية أسرة القرمانلية، وربما جاز لي أن اشبهها بأسرة محمد علي في مصر، تتوارث الحكمَ في ظل الحكم العثماني، يعني وكأنها نوع من الاستقلال الذاتي. استطاعت هذه الأسرة أن تفرض سمعةً مهيبة ومحترمة على كل الأساطيل التي تدور في البحر الأبيض حتى التركية نفسها، ولمدة متواصلة حوالي 30 عاما. صارت البحرية الليبية الأقوى بلا منازع بل بلغت بها السطوة أن فرضت الأتاواتِ والجزيةَ على أي اسطول يطفو على البحر المتوسط، ومنها أساطيل الدول التي بدأت تتحكم في العالم مثل أساطيل فرنسا وبريطانيا واسبانيا. ثم دخل الأمريكان نافشين ريشهم فقد كان أسطولهم من أحدث وأكبر الأساطيل، وتقدمت عندهم صناعة المدفعية البحرية في البوارج متقدمين على بقية الغرب، وكانوا لتوهم هزموا أكبر امبراطوريتين بالدنيا، بريطانيا واسبانيا وقبلها فرنسا في أريزونا وغيرها- طبعا نعرف فيما بعد أن الفرنسيين وقفوا مع الثوار الأمريكان في حرب استقلالهم ضد بريطانيا - وطغت البحرية الأمريكية في البحر الكاريبي واحتلت جزر كوبا وتوابعها إلى البورتريك، ولولا معاهدة بين الفرنسيين لامتدوا لتاهيتي ونواحيها. طبعا رفض الأمريكان المزهوون بجبروتهم وتطور صناعتهم الحربية وفخامة بوارجهم أن يدفعوا جزية للقرمانيلية حكام ليبيا. ثم ان أمريكا حاولت أن تشتري رأسها وتدفع جزية مثل غيرها ولكن بمبلغ 120 الف قرش سنويا أقل من الاتاوة التي حددتها ليبيا وهي 400 ألف قرش سنويا، فرفض الباشا الحاكم وأعلن الحرب على الولاياتالمتحدة، وجدير بالذكر أن مظاهرات عمت الولايات بامريكا تطالب بصرف آلاف الدولارات على القوة البحرية ولا الدفع لليبيين. جهزت الولايات المتحد فخر سفنها الحربية «فيلادلفيا» آنذاك، وفي العام 1810 م وصلت المياهَ البحرية الليبية مجهزة بأربعين مدفعاً مهولا ومدمّرا وحاولت أَسْرَ سفينةٍ ليبية، وبعد مواجهةٍ لم تستمر طويلا تم أسْرُ السفينة الحربية فيلادلفيا، ورفعوا عليها العلم الليبي ذا الهلال والنجمة، واسقطوا منها العلم الأمريكي. تلقت واشنطن الأخبارَ بدهشةٍ وحزنٍ وصدمة، وطالب الشعبُ الأمريكي ردَّ الكرامة المسفوحة على مياه المتوسط. مرة ثانية جهزت أمريكا حملةً جديدة ضد ليبيا ولكن هذه المرة بأسطول من 15 قطعة بحرية كاملة التجهيز، ووصلت طرابلس وضربت قلاعها بالمدافع ولكن القوات في الميناء ردّت السفن الأمريكية على اعقابها فالتجأت للميناء الصغير «دربة» على الساحل الليبي، وأنزلوا اكثر من 400 من مشاة البحرية وقامت معركة حامية جدا ارهقت الأمريكان وأحدثت خسائر في الممتلكات الليبية. ثم طلبت أمريكا هدنة، ووقعوا بعدها على معاهدة تدفع فيها أمريكا مبلغ 60 ألف دولار للوالي «يوسف باشا» القرمانلي مقابل إطلاق الجنود الأمريكيين الأسرى. إيه، أيام.. راحوا الطيبين!
اليوم الثالث: ما تعرف حتى تقتل نفسك يا بغل! تعرفون طبعا «جوزيف ستالين» الذي حكم روسيا بعد لينين وقبل خروتشوف ايام ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي، زعيمة الشيوعية الأممية في معظم عقود القرن العشرين، وتعرفون أنه من قال أول ما قبض على الحكم:» لن أسمح ابدا في نزف ولا قطرة دم واحدة من اي روسي». ثم ما قصّر.. وقتل وارسل للمعسكرات الجليدية المريعة للموت أكثر من 40 مليون روسي. يعتبر واحدا من أقسى البشر في التاريخ بعد المغوليَّيْن تيمورلنك وهولاكو.. ولكنه كان الأول بذبحه لشعبه، إلا أن تفوق عليه رئيس النظام السوري. وفي واحدة من القصص أنه أيضا كان قاسيا جدا على أبنائه، وهذا غير مألوف عند الدكتاتوريين السفاحين الذين من العادة أن يفرغوا دماءَ شعوبهم ولكن يحرصون بحب مضاعف حماية أبنائهم حتى ولو ارتكبوا أفظع الجرائم، وأنتم تعرفون قصصا كثيرة حول ذلك. ولكن عدل «ستالين» الوحيد أنه كان قاسيا جدا في بيته كما مع شعبه. خذ مثلا أن ابنه واسمه «باكوف» نجح الألمان في الحرب الثانية من أخذه اسيرا, وأخذوه لمعسكر اعتقال. في ليلة من الليالي رأى جندي الحراسة شبحا يجري نحو الأسلاك يريد الهرب، فصرخ عليه يهدده، إلا أن الهارب وقف تحت ضوء البرج وقال له هيا أقتلني إن كنت رجلا، وتوجه للأسلاك علنا، فما كان من الجندي إلا أن أرداه قتيلا. وكان الهارب هو ابن ستالين الأسير «ياكوف». يقول من معه في المعسكر: إنه وصل لحد الغضب الجنوني لما علم أن أباه رفض أن يقايضه بقائدٍ ألماني مأسور في الاتحاد السوفيتي أي عند ستالين، لذا في فورة جنون حَمِق قرر «ياكوف» أن ينهي حياته بهذه الطريقة. ولكن.. لم تكن تلك المحاولة الأولى له، فقد كان أبوه يعامله بقسوةٍ مريعةٍ ويضربه حتى يُنقل من تحت يديه مغشيا عليه للمستشفى وقد نزف الدماء، وكان تعذيبا متواصلا مما جعل الفتى يدخل وسط الكرملين ويصوّب على نفسه رصاصة، لم تقتله، ولكنها تركت إصابة بالغة في جمجمته.. زاره أبوه في المستشفى وقال له: «يا جبان! يا بغل!.. الا تعرف حتى أن تقتل نفسك؟» وبصق، وخرج!
اليوم الرابع: قصة لقلبك.. وحياتك قصة رواها لي صديق استرالي من أصل لبناني ونحن في رحلة سفر بالطائرة، من الذين أحب أن أسميهم «أصدقاء الفضاء». اسمه «علي الخروج»، له طريقة مدهشة وجذابة في الحديث، وحين يحكي لك الأحداث والقصص، فبطريقة تجعلك تؤمن أنه ولد ليكون راوياً. حدثني عن مدرّسة لبنانية كانت تدرسه في الشويفات، ايام الدراسة الأولى وهو طفل بلبنان، وكانت دوما تحثهم على التخطيط، وكانت لها لازمة تقول فيها» ما تحطش إجرك التانية وانت تمشي إلا بعد ما تخطط وتتصور أين ستضعها.. ولا حياتك حتكون فوضى.» يقول المهندس علي: إنه مضت به الحياة واضطر للهجرة لأستراليا لدراسة الماجستير، ولأن قريبا له ضمن له عملا في سيدني أثناء الدراسة. والذي حدث أنه أمضى في سيدني أكثر من عشرين عاما، تزوج بها فتاة استرالية من أصل لبناني، وأنجب الأبناء، وتجنس استراليّاً. دخلت ابنته «جاسمين» لمدرسة الاطفال اللبنانية في المدينة، وهناك تعلّقت حبا بمعلّمة، وسألها أبوها عن سبب تعلقها، فقالت: «إنها طيبة جدا، وتعلمنا التنظيم، كيف نرتب حقائبنا، وكيف نضع جدول يومنا، ثم جدول الغد، وتقول لنا: لا نخطو خطوة واحدة بلا تخطيط ووعْيٍ إلى أين ستنتقل القدمُ الأخرى، والا صارت حياتنا فوضى.» تعجب الأب فهذه ذات الجملة التي دأبت معلمته أن تقول له ولمن معه في أيام الدراسة الباكرة. يقول علي: «شغلني فضولٌ للتعرف على مدرّسة ابنتي، فذهبت إليها في المدرسة وقابلتها في قاعة المعلمين. وجرى الحديث عن ابنتي عموما، ثم استلفتني شيء لم أصدقه في البداية، فكانت ملامح وجهها ليست غريبة علي وكأني رأيتها من قبل، على أني لم أعطِ الأمر اهمية فكثيرا ما تختلط الملامح ويتوهم الذهن. قلت لها: إن معلمتي في لبنان وأنا صغير كانت تقول لنا نفس المقولة التي تقولينها لتلميذاتك الصغيرات، وسألتني فورا عن اسمها وأخبرتها، وجَمَتْ المعلمةُ قليلا وارتدّ رأسُها للوراء كأنها تدير اللحظة في عقلها، ثم قالت: تلك أمي. فسألتها عنها، وردت: كانت أمي قد تعدث الثمانين وكما هي بنفس العقلية التنظيمية، ونال منها المرض، ولما توفت وجدنا في مذكراتها أنها كانت قد وضعت خطة لخمس سنوات لتشتري لها بيتا في الضيعة!
اليوم الخامس: من الشعر الأجنبي أترجمه بتصرف: وهذا شعر لِ»ليديا بريستون»، فيه حزن غالب ولكن رغم الكلمات الحزينة ترى أن كلماتها تتضرع لله للإيمان بالتفاؤل والأمل. as Dads no longer head their home and kids all sit, and chat by phone what once to all has been a home is looking like a war torn zone no longer do you find that kids are playing in the park for it's become a hideout place for gangsters after dark what once was right now seems so wrong no more joy and no more song as what this all was meant to be lies buried in a cemetery there's this one thing I know of believe with all my heart that when I bend my knees to pray my God will make a way ولأن الآباء لم يعد يبقون في المنازل والأطفال يتباعدون ويتحدثون عبر هواتفهم فالتي كانت يوما تسمى بالبيوتِ والمنازل أصبحت الآن كمشاهد المعارك والنوازل ولم تعد تجد أولئك الأطفال بالحدائق والمتنزهات أتخذها أوكارا لهم أعضاءُ الخارجين والعصابات يتمارون بأفعال الجرائم بالنهارات.. وبالظلمات ما كان في الماضي صحيحا صار الآن مهجورا وانتهتْ أناشيدُ الأفراحِ ودفنّا بالقبورِ الحُبُورا!
اليوم السادس: وتسأل فاطمة ولي الدين أحمد هذا السؤال: سمعت وقرأت عن حرب الأفيون بين الصين وبريطانيا، كيف صار لها هذا الاسم وكيف بدأت؟ جميل هذا السؤال لأن حرب الأفيون كشفت أن أخبث عبقرية من الشر المجبول بالمصلحة الأنانية هي التي كانت سمة الاستعمار البريطاني. هم ليسوا كالهولنديين والفرنسيين والبلجيك والبرتغاليين أهل وحشية وتدمير مباشر، ولكنهم يتداخلون عمليا وأنثروبلوجيا وديموغرافيا ويسببون آلاما مزمنة على مدى طويل. انظري.. إن حرب الأفيون كانت بسبب أن بريطانيا كانت تبيع بسهولة كميات هائلة من بضائعها للهند ومصر وغيرها من المستعمرات، إلا الصين فكانت تحرك تجارتها بصفة احتكارية من شركة كبرى بمدينة كانتون، ووجد البريطانيون أنه لا يمكنهم إلا بيع بضائع قليلة ولكن ثمينة فصاروا يبيعون الفضة، وهذا كلفهم، ففكروا بطريقة أولا تضعف عائلة كينج Qing الحاكمة وتفتح ابواب الصين يدخلون في أوردتها بشريا واجتماعيا واقتصاديا، فزرعوا كميات مهولة من الأفيون بالمزارع الهندية ثم صاروا يهربونها للصين، والأفيون سريع الإدمان حتى يقال: إن نفخة مدمن تُدمِن. وبالفعل تحقق لبريطانيا ما أرادت وبلع ملايين الصينيين سم الإدمان وتعطلت أوجه الحياة، ولم يقف مكر بريطانيا لهذه الدرجة بل صارت تبيع لمروجي الأفيون بالصين مقابل الفضة حتى تسترد وبثمن أرخص ما سبق أن باعته عليهم فتربح مرتين. المهم أن عائلة كينج الحاكمة قررت أن تضع قانونا يمنع تسرب ودخول السفن لبريطانية المحملة بالأفيون فقد كان البريطانيون يهربون بوضوح، وعلى عينك يا تاجر. رفضت بريطانيا القانون السيادي الداخلي واشتعلت الحرب وضاع الأسطول الصيني في البحر وأُجْبِرتْ الصينُ على توقيع اتفاقية «نانكنج». بعدها صارت موانئ الصين الكبرى مثل شنجهاي مجذب كل بحارة العالم لتوافر الافيون.. وتوابعه!
اليوم السابع: ما إلكم إلا اللي يرضيكم ! وأنتهي هنا في اليوم الأخير لهذا الأسبوع عن فيلسوف سياسي قديم اسمه «جوتشو ماركس» الذي كتب في معظم العلوم الفلسفية، وألف كتابا جميلا تقرأه مرات بلا ملل من جرّاء السخرية العبقرية، والكلمات والجمل المفاجئة الملتوية التي تجعلك تقهقه حتى لو كنت تقرأه بمكان عام.. في كتابه عن الفلسفة السياسية أذكر له نصا لا أنساه، وكل مرة أتذكره ينجح في إضحاكي، وهو: « كتبت لكم هنا كل المبادئ السويّة والصحيحة في كل ما يتعلق بفروع وعلوم السياسة وأفانينها.. وترا إذا ما أعجبتكم تلك المبادئ، ما عندي مانع.. ابدلها بغيرها!» ألقاكم بإذن الله في النزهة القادمة..