الحكم على الحدثين بالنجاح أو عدم النجاح (يحتاج) الى قراءة شاملة على المعطيات والظروف، فكرة القدم تعتمد على مجموعة من العناصر والمدرب (سامي) أو اللاعب (يحيى) لا يمتلكان العصا السحرية فهم جزء من كل. مجلس الإدارة الهلالية (يعي) جيدا مدى الغضب الجماهيري والإعلامي الذي يمر به وهو لن يجازف بالتعاقد مع سامي الجابر لولا انه يمتلك حسابات نفسية وفنية بأن الفريق سيكون في شكل فني أفضل الموسم المقبل دون التوقف على ذلك التعاقد، بل ترك أمر الفريق بالكامل لسامي الجابر وهي خطوة جيدة، فسامي يبحث عن النجاح له وللفريق، وبالتالي فانه سيكون حريصا جدا على جلب صفقات أجنبية ذات مستويات فنية عالية تحقق للهلال ما عجز عن تحقيقه المدرب الأجنبي. الخطوة الهلالية لم تتخذ (عبثا) فالإدارة الهلالية تعي جيدا ان قبول اللاعبين بسامي الجابر كمدرب أمر حيوي (للنجاح) وهي تعلم بأن أغلب اللاعبين وأبرزهم بروزا في عهد سامي الجابر الإداري، وبالتالي فان القبول سيكون طريقا أوليا للنجاح. ولم يكن غريبا ان يتم الإعلان عن قيمة التعاقد المالية فهو أمر مهم جدا للمدرب، كي يعلم اللاعبون بأن مدربهم ليس مدربا وطنيا وفق المفاهيم (السابقة) بل مدرب وطني بمميزات مالية عالمية. حدثان مهمان قام بهما الهلال والنصر، فالأول تعاقد مع سامي الجابر كمدرب وطني لقيادة الفريق نحو تحقيق ما عجز عنه المدرب الأجنبي خلال السنوات الأخيرة الماضية (اللقب الآسيوي) والثاني تعاقد مع اللاعب يحيى الشهري لقيادة الفريق نحو تحقيق (ألقاب) غاب عنها النصر منذ عشرات السنين. في كرة القدم تبقى كفة (اللاعبين) الأعلى، وبالتالي فان جلب المحترفين الأجانب المميزين هي الخطوة الأهم للنجاحات الهلالية والأهم ان يكون الترميم الأبرز هو العمق الدفاعي الذي يعاني منه الفريق منذ سنوات. ليس (مهما) ان نسأل كيف تحولت القناعة الهلالية بالمدرب الوطني وهي قبل سنوات لم تتح له الفرص حتى كمساعد مدرب للفريق الأولمبي، إذ يجد نفسه مدربا للفريق الأول ! الفرق الأخرى (ستراقب) نجاح الخطوة الهلالية وربما تكون البوابة الكبيرة للمدرب الوطني في قيادة الفرق السعودية والخطوة ستتوقف كثيرا على نتائج الفريق وليس على النقلة الفنية. مجلس الإدارة النصراوي (يعي) جيدا ان خطوة التعاقد مع يحيى الشهري كأعلى صفقة محلية حتى الآن تعد امرا حيويا للفريق، فهو بحاجة كبيرة للاعب بمواصفات وإمكانات الشهري، والأهم هل تتوافر في النصر البيئة المحفزة للعطاء؟ أطرح هذا السؤال في ظل انتقالات سابقة دفع النصر فيها الكثير دون ان يحقق تطلعات الجماهير النصراوية. فنيا ربما الأولوية تعطى لترميم الثغرات الدفاعية التي (نكبت) الفريق منذ سنوات، والشهري لديه القدرة على إيجاد الحلول في وسط الملعب، ولديه قدرات لياقية تساعده وفق عمر اللاعب، فما الهدف من التعاقد مع محمد نور؟ جميل جدا ان تتعاقد الإدارة النصراوية من أجل تدعيم الفريق، لكن الأجمل ان (لا) تتأخر في تسليم اللاعبين رواتبهم لأكثر من شهر، فالعامل النفسي للاعبين هو المحرك والدافع لبذل العطاء، فكيف تطلب من اللاعبين الروح القتالية في حين تحرمهم من أبسط حقوقهم. كل الدعوات ان يكتب (التوفيق) للمدرب سامي الجابر، وللاعب يحيى الشهري، وأن نشاهد الأثر الفني الكبير لفريقيهما خلال هذين الحدثين.