كشفت مصادر إسرائيلية امس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نقل «رسالة حازمة» إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد فيها أن الدولة العبرية اتخذت قراراً بضرب منظومات صواريخ «إس 300» الروسية، بمجرد وصولها إلى الأراضي السورية، وقبل دخولها مرحلة التشغيل. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، نقلاً عن تقارير إعلامية، أنه جرى نقل هذه الرسالة خلال اجتماع ضم بوتين ونتنياهو في منتجع «سوتشي»، المطل على البحر الأسود، أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى روسيا، منتصف مايو الجاري. ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر دبلوماسية غربية أن نتنياهو كان على علم بوصول أجزاء من منظومات صواريخ «أس 300» إلى سوريا، وهو الأمر الذي أكده الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال مقابلته مع قناة «المنار» اللبنانية، التابعة لحزب الله، والتي بثتها مساء الخميس. وأشارت المصادر إلى أن بوتين أبلغ نتنياهو بقلقه من احتمال رحيل الأسد، وتأثير ذلك على المنطقة، غير أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أكد للرئيس الروسي أن الدولة العبرية قلقة أكثر من احتمال تسرب أسلحة متقدمة إلى الحزب الشيعي اللبناني، المدعوم من إيران. ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن بوتين أكد لنتنياهو أنه «بإمكان إسرائيل مهاجمة القافلات التي تحمل مثل هذه الأسلحة لدى دخولها إلى لبنان، تفادياً لتصعيد الموقف مع سوريا»، كما شدد الرئيس الروسي على أن بلاده «ملزمة» بإنجاز صفقة الصواريخ الدفاعية إلى سوريا. وكان نتنياهو قد حذر، الخميس، من أن «عشرات الآلاف من الصواريخ المنتشرة في المناطق المحيطة بإسرائيل، تشكل تهديداً على الجبهة الداخلية»، معتبراً أن الدولة العبرية هي «أكثر الدول المعرضة للتهديد في العالم، وعليها أن تكون مستعدة من الناحيتين الدفاعية والهجومية» لمواجهة أية تهديدات محتملة. تكذيب الاسد وفي السياق, ذكرت وسائل اعلام روسية امس ان روسيا لم تسلم بعد صواريخ «اس-300» الى النظام السوري وقد لا يتم التسليم هذا العام او ربما لن يتم حتما، ما يشكل نفيا لما المح اليه الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية. والمح الاسد الخميس الى ان روسيا ارسلت جزءا من الشحنة المثيرة للجدل من صواريخ ارض جو متطورة روسية من طراز اس 300. واوردت صحيفة «فيدوموستي» نقلا عن مصدر في صناعة الدفاع قوله: انه ليس من الواضح ما اذا كان سيتم تسليم الصواريخ الى سوريا هذا العام، بينما نقلت «كومرسانت» عن مصدر اخر ان التسليم مقرر في الربع الثاني من 2014. ومن جهتها نقلت وكالة انترفاكس عن مصدر في صادرات الاسلحة قوله: إن عملية تسليم الصواريخ ان تمت «فلن يكون ذلك قبل الخريف». وقال الاسد في مقابلة مع تلفزيون المنار بثت مساء الخميس «كل ما اتفقنا عليه مع روسيا سيتم، وجزء منه تم في الفترة الماضية». غير ان مصدري كومرسانت وفيدوموستي قالا: إنه لم يتم بعد تسليم اي صواريخ ولم تسلم بعد. وعقد الصواريخ تم توقيعه عام 2010 وقالت فيدوموستي ان قيمته مليار دولار. واضافت كومرسانت انه وبعد تسليم الشحنة في 2014، فان فترة من ستة اشهر على الاقل ستكون ضرورية لتدريب العاملين واجراء الاختبارات قبل ان تصبح هذه الانظمة عاملة بشكل كامل. وقال مصدر كومرسانت انه بينما يبدو موعد التسليم في الخريف ممكنا من الناحية النظرية «فان امورا كثيرا رهن بالوضع في المنطقة وموقف الدول الغربية من حل النزاع في سوريا». ونقلت فيدوموستي عن المصدر قوله انه فيما تصر الحكومة الروسية حاليا علنا على ان العقد سيتم تنفيذه، فان هذا لا يعني ان التسليم الفعلي سيتم حتما. وبحسب انترفاكس فان عملية التسليم قد لا تتم حتما. ونقلت عن مصدرها قوله ان المسألة ذاتها حصلت مع صواريخ اسكندر الروسية التي ارادتها سوريا قبل بضع سنوات لكن موسكو رفضت التسليم. ويرى الخبراء ان انظمة الصواريخ هذه تكتسي اهمية عسكرية كبيرة للرئيس السوري في النزاع مع المقاتلين المسلحين اذ يمكن استخدامها كقوة رادعة لصد ضربات جوية اسرائيلية او غربية ضد النظام. وابرز تقرير في كومرسانت مخاطر سعي اي طرف ثالث مثل اسرائيل لتدمير صواريخ اس-300 بعد وصولها الى سوريا علما بان الخبراء الروس سيكونون متواجدين على الارض لضمان عملها. وقال مصدر في صناعة الاسلحة للصحيفة «اذا تأذى مواطن روسي واحد نتيجة لذلك ستكون العواقب السياسية خطيرة جدا» واضاف «ما من قيادة تتحلى بمنطق تتخذ مثل هذه الخطوة».