كشفت دراسة صدرت امس أن المعنويات في اقتصاد منطقة اليورو التي يضربها ركود منذ فترة طويلة تحسنت في مايو بفضل تحسن في معظم قطاعات الأعمال. قالت المفوضية الأوروبية: إن مؤشرها للثقة الاقتصادية الذي تتم متابعته عن كثب انتعش إلى 89.4 نقطة هذا الشهر بعدما تراجع إلى 88.6 في أبريل. وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أن يرتفع إلى 89 وتحسنت الثقة في أكبر خمسة اقتصادات في منطقة اليورو وهي المانياوفرنسا وإيطاليا واسبانيا وهولندا. وكان الارتفاع ملحوظا في جميع القطاعات فيما عدا الإنشاءات. وتراجع المؤشر الفرعي لقياس الثقة في قطاع التشييد بمقدار نقطتين بعدما أضيرت شركات الإنشاء جراء استمرار فصل شتاء شديد البرودة لمدة طويلة.لكن التراجع في قطاع التشييد عوضه ارتفاع الثقة في قطاعي الخدمات والصناعة بمنطقة اليورو التي تضم 17 دولة وكذلك بين شركات التجزئة والمستهلكين.كما تعزز مؤشر الثقة الاقتصادية بعد ارتفاع الثقة في أكبر ثلاث اقتصادات بالمنطقة وهي ألمانياوفرنسا وإيطاليا.وجرى تعديل خطط التوظيف بالارتفاع في تجارة التجزئة إلى جانب قطاعات الصناعة والخدمات، لكن تم تعديلها بالخفض بشكل حاد في صناعة الإنشاء.وقالت المفوضية: إن الثقة في اقتصاد الاتحاد الأوروبي الأوسع الذي يضم 27 دولة ارتفعت في مايو إلى 90.8 نقطة مقابل 89.7 نقطة الشهر الماضي.وتوقعت ألمانيا أكبر اقتصاد في منطقة اليورو ان يتسارع النمو في الربع الثاني من العام وشهدت ارتفاعا ب 0.6 نقطة في الثقة في الاقتصاد في حين ارتفعت الثقة 0.9 نقطة في فرنسا التي تعاني من حالة ركود.وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي هذا الشهر إلى مستوى قياسي منخفض وقال: إن منطقة اليورو اكثر استقرارا مما كانت عليه قبل عام لكنه اكد على أن الظروف الاقتصادية مازالت تشكل تحديا ويتعين على الحكومات المضي قدما في الإصلاحات.ومن جهة أخرى ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى له في أسبوعين أمام الدولار امس مع استمرار تراجع العملة الامريكية على نطاق واسع عقب بيانات اقتصادية في منطقة اليورو جاءت أفضل من المتوقع.وصعدت العملة الموحدة 0.5 بالمئة إلى 1.3006 دولار مسجلة أعلى مستوى منذ 14 مايو مع تنفيذ أوامر شراء لوقف الخسائر عند صعودها فوق 1.30 دولار. وقال متعاملون: إن صناديق التحوط هي المشتري الرئيسي لليورو. كما وجد اليورو دعما في بيانات صدرت اليوم وأظهرت تحسن الثقة في اقتصاد منطقة اليورو بدرجة أكبر من المتوقع في مايو.وعلى جهة أخرى تعافت الأسهم الأوروبية من خسائر مبكرة امس وتحولت للارتفاع لكن العديد من المحللين يقولون: إن حركة الأسواق ستظل في نطاق ضيق بسبب عدم التيقن بشأن سياسة التحفيز النقدي في الولاياتالمتحدة .وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.2 بالمئة إلى 1225.46 نقطة بينما تعافى مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو من خسائر مبكرة ليستقر عند 2787.73 نقطة. وكانت أسواق الأسهم الأوروبية قد تراجعت عن أعلى مستوياتها في نحو خمس سنوات التي سجلتها في وقت سابق هذا الشهر بسبب عدم التيقن بشأن ما إذا كان الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قد يقلص إجراءات التحفيز الاقتصادي قريبا.غير ان مايك ماكودن رئيس قسم المشتقات في شركة انتراكتيف انفستورز قال: إن صائدي الصفقات يقبلون على شراء الأسهم لأنهم يتوقعون ألا يحدث أي تخفيض لبرنامج التحفيز الأمريكي قبل فترة طويلة.وكتب ماكودن في مذكرة "نرى بعض صائدي الصفقات يلتقطون بعض الأسهم التي هبطت الاربعاء ويراهنون على أن بيانات ضعيفة للوظائف الأمريكية ستدفع الاحتياطي الاتحادي إلى تأجيل تحركه وتؤدي إلى ارتفاع كبير للأسهم."